حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ تَمِيمٍ , عَنْ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ ، قال : جَاءَ رَجُلٌ إلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ , وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إنَّكَ قَدْ أَصْبَحَتْ عَلَى جَنَاحِ فِرَاقِ الدُّنْيَا , فَمُرْنِي بِأَمْرٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ , وَأَذْكُرُكَ بِهِ قَالَ : " إنَّا مِنْ أُمَّةٍ مُعَافَاةٍ , فَأقم الصَّلَاةَ ، وَأَدِّ زَكَاةَ مَالِكِ إنْ كَانَ لَكَ ، وَصُمْ رَمَضَانَ ، وَاجْتَنِبِ الْفَوَاحِشَ ، ثُمَّ أَبْشِرْ قَالَ : ثُمَّ أَعَادَ الرَّجُلُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِكَ قَالَ شُعْبَةُ : وَأَحْسَبُهُ أَعَادَ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , وَرَدَّ عَلَيْهِ أَبُو الدَّرْدَاءِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَنَفَضَ الرَّجُلُ رِدَاءَهُ وَقَالَ : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ إلَى قَوْلِهِ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ سورة البقرة آية 159 فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : عَلَيَّ بِالرَّجُلِ , فَجَاءَهُ ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : مَا قُلْتَ ؟ قَالَ : كُنْتَ رَجُلًا مُعَلِّمًا عِنْدَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَيْسَ عندِي ، فَأَرَدْتُ أَنْ تُحَدِّثَنِي بِمَا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ , فَلَمْ تَزِدْ عَلَيَّ إلَّا قَوْلًا وَاحِدًا ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : اجْلِسْ , ثُمَّ اعْقِلْ مَا أَقُولُ لَكَ : أَيْنَ أَنْتَ مِنْ يَوْمٍ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَرْضِ إلَّا عَرْضُ ذِرَاعَيْنِ فِي طُولِ أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ ، أَقَبْلَ بِكَ أَهْلُكَ الَّذِينَ كَانُوا لَا يُحِبُّونَ فِرَاقَكَ , وَجُلَسَاؤُكَ وَإِخْوَانُكَ , فَأَثْبَتُوا عَلَيْكَ الْبُنْيَانَ ، ثُمَّ أَكْثَرُوا عَلَيْكَ التُّرَابَ ، ثُمَّ تَرَكُوكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ ، ثُمَّ جَاءَكَ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ جَعْدَانِ أَسْمَاءَهُمَا : مُنْكَرٌ , وَنَكِيرٌ , فَأَجْلَسَاكَ ، ثُمَّ سَأَلَاكَ : مَا أَنْتَ ؟ أَمْ عَلَى مَاذَا كُنْتَ ؟ ثُمَّ مَاذَا تَقُولُ فِي هَذَا ؟ فَإِنْ قُلْتَ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي ، سَمِعْتُ النَّاسَ قَالُوا قَوْلًا فَقُلْتُ, فَقَدْ , وَاللَّهِ , رَدَيْتَ , وَخَزَيْتَ وَهَوَيْتَ ، وَإِنْ قُلْتَ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ , أنزل اللَّهُ عَلَيْهِ كِتَابَهُ , فَأَجَبْتُ بِهِ , وَبِمَا جَاءَ بِهِ , فَقَدْ , وَاللَّهِ , نَجَوْتَ وَهُدِيتَ ، وَلَمْ تَسْتَطِعْ ذَلِكَ إلَّا بِتَثْبِيتٍ مِنَ اللَّهِ مَعَ مَا تَرَى مِنَ الشِّدَّةِ وَالْخَوْفِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبَا الدَّرْدَاءِ | عويمر بن مالك الأنصاري / توفي في :32 | صحابي |