عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشِ بْنِ حَوْشَبٍ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاثٍ : فِي الْمَاءِ ، وَالْكَلَأِ ، وَالنَّارِ . وَثَمَنُهُ حَرَامٌ " . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : يَعْنِي : الْمَاءَ الْجَارِيَ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ هَذَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ شَيْخُ ابْنِ مَاجَهْ وَهُوَ الأَشَجُّ ، وَكَانَ أَحَدَ الْحُفَّاظِ ، وَهَذَا الإِسْنَادُ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ ، وَهُوَ بِكَسْرِ الْخَاءِ وَبِالشِّينِ الْمُعْجَمَتَيْنِ ، وَفِي تَرْجَمَتِهِ أَوْرَدَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ . وَرَوَى أَبُو دَاوُد مِنْ رِوَايَةٍ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَرْفُوعًا : " الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاثٍ : الْمَاءُ ، وَالْكَلَأُ ، وَالنَّارُ . " قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَذَا مَعْنَاهُ الْكَلَأُ ، يَثْبُتُ فِي مَوَاتِ الأَرْضِ يَرْعَاهُ النَّاسُ ، لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُخَصَّ بِهِ دُونَ أَحَدٍ وَيَحْجِزَهُ عَنْ غَيْرِهِ ، وَكَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إذَا عَزَّ الرَّجُلُ مِنْهُمْ حَمِيَ بُقْعَةً مِنَ الأَرْضِ لِمَاشِيَتِهِ تَرْعَاهَا يَذُودُ النَّاسَ عَنْهَا ، " فَأَبْطَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ ، وَجَعَلَ النَّاسَ فِيهِ شُرَكَاءَ يَتَعَاوَرُونَهُ بَيْنَهُمْ ، فَأَمَّا الْكَلَأُ إذَا نَبَتَ فِي أَرْضٍ مَمْلُوكَةٍ لِمَالِكٍ بِعَيْنِهِ فَهُوَ مَالٌ لَهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُشْرِكَهُ فِيهِ إلا بِإِذْنِهِ ، قَالَ : وَقَوْلُهُ : " وَالنَّارُ " . فَسَّرَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بِالْحِجَارَةِ الَّتِي تَرَى النَّارَ ، فَلا يُمْنَعُ أَحَدٌ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهَا حَجَرًا يَقْدَحُ بِهِ النَّارَ ، فَأَمَّا الَّتِي يُوقِدُهَا الإِنْسَانُ فَلَهُ أَنْ يَمْنَعَ غَيْرَهُ مِنْ أَخْذِهَا ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَهُ أَنْ يَمْنَعَ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهَا جَذْوَةً مِنَ الْحَطَبِ قَدِ احْتَرَقَ فَصَارَ جَمْرًا , وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَمْنَعَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَصْبِحَ مِنْهَا مِصْبَاحًا أَوْ يُدْنِيَ مِنْهَا ضِغْثًا يَشْتَعِلُ بِهَا لِأَنَّ ذَلِكَ لا يُنْقِصُ مِنْ عَيْنِهَا شَيْئًا . انْتَهَى . وَقَالَ صَاحِبُ الْعُدَّةِ مِنْ أَصْحَابِنَا : لَوْ أَضْرَمَ نَارًا فِي حَطَبٍ مُبَاحٍ بِالصَّحْرَاءِ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَنْعُ مَنْ يَنْتَفِعُ بِتِلْكَ النَّارِ , فَلَوْ جَمَعَ الْحَطَبَ مَلَكَهُ ، فَإِذَا أَضْرَمَ فِيهِ النَّارَ كَانَ لَهُ مَنْعُ غَيْرِهِ مِنْهَا . انْتَهَى . وَأَمَّا الْمَاءُ فَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا الْمِيَاهُ الْمُبَاحَةُ النَّابِعَةُ فِي مَوْضِعٍ لا يَخْتَصُّ بِأَحَدٍ ، وَلا صُنْعَ لِلْآدَمِيَّيْنِ فِي إنْبَاعِهَا , وَإِجْرَائِهَا : كَالْفُرَاتِ ، وَجَيْحُونَ ، وَالنِّيلِ ، وَسَائِرِ أَوْدِيَةِ الْعَالَمِ ، وَالْعُيُونِ فِي الْجِبَالِ ، وَسُيُولِ الأَمْطَارِ ، فَالنَّاسُ فِيهَا سَوَاءٌ لَكِنْ مَنْ أَخَذَ مِنْهَا شَيْئًا فِي إنَاءٍ أَوْ جَعَلَهُ فِي حَوْضٍ مَلَكَهُ ، وَلَمْ يَكُنْ لِغَيْرِهِ مُزَاحَمَتُهُ فِيهِ ، وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ : " وَثَمَنُهُ حَرَامٌ " . أَيْ : الْمَذْكُورُ . فَأَعَادَ الضَّمِيرَ مُفْرَدًا , وَإِنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ ثَلاثٍ , وَإِنَّمَا كَانَ ثَمَنُهُ حَرَامًا لِأَنَّهُ غَيْرُ مَمْلُوكٍ ، فَلا يَجُوزُ بَيْعُهُ . وَحَمْلُ أَبِي سَعِيدٍ وَهُوَ الأَشَجُّ لَهُ عَلَى الْجَارِي هُوَ الْغَالِبُ ، فَلَوْ كَانَ الْمَاءُ الْمُبَاحُ غَيْرَ جَارٍ كَمَاءِ السُّيُولِ الرَّاكِدَةِ فِي الْمُسْتَنْقَعَاتِ فَحُكْمُهَا كَذَلِكَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . السَّابِعَةَ عَشْرَةَ : رَوَى ابْنُ مَاجَهْ أَيْضًا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
مُجَاهِدٍ | مجاهد بن جبر القرشي / ولد في :19 / توفي في :102 | ثقة إمام في التفسير والعلم |
الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ | العوام بن حوشب الشيباني / توفي في :148 | ثقة ثبت |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشِ بْنِ حَوْشَبٍ الشَّيْبَانِيِّ | عبد الله بن خراش الشيباني / توفي في :161 | ضعيف الحديث |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ | عبد الله بن سعيد الكندي / توفي في :257 | ثقة |