قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ مَسَمْوُلٌ ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُخَوِّلٍ الْبَهْزِيُّ ثُمَّ السَّلَمِيُّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ وَالْإِسْلَامَ ، يَقُولُ : نَصَبْتُ حَبَائِلَ لِي بِالْأَبْوَاءِ ، فَوَقَعَ فِي حَبْلٍ مِنْهَا طَيْرٌ ، فَأَفْلَتَ ، فَخَرَجْتُ فِي أَثَرِهِ ، فَوَجَدْتُ رَجُلًا قَدْ أَخَذَهُ ، فَتَنَازَعْنَا فِيهِ ، فَتَسَاوَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَجَدْنَاهُ قَائِلًا بِالْأَبْوَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ مُسْتَظِلٌ بِنَطْعٍ ، فَاخْتَصَمْنَا إِلَيْهِ ، فَقَضَى بِهِ بَيْنَنَا بِشَطْرَيْنِ . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَلْقَى الْإِبِلَ وَبِهَا لَبَنٌ وَهِيَ مُصَرَّاةٌ ، وَنَحْنُ مُحْتَاجُونَ ؟ قَالَ : " نَادِ يَا صَاحِبَ الْإِبِلِ ثَلَاثًا ، فَإِنْ جَاءَ وَإِلَّا فَأَحْلُلْ صِرَارَهَا ثُمَّ اشْرَبْ ، ثُمَّ صُرَّ ، وَأَبْقِ اللَّبَنَ دَوَاعِيهِ " . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الضَّوَالُّ تَرِدُ عَلَيْنَا هَلْ لَنَا أَجْرٌ أَنْ نَسْقِيَهَا ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرِيٍّ أَجْرٌ " . ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا ، قَالَ : " سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ خَيْرُ الْمَالِ فِيهِ غَنَمٌ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ ، تَأْكُلُ الشَّجَرَ وَتَرِدُ الْمَاءَ ، وَيَأْكُلُ صَاحِبُهَا مِنْ رَسَلِهَا ، وَيَشْرَبُ مِنْ أَلْبَانِهَا ، وَيَلْبَسُ مِنْ أَصوَابهَا " . أَوْ قَالَ : " أَشْعَارِهَا ، وَالْفِتَنُ تَرْتَكِسُ بَيْنَ خَوَاتِيمِ الْعَرَبِ وَاللَّهِ مَا يعْبئونَ " . يَقُولُهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَوْصِنِي . قَالَ : " أَقِمِ الصَّلَاةَ ، وَآتِ الزَّكَاةَ ، وَصُمْ رَمَضَانَ ، وَحُجَّ الْبَيْتَ ، وَاعْتَمِرْ ، وَبِرَّ وَالِدَيْكَ ، وَصُلْ رَحِمَكَ ، وَأَقْرِ الضَّيْفَ ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَزَلْ مَعَ الْحَقِّ حَيْثُ زَالَ " . وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ الْعُزْلَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ بِهِ .