باب الترهيب من الغيبة والبهت وبيانهما والترغيب في ردهما وما جاء فيمن ترفع عنهم الغيبة


تفسير

رقم الحديث : 4850

وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، قَالَ : كُنَّا يَوْمًا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " , قَالَ : فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ مَاءِ وُضُوئِهِ قَدْ عَلَّقَ نَعْلَيْهِ مِنْ يَدِهِ بِشِمَالِهِ فَسَلَّمَ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مِثْلَ ذَلِكَ فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ حَالِهِ الْأُولَى ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مِثْلَ مَقَالَتِهِ فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالَتِهِ الْأُولَى ، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَقَالَ : إِنُّي لَاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ عَلَيْهِ أَنِّي لَا أَدْخُلُ عَلَيْهِ ثَلَاثًا فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ الثَّلَاثَةُ أَيَّامٍ فَعَلْتُ : فَقَالَ : نَعَمْ , قَالَ أَنَسٌ : فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ إِلَّا لِصَلَاةِ الْفَجْرِ ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا ، فَلَمَّا مَضَتِ الثَّلَاثُ اللَّيَالِي كِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ ، قُلْتُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ وَالِدِي غَضَبٌ وَلَا هِجْرَةٌ وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ عَمَلَكَ فَأَقْتَدِيَ بِكَ ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَبِيرَةً فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي ، فَقَالَ : مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي عَلَى مُسْلِمٍ غِشًّا وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى إِيَّاهُ ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : قُلْتُ : هِيَ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ . هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مُرْسَلٌ . رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ : ثَنَا مَعْمَرٌ . . فَذَكَرَهُ . . . . . . . وَقَدِ احْتَجَّا بِهِمْ أَيْضًا إِلَّا شَيْخَهُ سُوَيْدَ بْنَ نَصْرٍ وَهُوَ ثِقَةٌ . وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ وَسَمَّى الرَّجُلَ الْمُبْهَمَ : سَعْدًا ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ : فَقَالَ سَعْدٌ : مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ يَا ابْنَ أَخِي إِلَّا أَنِّي لَمْ أَبِتْ ضَاغِنًا عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ كَلِمَةٌ نَحْوُهَا . زَادَ النَّسَائِيُّ فِي رِوَايَةٍ لَهُ وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَالْأَصْبَهَانِيُّ : فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ . وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ لَهُ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَقَالَ " لَيَطْلُعَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ هَذَا الْبَابِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " فَجَاءَهُ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فَدَخَلَ منه . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : مَا أَنَا بِالَّذِي أَنْتَهِي حَتَّى أُبَايِتَ هَذَا الرَّجُلَ فَأَنْظُرَ عَمَلَهُ ، قَالَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي دُخُولِهِ عَلَيْهِ ، قَالَ فَنَاوَلَنِي عَبَاءَةً فَاضْطَجَعْتُ عَلَيْهَا قَرِيبًا مِنْهُ ، وَجَعَلْتُ أَرْمُقُهُ بِعَيْنِي لَيْلَهُ كُلَّمَا تَعَارَّ سَبَّحَ وَكَبَّرَ وَهَلَّلَ وَحَمِدَ اللَّهَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ السَّحَرِ قَامَ فَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ لَيْسَ مِنْ طِوَالِهِ وَلَا مِنْ قِصَارِهِ ، يَدْعُو فِي كل رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ ثَلَاثَ دَعَوَاتٍ يَقُولُ : " اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، اللَّهُمَّ اكْفِنَا مَا أَهَمَّنَا مِنْ أَمْرِ آخِرَتِنَا وَدُنْيَانَا ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ حَتَّى إِذَا فَرَغَ ، قَالَ . . . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي اسْتِقْلَالِهِ عَمَلَهُ وَعَوْدِهِ إِلَيْهِ ثَلَاثًا إِلَى أَنْ قَالَ فَقَالَ أَخَذْتُ مَضْجَعِي وَلَيْسَ فِي قَلْبِي غِمْرٌ عَلَى أَحَدٍ . الْغِمْرُ : بِكَسْرِ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الْمِيمِ هُوَ الْحَقُّ . وَقَوْلُهُ تَنْطِفُ : أَيْ تَقْطُرُ . لَاحَيْتُ : بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا يَاءٌ مُثَنَاةٌ تَحْتَ أَيْ : خَاصَمْتُ . تَعَارَّ : بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ أَيِ اسْتَيْقَظَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ

صحابي

الزُّهْرِيِّ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

مَعْمَرٌ

ثقة ثبت فاضل

عَبْدُ الرَّزَّاقِ

ثقة حافظ

عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.