وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أنبا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، ثنا أَبِي ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ , يَقُولُ : حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُمُ اجْتَمَعُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَشَى مَعَهُمْ حَتَّى بَلَغَ بَقِيعَ الْغَرْقَدِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ ، فَقَالَ : " انْطَلِقُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ " . وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِهِ ، قَالَ : فَأَقْبَلُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى حِصْنِهِ يَعْنِي كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَافِ ، فَهَتَفَ أَبُو نَائِلَةَ فَنَزَلَ إِلَيْهِ وَهُوَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : إِنَّكَ مُحَارِبٌ وَإِنَّكَ صَاحِبُ الْحَارِثِ ، لَا تَنْزِلْ فِي مِثْلِ هَذِهِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ لَهَا : أَبُو نَائِلَةَ وَاللَّهِ لَوْ وَجَدَنِي نَائِمًا أَيْقَظَنِي ، فَقَالَتْ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ فِي صَوْتِهِ الشَّرَّ ، فَقَالَ لَهَا : لَوْ دُعِيَ الْفَتَى لِطَعْنَةٍ لَأَجَابَ ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً ، ثُمَّ قَالُوا : لَوْ مَشِيتَ إِلَى شُعَبِ الْعَجُوزِ ، فَتَحدثنا لَيْلَتَنَا هَذِهِ فَإِنَّهُ لَا عَهْدَ لَنَا بِذَلِكَ ، فَقَالَ : نَعَمْ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ ثُمَّ إِنَّ . . . . . . شُمُّ يَدِهُ فِي قَوْدِ رَأْسِهِ ، فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ كَاللَّيْلَةِ عِطْرًا أَطْيَبَ ، ثُمَّ مَشَى سَاعَةً ، وَعَادَ مِثْلَهَا حَتَّى اطْمَأَنَّ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي فودي رَأْسِهِ فَأَخَذَ شَعْرَهُ ، ثُمَّ قَالَ : اضْرِبُوا عَدُوَّ اللَّهِ ، قَالَ : فَاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ أَسْيَافَهُمْ ، قَالَ : وَصَاحَ عَبْدُ اللَّهِ صَيْحَةً ، فَلَمْ يَبْقَ حِصْنٌ إِلَّا أُوِقَدَتْ عَلَيْهِ نَارًا ، قَالَ : وَأُصِيبَتْ رِجْلُ الْحَارِثِ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : فَلَمَّا رَأَيْتُ السُّيُوفَ لَا تُغْنِي شَيْئًا ذَكَرْتُ مِعْوَلًا فِي سَيْفِي فَأَخَذْتُهُ فَوَضَعْتُهُ عَلَى سُرَّتِهِ فَتَحَامَلْتُ عَلَيْهِ حَتَّى بَلَغَ عَانَتَهُ فَوَقَعَ ، ثُمَّ خَرَجْنَا فَسَلَكْنَا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ ، ثُمَّ عَلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ، ثُمَّ عَلَى بُعَاثٍ ، ثُمَّ أَسْرَيْنَا فِي حَرَّةِ الْعَرِيضِ وَأَبْطَأَ الْحَارِثُ وَنَزَفَ الدَّمُ ، فَوَقَفْنَا لَهُ ثُمَّ احْتَمَلْنَاهُ حَتَّى جِئْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا ، فَأَخْبَرْنَاهُ بِقَتْلِ عَدُوِّ اللَّهِ ، قَالَ : فَتَفَلَ عَلَى جُرْحِ الْحَارِثِ ، وَرَجَعْنَا بِهِ إِلَى بَيْتِهِ وَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ إِلَى رِحَالِهِمْ ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَتْ يَهُودُ : لَوْ بُعِثْنَا لُعَدُوِّ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ وَجَدْتُمُوهُ مِنْ رِجَالِ يَهُودَ فَاقْتُلُوهُ " . فَوَثَبَ مَحِيصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى ابْنِ سِنِينِةِ رَجُلٌ مِنْ كِبَارِ يَهُودَ وَكَانَ يُبَايِعُهُمْ وَيُخَالِطُهُمْ فَقَتَلَهُ ، قَالَ : فَخَرَجَ حُوَيْصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ فَضَرَبَهُ وَهُوَ يَقُولُ : أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ ، أَقَتَلْتَهُ ؟ وَاللَّهِ لَرُبَّ شَحْمٍ فِي بَطْنِكَ مِنْ مَالِهِ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ أَمَرَنِي بِقَتْلِهِ رَجُلٌ لَوْ أَمَرَنِي بِقَتْلِكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ ، قَالَ : آللَّهُ لَوْ أَمَرَكَ مُحَمَّدٌ بِقَتْلِي لَقَتَلْتَنِي ، قَالَ : نَعَمْ وَاللَّهِ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنَّ دِينًا بَلَغَ بِكَ هَذَا لَدِينٌ عَجِيبٌ ، فَكَانَ أَوَّلَ إِسْلَامِ حُوَيْصَةَ مِنْ قَبْلِ قَتْلِ أَخِيهِ . قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلَانِيُّ : هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ مُتَّصِلٌ أَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْهُ إِلَى قَوْلِهِ : " أَعِنْهُمْ " فَقَطْ ، عَنْ يَعْقُوبَ : ثنا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِهِ . انْتَهَى . وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَمْرٍو ، عَنْ جَابِرٍ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
عِكْرِمَةَ | عكرمة مولى ابن عباس / ولد في :20 / توفي في :104 | ثقة |
ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ | ثور بن زيد الديلي | ثقة |
مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
أَبِي | جرير بن حازم الأزدي | ثقة |
وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ | وهب بن جرير الأزدي / توفي في :206 | ثقة |
إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ | إسحاق بن راهويه المروزي | ثقة حافظ إمام |