- وَعَنْ قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ ، فَقَالَ : " إِذَا حُشِرَ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَامُوا أَرْبَعِينَ سَنَةً عَلَى رُءُوسِهِمُ الشَّمْسُ ، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ ، يَنْتَظِرُونَ الْفَصْلَ كُلُّ بَرٍّ مِنْهُمْ وَفَاجِرٍ ، لَا يَتَكَلَّمُ مِنْهُمْ بَشَرٌ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : أَلَيْسَ عَدْلًا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَصَوَّرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ ، ثُمَّ عَبَدْتُمْ غَيْرَهُ أَنْ يُوَلِّيَ كُلّ قَوْمٍ مَا تَوَلَّوْا ؟ فَيَقُولُونَ : بَلَى ، فَيُنَادِي بِذَلِكَ مَلَكٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ يُمَثَّلُ لِكُلِّ قَوْمٍ آلِهَتُهُمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا ، فَيَتَّبِعُونَهَا حَتَّى تُورِدَهُمُ النَّارَ ، وَيَبْقَى الْمُؤمِنُونَ وَالْمُنَافِقُونَ ، فَيَخِرُّ الْمُؤْمِنُونَ سُجَّدًا ، وَتَدْمَجُ أَصْلَابُ الْمُنَافِقِينَ فَتَكُونُ عَظْمًا وَاحِدًا كَأَنَّهَا صَيَاصِيُّ الْبَقَرِ ، وَيَخِرُّونَ عَلَى أَقْفِيَتِهِمْ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُمْ : ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ إِلَى نُورِكُمْ بِقَدْرِ أَعْمَالِكُمْ ، فَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْجَبَلِ ، وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْقَصْرِ ، وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْبَيْتِ ، حَتَّى ذَكَرَ مِثْلَ الشَّجَرَةِ فَيَنْصَرِفَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَكَالرِّيحِ ، وَكَحَضْرِ الْفَرَسِ ، وَكَأَشْدَادِ # الرجال ، حَتَّى يَبْقَى آخِرُ النَّاسِ نُورُهُ عَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ مِثْلُ السِّرَاجِ ، فَأَحْيَانًا يُضِئُ لَهُ ، وَأَحْيَانًا يَخْفَى عَلَيْهِ ، فَتَسْعَبُ مِنْهُ النَّارُ ، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ ، فَيَقُولُ : مَا يَدْرِي أَحَدٌ مَا نَجَا مِنْهُ غَيْرِي ، وَلَا أَصَابَ أَحَدًا مِثْلَ مَا أَصَبْتُ ، إِنَّمَا أَصَابَنِي حَرُّهَا وَنَجَوْتُ مِنْهَا ، قَالَ : فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَدْخِلْنِي هَذَا الْبَابَ ، فَيَقُولُ : عَبْدِي لَعَلِّي إِذَا أَدْخَلْتُكَ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ ، فَيَقُولُ : وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ إِنْ أَدْخَلْتَنِيهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ ، قَالَ : فَيَدْخُلَهُ . فَبَيْنَمَا هُوَ مُعْجَبٌ بِمَا هُوَ فِيهِ إِذْ فُتِحَ لَهُ بَابٌ آخَرُ ، فَيَسْتَحْقِرَ فِي عَيْنَهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَدْخِلْنِي هَذَا ، فَيَقُولُ : أَوَلَمْ تَزْعُمُ أَنَّكَ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ ؟ فَيَقُولُ : وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ إِنْ أَدْخَلْتَنِي لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ ، قَالَ : فَيُدْخِلَهُ ، حَتَّى يُدْخِلَهُ أَرْبَعَ أَبْوَابٍ كُلُّهَا يَسْأَلُهَا ، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُهُ رَجُلٌ مِثْلُ النُّورِ ، فَإِذَا رَآهُ هَوَى يَسْجُدُ لَهُ ، فَيَقُولُ : مَا شَأْنُكَ ؟ فَيَقُولُ : أَلَسْتَ بِرَبِّي ؟ فَيَقُولُ : إِنَّمَا قَهْرَمَانٌ ، لَكَ فِي الْجَنَّةِ أَلْفَ قَهْرَمَانٍ عَلَى أَلْفِ قَصْرٍ بَيْنَ كُلِّ قَصْرَيْنِ مَسِيرَةَ السَّنَةِ ، يُرَى أَقْصَاهَا كَمَا يُرَى أَدْنَاهَا ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءٍ ، فِيهَا سَبْعُونَ بَابًا ، فِي كُلِّ بَابٍ مِنْهَا أَبُوَابٌ أَزْوَاجٍ وَسُرُرٌ وَمَنَاصِفُ ، فَيَقْعُدُ مَعَ زَوْجَتِهِ ، فَتُنَاوِلُهُ الْكَأْسَ ، فَتَقُولُ : لَأَنْتَ مُنْذُ نَاوَلْتُكَ الْكَأْسَ أَحْسَنَ مِنْكَ قَبْلَ ذَلِكَ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا ، وَيَقُولُ لَهَا : لَأَنْتِ مُنْذُ نَاوَلْتِينِي الْكَأْسَ أَحْسَنَ مِنْكِ قَبْلَ ذَلِكَ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا ، وَعَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةٌ أَلْوَانُهَا شَتَّى ، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا ، وَيَلْبَسُ الرَّجُلُ ثِيَابَهُ عَلَى كَبِدِهَا ، وَكَبِدُهَا مِرْآتُهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ | عبد الله بن مسعود / توفي في :32 | صحابي |
قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ | قيس بن السكن الأسدي / توفي في :69 | ثقة |