باب الوصية بالرقيق


تفسير

رقم الحديث : 2210

قَالَ مُسَدَّدٌ : ثنا بِشْرٌ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جِئْنَا امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ فِي الْأَسْوَاقِ ، وَهِيَ جَدَّةُ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ ، فَزُرْنَاهُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، فَفَرَشَتْ صُورًا ، فَقَعَدْنَا تَحْتَهُ مِنَ النَّخْلِ ، وَذَبَحَتْ لَنَا شَاةً ، وَعَلَّقَتْ لَنَا قِرْبَةَ مَاءٍ ، فَبَيَنْمَا نَحْنُ نَتَحَدَّثُ ، إِذْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْآنَ يَأْتِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " . فَدَخَلَ عَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَحَدَّثَنَا ، ثُمَّ قَالَ : " الْآنَ يَأْتِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " . فَطَلَعَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَحَدَّثَنَا ، ثُمَّ قَالَ : " الْآنَ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ ، أَوْ يَأْتِيكُمْ رَجُلٌ آخَرُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " . قَالَ : فَرَأَيْتُهُ يُطَأْطِئُ مِنْ تَحْتِ سَعَفِ الصُّورِ ، وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْنَا ، فَهَنَّيْنَاهُمْ بِمَا قَالَ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَاءَتِ الْمَرْأَةُ بِطَعَامِهَا ، فَتَغَذَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَغَذَّيْنَا ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ وَقُمْنَا مَعَهُ ، مَا تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَا أَحَدٌ مِنَّا ، غَيْرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَخَذَ بِكَفِّهِ جُرُعًا فَمَضْمَضَ بِهِنَّ مِنْ غَمْرِ الطَّعَامِ فَجَاءَتِ الْمَرْأَةُ بِابْنَتَيْنِ لَهَا ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَاتَانِ ابْنَتَا ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ ، قُتِلَ مَعَكَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَقَدِ اسْتَوْفَى عَمُّهُمَا مَالَهُمَا وَمِيرَاثَهُمَا كُلَّهُ ، فَلَمْ يَدَعْ لَهُمَا مَالًا إِلَّا أَخَذَهُ ، فَمَا تَرَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَوَاللَّهِ ، لَا يُنْكَحَانِ أَبَدًا إِلَّا وَلَهُمَا مَالٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَقْضِي اللَّهُ فِي ذَلِكَ " . فَنَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ : يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ سورة النساء آية 11 . الْآيَةُ . فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ادْعُوا الْمَرْأَةَ وَصَاحِبَهَا ، فَقَالَ لِعَمِّهِمَا : " أَعْطِهِمَا الثُّلُثَيْنِ ، وَأَعْطِ أُمَّهُمَا الثُّمُنَ ، وَمَا بَقِيَ لَكَ " . قَالَ جَابِرٌ : ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ فِي خِلَافَتِهِ بَعْدَ الظُّهْرِ ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ تُعْطِيهِ الْيَوْمَ ؟ قَالَتْ : فَتَنَاوَلَ قَعْبًا ، أَوْ فَخْذَهُ ، ثُمَّ أَتَى شَاةً لَهُ قَدْ وَضَعَتْ سَخْلَتَهَا قَبْلَ ذَلِكَ ، فَاعْتَقَلَهَا فَأَلْبَاهَا ، ثُمَّ جَعَلَهُ فِي الْبُرْمَةِ ، وَأَمَرَ الْخَادِمَ ، فَأَوْقَدَ تَحْتَهُ حَتَّى أَنْضَجَتْهُ ، ثُمَّ أُتِينَا بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ ، ثُمَّ قُمْنَا لِصَلَاةِ الْعَصْرِ مَا تَوَضَّأَ وَلَا أَحَدٌ مِنَّا ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ بَعْدَ الْمَغْرِبَ ، فَأَتَى بِصَفْحَتَيْنِ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ ، فَوُضِعَتْ أَحَدُهُمَا لِعُمَرَ وَأَصْحَابُهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَوُضِعَتِ الْأُخْرَى لِضِيفَانِهِ وَلِأُنَاسٍ مِنَ الْأَعْرَابِ ، ثُمَّ قُمْنَا لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ مَا تَوَضَّأَ وَلَا أَحَدٌ مِنَّا . رَوَى أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ قِصَّةَ الْمِيرَاثِ حَسْبُ دُونَ بَاقِيهِ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُقَيْلٍ . وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ ، فَقَدْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَدَّدٌ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمر ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن منيع ، والحارث بن محمد بن أبي أسامة ، وأبو يعلى الموصلي ، وابن حبان في صحيحه ، والحاكم في المستدرك ، والبيهقي . وقد تقدم بطرقه في كتاب الطهارة ، وفي باب ترك الوضوء مما مست النار ، وسيأتي في كتاب المناقب .

الرواه :

الأسم الرتبة
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

صحابي

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ

مقبول

بِشْرٌ

ثقة ثبت

مُسَدَّدٌ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.