في توجيه النعمان بن مقرن الى نهاوند


تفسير

رقم الحديث : 33095

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , قَالَ : ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ شَاوَرَ الْهُرْمُزَانِ فِي فَارِسَ وَأَصْبَهَانَ وَأَذَرْبَيْجَانَ , فَقَالَ : أَصْبَهَانُ الرَّأْسِ ، وَفَارِسُ وَأَذَرْبَيْجَانَ الْجَنَاحَانِ , فَإِنْ قَطَعْتَ أَحَدَ الْجَنَاحَيْنِ مَالَ الرَّأْسُ بِالْجَنَاحِ الْآخَرِ , وَإِنْ قَطَعْتَ الرَّأْسَ وَقَعَ الْجَنَاحَانِ , فَابْدَأْ بِالرَّأْسِ , فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِالنُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ يُصَلِّي , فَقَعَدَ إِلَى جَنْبِهِ , فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ , قَالَ : مَا أَرَانِي إِلَّا مُسْتَعْمِلَكَ , قَالَ : أَمَّا جَابِيًا فَلَا , وَلَكِنْ غَازِيًا , قَالَ : فَإِنَّكَ غَازٍ , فَوَجَّهَهُ وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنْ يَمُدُّوهُ , قَالَ : وَمَعَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَعَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ وَحُذَيْفَةُ وَابْنُ عُمَرَ وَالْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ , قَالَ : فَأَرْسَلَ النُّعْمَانُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ إِلَى مَلِكِهِمْ ، وَهُوَ يُقَالُ لَهُ : ذُو الْجَنَاحَيْنِ , فَقَطَعَ إِلَيْهِمْ نَهْرَهُمْ ، فَقِيلَ لِذِي الْجَنَاحَيْنِ : إِنَّ رَسُولَ الْعَرَبِ هَهُنَا , فَشَاوَرَ أَصْحَابَهُ , فَقَالَ : مَا تَرَوْنَ ؟ أَقْعُدُ لَهُ فِي بَهْجَةِ الْمُلْكِ وَهَيْئَةِ الْمُلْكِ أَوْ فِي هَيْئَةِ الْحَرْبِ , قَالُوا : لَا بَلِ اقْعُدْ لَهُ فِي بَهْجَةِ الْمُلْكِ , فَقَعَدَ عَلَى سَرِيرِهِ وَوَضَعَ التَّاجَ عَلَى رَأْسِهِ , وَقَعَدَ أَبْنَاءُ الْمُلُوكِ سِمَاطَيْنِ , عَلَيْهِمُ الْقِرَطَةُ وَأَسَاوِرَةُ الذَّهَبِ وَالدِّيبَاجِ , قَالَ : فَأَذِنَ لِلْمُغِيرَةِ ، فَأَخَذَ بِضَبْعِهِ رَجُلَانِ وَمَعَهُ رُمْحُهُ وَسَيْفُهُ , قَالَ : فَجَعَلَ يَطْعَنُ بِرُمْحِهِ فِي بُسُطِهِمْ يَخْرِقُهَا لِيَتَطَيَّرُوا حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ , قَالَ : فَجَعَلَ يُكَلِّمُهُ وَالتُّرْجُمَانُ يُتَرْجِمُ بَيْنَهُمَا : إِنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ أَصَابَكُمْ جُوعٌ وَجُهْدٌ فَجِئْتُمْ , فَإِنْ شِئْتُمْ مُرْنَاكُمْ وَرَجَعْتُمْ , قَالَ : فَتَكَلَّمَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّا مَعْشَرَ الْعَرَبِ كُنَّا أَذِلَّةً يَطَؤُنَا النَّاسُ وَلَا نَطَؤُهُمْ , وَنَأْكُلُ الْكِلَابَ وَالْجِيفَةَ ، وَأَنَّ اللَّهَ ابْتَعَثَ مِنَّا نَبِيًّا فِي شَرَفٍ مِنَّا , أَوْسَطَنَا حَسَبًا وَأَصْدَقَنَا حَدِيثًا , قَالَ : فَبَعَثَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِمَا بَعَثَهُ بِهِ , فَأَخْبَرَنَا بِأَشْيَاءَ وَجَدْنَاهَا كَمَا قَالَ , وَأَنَّهُ وَعَدَنَا فِيمَا وَعَدَنَا أَنَا سَنَمْلِكُ مَا هَهُنَا وَنَغْلِبُ , وَأَنِّي أَرَى هَهُنَا بَزَّةً وَهَيْئَةً مَا مِنْ خَلْفِي بِتَارِكِهَا حَتَّى يُصِيبَهَا , قَالَ : فَقَالَتْ لِي نَفْسِي : لَوْ جَمَعْتَ جَرَامِيزَكَ فَوَثَبْتُ فَقَعَدْتُ مَعَ الْعِلْجِ عَلَى سَرِيرِهِ حَتَّى يَتَطَيَّرَ , قَالَ : فَوَثَبْتُ وَثْبَةً , فَإِذَا أَنَا مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ , فَجَعَلُوا يَطَئُونِي بِأَرْجُلِهِمْ وَيَجُرُّونِي بِأَيْدِيهِمْ , فَقُلْتُ : إِنَّا لَا نَفْعَلُ هَذَا بِرُسُلِكُمْ , فَإِنْ كُنْتُ عَجَزْتُ وَاسْتَحْمَقْتُ فَلَا تُؤَاخِذُونِي , فَإِنَّ الرُّسُلَ لَا يُفْعَلُ بِهِمْ هَذَا ، فَقَالَ الْمَلِكُ : إِنْ شِئْتُمْ قَطَعْنَا إِلَيْكُمْ ، وَإِنْ شِئْتُمْ قَطَعْتُمْ إِلَيْنَا , فَقُلْتُ : لَا ، بَلْ نَحْنُ نَقْطَعُ إِلَيْكُمْ ، قَالَ : فَقَطَعْنَا إِلَيْهِمْ ، فَسَلْسَلُوا كُلَّ خَمْسَةٍ وَسَبْعَةٍ وَسِتَّةٍ وَعَشَرَةٍ فِي سِلْسِلَةٍ حَتَّى لَا يَفِرُّوا , فَعَبَرْنَا إِلَيْهِمْ فَصَافَفْنَاهُمْ فَرَشَقُونَا حَتَّى أَسْرَعُوا فِينَا ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ لِلنُّعْمَانِ : إِنَّهُ قَدْ أَسْرَعَ فِي النَّاسِ قَدْ خَرَجُوا قَدْ أَسْرَعَ فِيهِمْ , فَلَوْ حَمَلْتَ ؟ قَالَ النُّعْمَانُ : إِنَّكَ لَذُو مَنَاقِبَ وَقَدْ شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لا ، وَلَكِنْ شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَ إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ أَوَّلَ النَّهَارِ انْتَظَرَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ وَتَهُبَّ الرِّيَاحُ وَتُنْزِلَ النَّصْرَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي هَازٌّ لِوَائِي ثَلَاثَ هَزَّاتٍ , فَأَمَّا أَوَّلُ هَزَّةٍ فَلْيَقْضِ الرَّجُلُ حَاجَتَهُ وَلْيَتَوَضَّأْ , وَأَمَّا الثَّانِيَةُ يَنْظُرِ الرَّجُلُ إِلَى شِسْعِهِ وَزَمَّ مِنْ سِلَاحِهِ , فَإِذَا هَزَزْتُ الثَّالِثَةَ فَاحْمِلُوا , وَلَا يَلْوِيَنَّ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ , وَإِنْ قُتِلَ النُّعْمَانُ فَلَا يَلْوِيَنَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ , وَإِنِّي دَاعِي اللَّهَ بِدَعْوَةٍ فَأَقْسَمْتُ عَلَى كُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَمَا أَمَّنَ عَلَيْهَا , فَقَالَ : اللَّهُمَّ ارْزُقِ النُّعْمَانَ الْيَوْمَ الشَّهَادَةَ فِي نَصْرٍ وَفَتْحٍ عَلَيْهِمْ , قَالَ : فَأَمَّنَ الْقَوْمُ ، قَالَ : فَهَزَّ ثَلَاثَ هَزَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : سَلْ دِرْعَهُ ، ثُمَّ حَمَلَ وَحَمَلَ النَّاسُ , قَالَ : وَكَانَ أَوَّلَ صَرِيعٍ , قَالَ مَعْقِلٌ : فَأَتَيْتُ عَلَيْهِ فَذَكَرْتُ عَزْمَتَهُ ، فَلَمْ أَلْوِ عَلَيْهِ وَأَعْلَمْتُ عَلَمًا حَتَّى أَعْرِفَ مَكَانَهُ , قَالَ : فَجَعَلْنَا إِذَا قَتَلْنَا الرَّجُلَ شَغَلَ عَنَّا أَصْحَابَهُ بِهِ , قَالَ : وَوَقَعَ ذُو الْجَنَاحَيْنِ عَنْ بَغْلَةٍ لَهُ شَهْبَاءَ فَانْشَقَّ بَطْنُهُ , فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ , فَأَتَيْتُ مَكَانَ النُّعْمَانِ وَبِهِ رَمَقٌ , فَأَتَيْتُهُ بِإِدَاوَةٍ فَغَسَلْتُ عَنْ وَجْهِهِ , فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ , قَالَ : مَا فَعَلَ النَّاسُ ؟ قُلْتُ : فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : لِلَّهِ الْحَمْدُ , اكْتُبُوا بِذَلِكَ إِلَى عُمَرَ , وَفَاضَتْ نَفْسُهُ , وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَى الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ , قَالَ : فَأَرْسَلُوا إِلَى أُمِّ وَلَدِهِ : هَلْ عَهِدَ إِلَيْكَ النُّعْمَانُ عَهْدًا ، أَمْ عِنْدَكَ كِتَابٌ ؟ قَالَتْ : سَفْطٌ فِيهِ كِتَابٌ , فَأخْرُجُوهُ فَإِذَا فِيهِ : إِنْ قُتِلَ النُّعْمَانُ فَفُلَانٌ , وَإِنْ قُتِلَ فُلَانٌ فَفُلَانٌ , قَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ : فَحَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ , قَالَ : ذَهَبْتُ بِالْبِشَارَةِ إِلَى عُمَرَ , فَقَالَ : مَا فَعَلَ النُّعْمَانُ ؟ قُلْتُ : قُتِلَ , قَالَ : مَا فَعَلَ فُلَانٌ ؟ قُلْتُ : قُتِلَ , قَالَ : مَا فَعَلَ فُلَانٌ ؟ قُلْتُ : قُتِلَ , فَاسْتَرْجَعَ , قُلْتُ : وَآخَرُونَ لَا نَعْلَمُهُمْ , قَالَ : لَا نَعْلَمُهُمْ لَكِنِ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
النُّعْمَانُ

صحابي

مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ

صحابي

عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ

ثقة

أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ

ثقة

حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ

تغير حفظه قليلا بآخره, ثقة عابد

عَفَّانُ

ثقة ثبت