رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، وَجَرِيرٌ , عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، عَنْ رَافِعِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ الطَّائِيِّ ، قَالَ : " لَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ ، وَهِيَ الْغَزْوَةُ الَّتِي يَفْتَخِرُ بِهَا أَهْلُ الشَّامِ ، يَقُولُونَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جَيْشٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَنْفِرُوا بِمَنْ وَلِيَهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَمَرُّوا بِنَا فِي دِيَارِنَا ، فَاسْتَنْفَرُوا فَنَفَرْنَا مَعَهُمْ ، فَقُلْتُ : لَأَخْتَارَنَّ لِنَفْسِي رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُحَدِّثُهُ وَأَتَعَلَّمُ مِنْهُ ، فَإِنِّي لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ آتِيَ الْمَدِينَةَ كُلَّمَا شِئْتُ ، فَتَخَيَّرْتُ أَبَا بَكْرٍ فَصَحِبْتُهُ ، وَكَانَ لَهُ كِسَاءٌ فَدَلَّى بِجُلِّهِ عَلَيْهِ إِذَا رَكِبَ ، وَدُلِّيهِ جَمِيعًا إِذَا نَزَلْنَا ، هُوَ الْكِسَاءُ الَّذِي عَيَّرَتْهُ بِهِ هُوَازِنُ ، فَقَالَ : ذَا الْجِلَالِ يُبَايَعُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ ، فَلَمَّا قَضَيْنَا غَزَاتَنَا وَرَجَعْنَا وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ ، قُلْتُ لَهُ : إِنِّي قَدْ صَحِبْتُكَ وَلِي عَلَيْكَ حَقٌّ وَلَمْ أَسْأَلْكَ عَنْ شَيْءٍ ، فَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي فَإِنِّي لَسْتُ أَسْتَطِيعُ آتِي إِلَى الْمَدِينَةِ كُلَّمَا شِئْتُ ، قَالَ : قَدْ كَانَ فِي نَفْسِي ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَذْكُرَهُ لِي ، اعْبُدِ اللَّهَ لَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا ، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ ، وَأَتِ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ، وَحُجَّ الْبَيْتَ ، وَصُمْ رَمَضَانَ ، وَلَا تُأَمَّرَنَّ عَلَى رَجُلَيْنِ ، قُلْتُ : أَمَّا الصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ قَدْ عَرَفْتُهُمَا ، وَأَمَّا الْإِمَارَةُ فَإِنَّمَا يُصِيبُ النَّاسَ الْخَيْرَ مِنَ الْإِمَارَةِ ، قَالَ : إِنَّكَ قَدِ استهجدتني فَجَهَدْتُ لَكَ ، إِنَّ النَّاسَ دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ طَوْعًا وَكُرْهًا ، وَأَجَارَهُمُ اللَّهُ مِنَ الظُّلْمِ ، فَهُمْ عُوَّاذٌ للَّهِ ، وَجِيرَانُ اللَّهِ ، وَفِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، وَمَنْ يَظْلِمُ أَحَدًا مِنْهُمْ فَإِنَّمَا يَخْفِرُ رَبَّهُ ، وَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُؤْخَذُ شَاةُ جَارِهِ أَوْ بَعِيرِهِ ، فَيَظَلُّ بَاتَ عَضَلَهُ غَضَبًا لِجَارِهِ ، وَاللَّهُ مِنْ وَرَاءِ جَارِهِ ، فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَى دِيَارِنَا ، وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبَايَعَ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ ، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ ، فَقُلْتُ : مَنِ اسْتُخْلِفَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالُوا : صَاحِبُكَ أَبُو بَكْرٍ ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ ، فَلَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّضُ لَهُ حَتَّى وَجَدْتُهُ خَالِيًا ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ ، فَقُلْتُ : أَمَا تَعْرِفُنِي ، أَنَا صَاحِبُكَ ، قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : أَمَا تَحْفَظُ مَا قُلْتَ لِي : لَا تُأَمَّرَنَّ عَلَى رَجُلَيْنِ وَتَأَمَّرْتَ عَلَى النَّاسِ ؟ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ وَالنَّاسُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ ، وَحَمَلَنِي أَصْحَابِي ، وَخَشِيتُ أَنْ يَرْتَدُّوا ، فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يَعْتَذِرُ حَتَّى عَذِرْتُهُ " . وَزَادَ جَرِيرٌ فِيهِ : قَالَ : وَكُنْتُ أَسُوقُ الْغَنَمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَلَمْ يَزَلِ الْأَمْرُ بِي حَتَّى صِرْتُ عَرِّيفًا فِي إِمَارَةِ الْحَجَّاجِ . . . . . . . رَافِعُ بْنُ أَبِي رَافِعٍ ذَكَرَهُ أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلَانِيُّ فِي زَوَائِدِ إِسْحَاقَ ، وَقَالَ : . . . . . . . . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، وَسُلَيْمَانُ شَيْخُ الْأَعْمَشِ مَا عَرَفْتُهُ بَعْدُ . قُلْتُ : هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْأَحْمُسِيُّ أَحَدُ رِجَالِ مُسْنَدِ أَحْمَدَ ، رُوِيَ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، وَعَنْهُ الْأَعْمَشُ ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ ، وَوَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَلَمْ يَنْفَرِدْ بِهَذَا ابْنُ شِهَابٍ ، فَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَيَّاشٍ ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ ذِي عُصْوَانَ الْعَتِيقُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْمُحْيِي ، عَنْ رَافِعٍ الطَّائِيِّ رَفِيقِ أَبِي بَكْرٍ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ ، قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَمَّا قِيلَ مِنْ بَيْعَتِهِمْ ، فَقَالَ : وَهُوَ يُحَدِّثُهُ عَمَّا تَكَلَّمَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ ، وَمَا كَلَّمَهُمْ بِهِ ، وَمَا كَلَّمَ بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْأَنْصَارَ ، وَمَا ذَكَّرَهُمْ بِهِ مِنْ إِمَامَتِي إِيَّاهُمْ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ ، فَبَايَعُونِي لِذَلِكَ ، وَقَبِلْتُهَا مِنْهُمْ ، وَتَخَوَّفْتُ أَنْ تَكُونَ فِتْنَةٌ ، يَكُونُ بَعْدَهَا رِدَةٌ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
رَافِعِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ الطَّائِيِّ | رافع بن أبي رافع السنبسي | صحابي |
رَافِعٍ الطَّائِيِّ | رافع بن أبي رافع السنبسي | صحابي |
طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ | طارق بن شهاب البجلي | له رؤية |
سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ | سليمان بن ميسرة الأحمسي | ثقة |
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْمُحْيِي | عبد الملك بن عمير اللخمي / ولد في :33 / توفي في :136 | صدوق حسن الحديث |
الْأَعْمَشِ | سليمان بن مهران الأعمش | ثقة حافظ |
يَزِيدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ ذِي عُصْوَانَ الْعَتِيقُ | يزيد بن سعيد العنسي | ثقة |
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ | الوليد بن مسلم القرشي / ولد في :121 / توفي في :194 | ثقة |
وَجَرِيرٌ | جرير بن عبد الحميد الضبي | ثقة |
عِيسَى بْنُ يُونُسَ | عيسى بن يونس السبيعي / توفي في :187 | ثقة مأمون |
يَحْيَى بْنُ عَيَّاشٍ | يحيى بن عياش القطان / توفي في :269 | مجهول الحال |
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ | أحمد بن حنبل الشيباني | ثقة حافظ فقيه حجة |
إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ | إسحاق بن راهويه المروزي | ثقة حافظ إمام |