من ذكر طلحة والزبير وعلي وعثمان


تفسير

رقم الحديث : 30039

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ جَاوَانَ ، عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : " قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَنَحْنُ نُرِيدُ الْحَجَّ , قَالَ الْأَحْنَفُ : فَانْطَلَقْتُ فَأَتَيْتُ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ , فَقُلْتُ : مَا تَأْمُرَانِنِي بِهِ وَتَرْضَيَانِهِ لِي , فَإِنِّي مَا أَرَى هَذَا إِلَّا مَقْتُولًا , يَعْنِي : عُثْمَانَ , قَالَا : نَأْمُرُكَ بِعَلِيٍّ , قُلْتُ تَأْمُرَانِنِي بِهِ وَتَرْضَيَانِهِ لِي ؟ قَالَا : نَعَمْ , ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَاجًّا حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ , فَبَيْنَا نَحْنُ بِهَا إِذْ أَتَانَا قَتْلُ عُثْمَانَ , وَبِهَا عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ , فَلَقِيتُهَا فَقُلْتُ : مَا تَأْمُرِينَنِي بِهِ أَنْ أُبَايِعَ ؟ قَالَتْ : عَلِيٌّ , قُلْتُ : أَتَأْمُرِينَ بِهِ وَتَرْضِينَهُ ؟ ، قَالَتْ : نَعَمْ , فَمَرَرْتُ عَلَى عَلِيٍّ بِالْمَدِينَةِ فَبَايَعْتُهُ , ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ وَأَنَا أَرَى أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ اسْتَقَامَ , فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ أَتَانِي آتٍ فَقَالَ : هَذِهِ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ قَدْ نَزَلُوا جَانِبَ الْحَرْبِيَّةِ ، قَالَ فَقُلْتُ : مَا جَاءَ بِهِمْ ؟ ، قَالُوا : أَرْسَلُوا إِلَيْكَ يَسْتَنْصِرُونَكَ عَلَى دَمِ عُثْمَانَ , قُتِلَ مَظْلُومًا , قَالَ : فَأَتَانِي أَفْظَعُ أَمْرٍ مَا أَتَانِي قَطُّ ، قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ خِذْلَانَ هَؤُلَاءِ وَمَعَهُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَشَدِيدٌ , وَإِنَّ قِتَاليَ ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَمَرُونِي بِبَيْعَتِهِ لَشَدِيدٌ , قَالَ : فَلَمَّا أَتَيْتُهُمْ ، قَالُوا : جِئْنَا نَسْتَنْصِرُكَ عَلَى دَمِ عُثْمَانَ ، قُتِلَ مَظْلُومًا , قَالَ : قُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ , أَنْشُدُكِ اللَّهَ , أَقُلْتُ لَكِ : مَنْ تَأْمُرِينَنِي ؟ فَقُلْتِ : عَلِيٌّ , فَقُلْتُ : تَأْمُرِينَنِي بِهِ وَتَرْضِينَهُ لِي ؟ ، قُلْتِ : نَعَمْ , قَالَتْ : نَعَمْ , وَلَكِنَّهُ بَدَلٌ , فَقُلْتُ : يَا زُبَيْرُ , يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَا طَلْحَةُ , نَشَدْتُكُمَا بِاللَّهِ : أَقُلْتُ لَكُمَا : مَنْ تَأْمُرَانِّي بِهِ , فَقُلْتُمَا : عَلِيًّا ؟ فَقُلْتُ : تَأْمُرَانِّي بِهِ وَتَرْضَيَانِهِ لِي ؟ فَقُلْتُمَا : نَعَمْ , فَقَالَا : نَعَمْ , وَلَكِنَّهُ بَدَّلَ قَالَ : قُلْتُ : لَا أُقَاتِلُكُمْ وَمَعَكُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَا أُقَاتِلُ ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرْتُمُونِي بِبَيْعَتِهِ , اخْتَارُوا مِنِّي ثَلَاثَ خِصَالٍ : إِمَّا أَنْ تَفْتَحُوا لِي بَابَ الْجِسْرِ فَأَلْحَقَ بِأَرْضِ الْأَعَاجِمِ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ مِنْ أَمْرِهِ مَا قَضَى , أَوْ أَلْحَقَ بِمَكَّةَ فَأَكُونَ بِهَا حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ مِنْ أَمْرِهِ مَا قَضَى , أَوْ أَعْتَزِلَ فَأَكُونَ قَرِيبًا , فَقَالُوا : نُرْسِلُ إِلَيْكَ , فَائْتَمَرُوا فَقَالُوا : نَفْتَحُ لَهُ بَابَ الْجِسْرِ فَلْيَلْحَقْ بِهِ الْمُفَارِقُ وَالْخَاذِلُ , أَوْ يَلْحَقُ بِمَكَّةَ فَيَتَعَجَّلُكُمْ فِي قُرَيْشٍ وَيُخْبِرُهُمْ بِأَخْبَارِكُمْ , لَيْسَ ذَلِكَ بِرَأْيٍ , اجْعَلُوهُ هَهُنَا قَرِيبًا حَيْثُ تَطَئُونَ صِمَاخَهُ وَتَنْظُرُونَ إِلَيْهِ , فَاعْتَزَلَ بِالْجَلْحَاءِ مِنْ الْبَصْرَةِ , وَاعْتَزَلَ مَعَهُ زُهَاءُ سِتَّةِ آلَافٍ , ثُمَّ الْتَقَى الْقَوْمُ , فَكَانَ أَوَّلُ قَتِيلٍ طَلْحَةَ وَكَعْبَ بْنَ سَوْرٍ مَعَهُ الْمُصْحَفُ , يُذَكِّرُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ حَتَّى قُتِلَ بَيْنَهُمْ , وَبَلَغَ الزُّبَيْرُ سَفَوَانَ مِنْ الْبَصْرَةِ بِمَكَانِ الْقَادِسِيَّةِ مِنْكُمْ , فَلَقِيَهُ النَّغْرُ : رَجُلٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ , فَقَالَ : أَيْنَ تَذْهَبُ يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , إِلَيَّ فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي , لَا يُوصَلُ إِلَيْكَ , فَأَقْبَلَ مَعَهُ ، فَأَتَى إنْسَانٌ الْأَحْنَفَ فَقَالَ : هَذَا الزُّبَيْرُ قَدْ لَحِقَ بِسَفَوَانَ , قَالَ : فَمَا تَأْمَنُ ؟ ! جَمَعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى ضَرَبَ بَعْضُهُمْ حَوَاجِبَ بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ , ثُمَّ لَحِقَ بِبَيْتِهِ وَأَهْلِهِ , قَالَ : فَسَمِعَهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ وَغُوَاةٌ مِنْ غُوَاةِ بَنِي تَمِيمٍ وَفَضَالَةُ بْنُ حَابِسٍ وَنُفَيْعٌ فَرَكِبُوا فِي طَلَبِهِ , فَلَقَوْهُ مَعَ النَّغْرِ , فَأَتَاهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ ضَعِيفَةٍ , فَطَعَنَهُ طَعْنَةً خَفِيفَةً , وَحَمَلَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ : ذُو الْخِمَارِ , حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ نَائِلُهُ نَادَى صَاحِبَيْهِ : يَا نُفَيْعٌ , يَا فَضَالَةُ , فَحَمَلُوا عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلُوهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.