باب فضل الاسلام وشرفه


تفسير

رقم الحديث : 184

قَالَ الْحَارِثُ ، وثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " أُتِيَ بِالْبُرَاقِ ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ مُضْطَرِبُ الْأُذُنَيْنِ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرَفِهِ ، فَرَكِبْتُهُ فَسَارَ بِي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَبَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ ، إِذْ نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَمِينِي : يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلُكَ ، حَتَّى نَادَانِي ثَلَاثًا ، فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَسَارِي : يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلُكَ ، حَتَّى نَادَانِي ثَلَاثًا ، فَلَمْ أُعَرَّجْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْنِي امْرَأَةٌ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ حُلِيٍّ وَزِينَةٍ نَاشِرَةً يَدَيْهَا ، تَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلُكَ ، تَقُولُ ذَلِكَ ، حَتَّى كَادَتْ تَغْشَانِي ، فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهَا ، حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي تَرْبِطُ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ بِإِنَاءٍ فِيهِ خَمْرٌ ، وَإِنَاءٍ فِيهِ لَبَنٌ ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ ، فَقَالَ : أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ ، ثُمَّ قَالَ : مَا لَقِيتُ فِي وَجْهِكَ هَذَا ؟ قُلْتُ : بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ إِذْ نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَمِينِي : يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلُكَ ، حَتَّى نَادَانِي يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ ، حَتَّى نَادَانِي بِذَلِكَ ثَلَاثًا ، قَالَ : فَمَا فَعَلْتُ ؟ قُلْتُ : فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ ، قَالَ : ذَاكَ دَاعِي الْيَهُودِ ، لَوْ كُنْتَ عَرَّجْتَ عَلَيْهِ لَتَهَوَّدَتْ أُمَّتُكَ ، قُلْتُ : ثُمَّ نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَسَارِي : يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى نَادَانِي بِذَلِكَ ثَلَاثًا . قَالَ : فَمَا فَعَلْتَ ؟ ، قُلْتُ : فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ ، قَالَ : ذَاكَ دَاعِي النَّصَارَى ، لَوْ كُنْتَ عَرَّجْتَ عَلَيْهِ لَتَنَصَّرَتْ أُمَّتُكَ ، قُلْتُ : ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْنِي امْرَأَةٌ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةٍ نَاشِرَةً يَدَيْهَا ، تَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلُكَ حَتَّى كَادَتْ تَغْشَانِي ، قَالَ : فَمَا فَعَلْتَ ؟ قُلْتُ : فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهَا ، قَالَ : تِلْكَ الدُّنْيَا ، لَوْ عَرَّجْتَ عَلَيْهَا ، لَاخْتَرْتَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ، ثُمَّ أُتِينَا بِالْمِعْرَاجِ ، فَإِذَا أَحْسَنُ مَا خَلَقَ اللَّهُ ، أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَيِّتِ إِذَا شُقَّ بَصَرُهُ ، إِنَّمَا يَتْبَعُهُ الْمِعْرَاجُ عَجَبًا بِهِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ سورة المعارج آية 4 ، قَالَ : فَقَعَدْتُ فِي الْمِعْرَاجِ أَنَا وَجِبْرِيلُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى انْتَهْيَنَا إِلَى بَابِ الْحَفَظَةِ ، فَإِذَا عَلَيْهِ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ : إِسْمَاعِيلُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، وَمَعَ كُلِّ مَلَكٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ سورة المدثر آية 31 ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، وَقِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خُلِقَ ، قُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا أَبُوكَ آدَمُ . فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، فَإِذَا الْأَرْوَاحُ تُعْرَضُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا مَرَّ بِهِ رُوحُ الْمُؤْمِنِ ، قَالَ : رُوحٌ طَيِّبَةٌ وَرِيحٌ طَيِّبَةٌ . وَإِذَا مَرَّ عَلَيْهِ رُوحُ كَافِرٍ ، قَالَ : رُوحٌ خَبِيثَةٌ وَرِيحٌ خَبِيثَةٌ ، قَالَ : ثُمَّ مَضَيْتُ ، فَإِذَا أَنَا بِأَخَاوِينَ عَلَيْهَا لُحُومٌ مُنْتِنَةٌ ، وَأَخَاوِينَ عَلَيْهَا لُحُومٌ طَيِّبَةٌ ، وَإِذَا رِجَالٌ يَنْتَهِشُونَ اللُّحُومَ الْمُنْتِنَةَ ، وَيَدَعُونَ اللُّحُومَ الطَّيِّبَةَ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَؤُلَاءِ الزُّنَاةُ ، يَدَعُونَ الْحَلَالَ ، وَيَتَّبِعُونَ الْحَرَامَ ، ثُمَّ مَضَيْتُ ، فَإِذَا أُنَاسٌ قَدْ وُكِّلَ بِهِمْ رِجَالٌ يَفُكُّونَ لِحْيَهُمْ وَآخَرُونَ يَجِيئُونَ بِالصَّخْرِ مِنَ النَّارِ ، يَقْذِفُونَهَا فِي أَفْوَاهِهِمْ ، فَتَخْرُجُ مِنْ أَدْبَارِهِمْ ، قُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا ، إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا . قَالَ : ثُمَّ مَضَيْتُ ، فَإِذَا بِرِجَالٍ قَدْ وُكِّلَ بِهِمْ رِجَالٌ يَفُكُّونَ لِحْيَهُمْ ، وَآخَرُونَ يُقَطِّعُونَ لُحُومَهُمْ ، فَيُصَغِّرُونَهُمْ إِيَّاهَا بِدِمَائِهَا ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَؤُلَاءِ الْهَمَّازُونَ اللَّمَّازُونَ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا سورة الحجرات آية 12 ، قَالَ : ثُمَّ مَضَيْتُ ، فَإِذَا أَنَا بِأُنَاسٍ مُعَلَّقَاتٍ بِثَدْيِهِنَّ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَؤُلَاءِ الظَّوَّرَاتُ يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ ، قَالَ : ثُمَّ مَضَيْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى سَائِلَةِ آلِ فِرْعَوْنَ ، فَإِذَا رِجَالٌ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ إِذَا عُرِضَ آلُ فِرْعَوْنَ عَلَى النَّارِ غُدُوًّا وَعَشِيًّا ، فَيَقِفُونَ بِآلِ فِرْعَوْنَ . . . ، ظُهُورُهُمْ وبُطُونُهُمْ فَيَثْرُدُونَهُمْ آلُ فِرْعَوْنَ ثَرْدًا بِأَرْجُلِهِمْ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ سورة البقرة آية 275 ، فَإِذَا عُرِضَ آلُ فِرْعَوْنَ عَلَى النَّارِ ، قَالُوا : رَبَّنَا لَا تُقِمِ السَّاعَةَ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ . قَالَ : ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ ، وَإِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ ، قُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا أَخُوكَ يُوسُفُ ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ . ثُمَّ عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ . قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِابْنَيِ الْخَالَةِ يَحْيَى وَعِيسَى ، فَرَحَّبَا وَدَعَيَا لِي بِخَيْرٍ . ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ . قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا سورة مريم آية 57 . قَالَ : ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ . قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِهَارُونَ ، فَإِذَا أَكْثَرُ مَنْ رَأَيْتُ تَبَعًا ، إِذَا لِحْيَتُهُ شَطْرَانِ شَطْرٌ سَوَادٌ ، وَشَطْرٌ بَيَاضٌ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا الْمُحَبَّبُ فِي قَوْمِهِ ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ . ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا مُوسَى ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، فَقَالَ مُوسَى : تَزْعُمُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنِّي أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ ، وَهَذَا أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنِّي ، فَلَوْ كَانَ إِلَيْهِ وَحْدَهُ لَهَانَ عَلَيَّ ، وَلَكِنَّ النَّبِيَّ مَعَهُ أَتْبَاعُهُ مِنْ أُمَّتِهِ . ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ . قَالَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ . فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ أَبْيَضِ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، وَإِذَا هُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، هَذِهِ مَنْزِلَتُكَ ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ سورة آل عمران آية 68 فَدَخَلْتُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ ، ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا أُمَّتِي شَطْرَانِ : شَطْرٌ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ رَمَدٌ ، وَشَطْرٌ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ بِيضٌ ، فَدَخَلَ الَّذِينَ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ بِيضٌ ، وَاحْتُبِسَ الْآخَرُونَ ، قَالَ : ثُمَّ ذَهَبَ جِبْرِيلُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، فَإِذَا الْوَرَقَةُ مِنْ وَرَقِهَا لَوْ غُطِّيَتْ بِهَا هَذِهِ الْأُمَّةُ لَغَطَّتْهُمْ ، وَإِذَا السَّلْسَبِيلُ قَدِ انْفَجَرَ مِنْ أَسْفَلِهَا نَهْرَانِ : نَهْرُ الرَّحْمَةِ ، وَنَهْرُ الْكَوْثَرِ ، قَالَ : فَاغْتَسَلْتُ فِي نَهْرِ الْكَوْثَرِ فَسَلَكْتُهُ حَتَّى انْفَجَرَ فِي الْجَنَّةِ ، فَنَظَرْتُ فِي الْجَنَّةِ ، فَإِذَا طَيْرُهَا كَالْبُخْتِ ، وَإِذَا الرُّمَّانَةُ مِنْ رُمَّانِهَا كَجِلْدِ الْبَعِيرِ الْمُقَوَّدِ ، وَإِذَا بِجَارِيَةٌ ، فَقُلْتُ : يَا جَارِيَةُ لِمَنْ أَنْتِ ؟ قَالَتْ : لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، فَبَشَّرْتُ بِهَا زَيْدًا ، وَإِذَا فِي الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، وَنَظَرْتُ إِلَى النَّارِ ، فَإِذَا عَذَابُ اللَّهِ شَدِيدٌ لَا تَقُومُ لَهُ الْحِجَارَةُ وَالْحَدِيدُ ، قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى الْكَوْثَرِ ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، فَغَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَهَا ، وَوَقَّعَ عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مِنْهَا مَلَكٌ فَأَيَّدَهَا اللَّهُ بِإِدَاوَةٍ ، وَأَوْحَى إِلَيَّ مَا أَوْحَى ، وَفَرَضَ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسِينَ صَلَاةً ، فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ : مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟ فَقُلْتُ : خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، فَقَالَ : إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ، وَإِنِّي قَدْ نَبَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ ، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ : أَيْ رَبِّ خَفِّفْ عَلَى أُمَّتِي فَحَطَّ خَمْسًا فرجعت إلى مُوسَى ، فَقَالَ : ما فعلت حط عني خمسا ، فَقَالَ : إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ ، فَرَجَعْتُ ، فَقُلْتُ : إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ ، فَرَجَعْتُ ، فَقُلْتُ : أَيْ رَبِّ ، خَفِّفْ عَنْ أُمَّتِي ، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا ، فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي وَبَيْنَ مُوسَى وَيَحُطُّ عَنِّي خَمْسًا ، حَتَّى فَرَضَ عَلَيَّ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ، هُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ ، فَهُنَّ خَمْسُونَ صَلَاةً ، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً ، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَشْرَ أَمْثَالِهَا ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ ، عَلَيْهِ فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ وَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ ، فَقُلْتُ : قَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ " . هَذَا حَدِيثٌ مَدَارُهُ عَلَى أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ . وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ مُطَوَّلًا جِدًّا .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

صحابي

أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ

متروك الحديث

حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ

تغير حفظه قليلا بآخره, ثقة عابد

دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ

وضاع

الْحَارِثُ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.