أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن العدل ، أنا عبد الله بن أحد الفقيه ، أنا المبارك بن علي الصيرفي في كتابه ، أنا محمد بن مرزوق الزعفراني ، أنا الحافظ أبو بكر الخطيب رحمه الله ، قال : أما الكلام في الصفات ، فأما ما روي منها في السنن الصحاح فمذهب السلف ، إثباتها وإجراؤها على ظواهرها ، ونفي الكيفية والتشبيه عنها ، والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع علي الكلام في الذات ، ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله ، وإذا كان معلوماً إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف ، فكذلك إثبات صفاته ، فإنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف ، فإذا قلنا يد وسمع وبصر ، فإنما هو إثبات صفات أثبتها الله لنفسه ، ولا نقول أن معنى اليد القدرة ، ولا أن والبصر العلم ، ولا نقول إنها جوارح وأدوات للفعل ، ولا نشبهها للأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل ، ونقول إنما وجوب إثباتها ، لأن التوقيق ورد بها ووجب نفي التشبيه عنها ، لقوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ سورة الشورى آية 11 ، وقوله وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ سورة الإخلاص آية 4 .
الأسم | الشهرة | الرتبة |