قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَثَنَا زُهَيْرٌ ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنَعَانِيُّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمَّهُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ , يَقُولُ : حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ : " أَنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ كَانُوا فِي كَهْفٍ , فَوَقَعَ الْجَبَلُ عَلَى بَابِ الْكَهْفِ فَأَوْصَدَهُ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : أَيُّكُمْ عَمِلَ حَسَنَةً لَعَلَّ اللَّهَ بِرَحْمِتِهِ يَرْحَمُنَا ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : قَدْ كَانَ لِي أُجَرَاءٌ يَعْمَلُونَ عَمَلًا لِي ، فَاسْتَأْجَرْتُ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِأَجْرٍ مَعْلُومٍ ، فَجَاءنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَسْطَ النَّهَارِ ، وَاسْتَأْجَرْتُهُ بِشَرْطِ أَصْحَابِهِ فَعَمِلَ فِي بَقِيَّةِ نَهَارِهِ كَمَا عَمِلَ فِي نَهَارِهِ كُلِّهِ ، فَرَأَيْتُ عَلَيَّ مِنَ الزِّمَامِ أَنْ لَا أَنْقُصَهُ مِمَّا اسْتَأْجَرْتُ بِهِ أَصْحَابَهُ لِلْجَهْدِ فِي عَمَلِهِ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : أَوَ تُعْطِي هَذَا مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَنِي وَلَمْ يَعْمَلْ إِلَّا نِصْفَ النَّهَارِ ، قُلْتُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، لَمْ أَبْخَسْكَ شَيْئًا مِنْ شَرْطِكَ وَإِنَّمَا هُوَ مَالِي أَحْكُمُ فِيمَا شِئْتُ ، قَالَ : فَغَضِبَ وَذَهَبَ وَتَرَكَ أَجْرَهُ فَوَضَعْتُ حَقَّهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ مَرَّتْ بِي بَعْدَ ذَلِكَ بَقَرٌ فَاشْتَرَيْتُ بِهِ فَصْلَةً مِنَ الْبَقَرِ ، فَبَلَغَتْ مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَمَرَّ بِي بَعْدَ حِينٍ شَيْخٌ ضَعِيفٌ وَلَا أَعْرِفُهُ ، فَقَالَ : إِنَّ لِي عِنْدَكَ حَقًّا ، فَذَكَرَهُ حَتَّى عَرَفْتُهُ , فَقَالَ : إِيَّاكَ أَبْغِي ، هَذَا حَقُّكَ ، فَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ جَمِيعًا , فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، لَا تَسْخَرْ بِي ، إِنْ لَمْ تَتَصَدَّقْ عَلَيَّ فَأَعْطِنِي حَقِّي ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا أَسْخَرُ بِكَ ، إِنَّهَا لَحَقُّكَ ، وَمَالِي فِيهَا مِنْ شَيْءٍ ، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ جَمِيعًا ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ فَافَرِّجْ عَنَّا ، فَانْصَدَعَ الْجَبَلُ حَتَّى رَأَوْا وَأَبْصَرُوا ، وَقَالَ الْآخَرُ : قَدْ عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً ، كَانَ لِي فَضْلٌ ، وَأَصَابَ النَّاسَ شِدَّةٌ ، فَجَاءَتْنِي امْرَأَةٌ وَطَلَبَتْ مِنِّي مَعْرُوفًا ، فَقُلْتُ : لَا وَاللَّهِ مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ فَأَبَتْ عَلَيَّ ، فَذَهَبْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِزَوْجِهَا ، فَقَالَ لَهَا : أَعْطِيهِ نَفْسَكِ وَعَيْنِي عَلَيْكِ ، فَرَجَعَتْ إِلَيَّ فَنَشَدَتْنِي بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فَأَبَيْتُ عَلَيْهَا , وَقُلْتُ لَهَا : مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ ، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ أَسْلَمَتْ إِلَيَّ نَفْسَهَا ، فَلَمَّا كَشَفْتُهَا وَهَمَمْتُ بِهَا ارْتَعَدَتْ مِنْ تَحْتِي ، فَقُلْتُ لَهَا : مَا شَأْنُكِ ؟ فَقَالَتْ : اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، فَقُلْتُ : لَهَا خِفْتِهِ فِي الشِّدَّةِ وَلَمْ أَخَفْهُ فِي الرَّخَاءِ ، فَتَرَكْتُهَا وَأَعْطَيْتُهَا مَا يَحِقُّ عَلَيَّ لَهَا لِمَا تَكَشَّفْتُهَا ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ ، فَافَرِّجْ عَنَّا ، فَانْصَدَعَ الْحَجَرُ حَتَّى عَرَفُوا وَتَبَيَّنَ لَهُمْ ، قَالَ الْآخَرُ : قَدْ عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً ، كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ ، وَكَانَتْ لِي غَنَمٌ ، فَكُنْتُ أُطْعِمُ أَبَوَايَ وَأَسْقِيهُمَا ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى غَنَمِي , فَأَصَابَ يَوْمَ غَيْثٍ حَبَسَنِي فَلَمْ أَرُحْ حَتَّى أَمْسَيْتُ ، فَأَتَيْتُ أَهْلِي فَأَخَذْتُ مَحْلَبِي فَحَلَبْتُ غَنَمِي وَتَرَكْتُهَا قَائِمَةً ، وَمَضَيْتُ إِلَى أَبَوَايَ فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا ، فَشَقَّ عَلَيَّ أَنْ أُوقِظْهُمَا وَشَقَّ عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَ غَنَمِي ، فَمَا بَرِحْتُ جَالِسًا وَمَحْلَبِي عَلَى يَدِي حَتَّى أَيْقَظَهُمَا الصُّبْحُ فَسَقَيْتُهُمَا ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ فَافَرِّجْ عَنَّا ، فَقَالَ النُّعْمَانُ : كَأَنِّي أَسْمَعُ هَذِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الْجَبَلُ طَاقَ فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَخَرَجُوا يَتَمَاشَوْنَ " ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنُ كَامِلٍ السَّرَّاجُ ، وَعُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ , قَالَا : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ ، ثَنَا أَبِي ، عَنِ الْأَعْمَشِ , فَذَكَرَهُ ، قَالَ : وَثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وغيرهما من حديث ابن عمر ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة ، وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ ، وَسَيَأْتِي فِي بَابِ . . . . ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ , فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعُقْبَةِ بْنِ عَامِرٍ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ | النعمان بن بشير الأنصاري / ولد في :2 / توفي في :65 | صحابي صغير |
وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ | وهب بن منبه الأبناوي / ولد في :34 / توفي في :110 | ثقة |
عَبْدُ الصَّمَدِ | عبد الصمد بن معقل اليماني / توفي في :183 | ثقة |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنَعَانِيُّ | إسماعيل بن عبد الكريم اليماني | ثقة |
زُهَيْرٌ | زهير بن حرب الحرشي | ثقة ثبت |
أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ | أبو يعلى الموصلي | ثقة مأمون |