قَالَ قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ثنا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، أنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ ، عَنِ الْمُسَوِّرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، قَالَ : " لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي فِي صَبِيحَتِهَا يَفْرَغُ النَّفَرُ الَّذِينَ اسْتَخْلَفَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، مِنَ الْخِلَافَةِ ، صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى سِتْرٍ لِي فَنِمْتُ عَلَيْهِ ، فَأَيْقَظَنِي مِنَ النَّوْمِ صَوْتُ خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَبَا مُسَوِّرٍ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ مُشْتَمِلًا بِثَوْبِي ، فَقَالَ : أَنِمْتَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَدْ نِمْتُ ، قَالَ : خُذْ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ ، ثُمَّ الْحَقْنِي إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَفَعَلْتُ ، قَالَ : اذْهَبْ فَادْعُ لِيَ الزُّبَيْرَ وَسَعْدًا ، أَوْ أَحَدَهُمَا ، قَالَ : فَانْطَلَقْتُ فَدَعَوْتُهُ ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَيْهِ ، قَالَ : اسْتَأْخِرْ عَنَّا قَدْرَ مَا لَا تَسْمَعُ كِلَامَنَا ، قَالَ : فَفَعَلْتُ شَيْئًا يَسِيرًا ، ثُمَّ قَالَ لِي : ادْعُ لِيَ الْآخَرَ ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَيْهِ ، قَالَ : اسْتَأْخِرْ عَنَّا قَدْرَ مَا لَا تَسْمَعُ كَلَامَنَا ، قَالَ : فَتَنَاجَيَا شَيْئًا يَسِيرًا ، ثُمَّ نَادَى : يَا مُسَوِّرُ ، اذْهَبْ فَادْعُ لِي عَلِيًّا فَذَلِكَ حِينَ ذَهَبَتْ فَحْمَةُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ، قَالَ : فَجِئْتُ بِعَلِيٍّ ، قَالَ : اسْتَأْخِرْ عَنَّا قَدْرَ مَا لَا تَسْمَعُ كَلَامَنَا ، قَالَ : فَلَمْ يَزَالَا يَتَكَلَّمَانِ مِنَ الْعِشَاءِ حَتَّى كَانَ السَّحَرُ ، إِلَّا أَنِّي لَمْ أَسْمَعْ مِنْ نَجِيِّهِمَا مَا أَظُنُّنِي أَنَّهُمَا قَدِ اقْتَتَلَا ، فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ نَادَانِي وَعَلِيٌّ عِنْدَهُ ، فَقَالَ : اذْهَبْ فَادْعُ لِي عُثْمَانَ ، فَقَالَ : فَفَعَلْتُ ، فَتَنَاجَيَا ، وَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ ، قَالَ : فَتَفَرَّقُوا لِلْوُضُوءِ ، وَقَدْ عَلِمَ النَّاسُ أَنَّهَا صَبِيحَةُ الْخِلَافَةِ ، فَاجْتَمَعُوا لِلصُّبْحِ كَمَا يَجْتَمِعُونَ لِلْجُمُعَةِ ، فَأَمَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ النَّفَرَ أَنْ يَجْلِسُوا بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ ، فَلَمَّا أَبْصَرَ النَّاسُ بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ ، قَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِي كَانَ مِنْ وَفَاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَاسْتِخْلَافِهِ إِيَّانَا أَيُّهَا النَّفَرُ ، وَرِضَا أَصْحَابِي أَنّ أَلِيَ ذَلِكَ فَأَخْتَارُ رَجُلًا مِنْهُمْ ، وَهَؤُلَاءِ بَيْنَ أَيْدِيَكُمْ ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَهُمْ رَجُلًا رَجُلًا ، ثُمَّ قَالَ : أَيْ فُلَانُ ، عَلَيْكَ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ لِمَنْ وَلَّيْتُ ، وَلَتَرْضَيَنَّ وَلَتُسَلِّمَنَّ ، فَيَقُولُ : نَعَمْ ، رَافِعٌ صَوْتَهُ يُسْمِعُ النَّاسَ حَتَّى فَرِغَ مِنْهُمْ رَجُلًا رَجُلًا ، مِنْ عُثْمَانَ ، وَعَلِيٍّ ، وَالزُّبَيْرِ ، وَسَعْدٍ ، قَالَ : أَمَّا طَلْحَةُ ، فَأَنَا حَمِيدٌ بِرِضَاهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي لَمْ أَزَلْ دَائِبًا مُنْذُ ثَلَاثٍ أَسْأَلُكُمْ عَنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ ، ثُمَّ سَأَلْتُهُمْ عَنْ أَنْفُسِهِمْ ، فَوَجَدْتُكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَإِيَّاهُمُ اجْتَمَعْتُمْ عَلَى عُثْمَانَ ، قُمْ يَا عُثْمَانُ ، فَلَمْ يَقُلْ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَلَا وُفُودِ الْعَرَبِ ، وَلَا صَالِحِي التَّابِعِينَ إِنَّكَ لَمْ تَسْتَشِرْنَا وَلَمْ تَسْتَأْمِرْنَا فَرَضُوا وَسَلَّمُوا ، فَلَبِثُوا سِتَّ سِنِينَ لَا يَعِيبُونَ شَيْئًا ، قَالَ : كَانَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يُفَضِّلُونَهُ عَلَى عُمَرَ ، يَقُولُ : الْعَدْلُ مِثْلُ عُمَرَ ، وَاللَّيِّنُ أَلْيَنُ مِنْ عُمَرَ " . قَالَ : وَثنا أَبُو النَّضْرِ ، ثنا اللَّيْثُ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ : " أَنَّهُ كَانَ كُلَّمَا دَعَا رَجُلًا مِنْهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ذَكَرَ مَنَاقِبَهُمْ ، قَالَ : إِنَّكَ لَهَا لَأَهْلٌ فَإِنْ أَخْطَأَتُكَ فَمَنْ ؟ فَيَقُولُ : إِنْ أَخْطَأْتَنِي فَعُثْمَانُ . هَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الْمُسَوِّرِ بْنِ مَخْرَمَةَ | المسور بن مخرمة القرشي / ولد في :1 / توفي في :64 | صحابي |
ابْنَ شِهَابٍ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ | عبيد الله بن عمر العدوي / توفي في :143 | ثقة ثبت |
لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ | الليث بن سعد الفهمي / ولد في :94 / توفي في :175 | ثقة ثبت فقيه إمام مشهور |
أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ | هاشم بن القاسم الليثي / ولد في :133 / توفي في :207 | ثقة ثبت |
رَجُلٍ | اسم مبهم | |
الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ | الحارث بن أبي أسامة التميمي | ثقة |