قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : ثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبِّرِ ، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيِّ ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ : " هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ " ، قَالَ : فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الْمَالُ الَّذِي لَا تَبِعَةَ عَلَيَّ فِيهِ فِي ضَيْفٍ أَضَافُ ، أَوْ عِيَالٌ وَإِنْ كَثِرُوا ، قَالَ : " نَعَمْ ، الْمَالُ الْأَرْبَعُونَ ، وَإِنْ كُنِزَ فَسِتُّونَ ، وَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ ، وَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ ، إِلَّا مَنْ أَدَّى حَقَّ اللَّهِ فِي رَسَلِهَا ونَجْدَتِهَا ، وَأَطْرَقَ فَحْلَهَا ، وَأَفْقَرَ ظَهْرَهَا ، أَوْ حَمَلَ عَلَى ظُهُورِهَا ، وَمَنَحَ غَزِيرَتَهَا ، وَنَحَرَ سَمِينَهَا ، وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ " . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الْأَخْلَاقُ وَأَحْسَنُهَا ، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ يَحِلُّ بِالْوَادِي الَّذِي أَنَا بِهِ أَحَدٌ مِنْ كَثْرَةِ إِبِلِي . قَالَ : " فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْمِنْحَةِ ؟ " قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي لَأَمْنَحُ كُلَّ عَامٍ مِائَةً . قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْعَارِيَةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : تَغْدُو بِالْإِبِلِ ، وَتَعْدُو النَّاسُ ، فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ فَذَهَبَ بِهِ . قَالَ : " فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْفِقَارِ ؟ " قَالَ : إِنِّي لِأُفْقِرُ الْبِكْرَ الضِّرْعَ . فَقَالَ : " قَيْسُ أَمَالُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ ، أَمْ مَالُ مَوْلَاكَ ؟ " . قُلْتُ : لَا ، بَلْ مَالِي ، قَالَ : " فَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ ، وَمَا بَقِيَ ، فَلِوَرَثَتِكَ " . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَئِنْ بَقِيتُ لَأَعُدَّنَّ عِدَّتَهَا قَلِيلًا ، قَالَ الْحَسَنُ : فَفَعَلَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَا بَنِيهِ ، فَقَالَ : يَا بَنِيَّ ، خُذُوا عَنِّي ، فَإِنَّهُ لَا أَحَدَ أَنْصَحُ لَكُمْ مِنِّي ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ ، وَلَا تُسَوِّدُوا أَصْغَرَكُمْ ، فَيَسْتَسْفُهُ النَّاسُ كِبَارَكُمْ ، وَعَلَيْكُمْ بِإِصْلَاحِ الْمَالِ ، فَإِنَّهُ مَنْبَهَةُ الْكَرِيمِ ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ ، فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الْمَرْءِ ، وَلَمْ يَسْأَلْ إِلَّا مَنْ تَرَكَ كَسْبَهُ ، وَكَفِّنُونِي فِي ثِيَابِيَ الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهَا وَأَصُومُ ، وَإِيَّاكُمْ وَالنِّيَاحَةَ ، فَإِنِّي " سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْهَا " ، وَادْفِنُونِي فِي مَكَانٍ لَا يَعْلَمُ بِي أَحَدٌ ، فَإِنَّهُ كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ خِمَاشَاتٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَخَافُ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْكُمْ فِي الْإِسْلَامِ ، فَيُفْسِدُوا عَلَيْكُمْ دِينَكُمْ . قَالَ الْحَسَنُ رَحِمَهُ اللَّهُ : نَصَحَهُمْ فِي الْحَيَاةِ وَالْمَمَاتِ . هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لِضَعْفِ الْمُحَبِّرِ . رَوَى النَّسَائِيُّ مِنْهُ النَّهْيَ عَنِ النِّيَاحَةِ حَسْبُ مِنْ طَرِيقٍ . . . . . . قَدْ تَقَدَّمَ فِي الْجَنَائِزِ بِإِسْنَادٍ لَيْسَ فِيهِ ابْنُ الْمُحَبِّرِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيِّ | قيس بن عاصم التميمي | صحابي |
الْحَسَنِ | الحسن البصري | ثقة يرسل كثيرا ويدلس |
أَبُو الْأَشْهَبِ | جعفر بن حيان السعدي | ثقة |
دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبِّرِ | داود بن المحبر الطائي | وضاع |
الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ | الحارث بن أبي أسامة التميمي | ثقة |