قَالَ قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوصِلِيُّ : وَثَنَا يَحيَى بْنُ عُمَرَ بْنِ النُّعْمَانِ السَّامِيُّ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى الْكُوفِيُّ ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ ، عَنْ ثَورِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ ، وَهُوَ سَيِّدُ قَومِهِ وَكَبِيرُهُمْ وَمُكْرِمُهُمْ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا ، فَقَامَ بَينَ يَدَيِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : وَنَسَبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَدِّهِ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، إِنِّي نُبِّئْتُ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ ، أَرْسَلَكَ بِمَا أَرْسَلَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَغَيرَهُمْ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، أَلَا وَإِنَّكَ تَفُوتُ بِعَظِيمٍ ، إِنَّمَا كَانَ الْأَنبِيَاءُ وَالْمُلُوكُ فِي بَيْتَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ : بَيْتِ نُبُوَّةٍ ، وَبَيْتِ مُلْكٍ ، وَلَا أَنْتَ مِنْ هَؤُلَاءِ ، وَلَا مِنْ هَؤُلَاءِ ، إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْعَرَبِ مِمَّنْ يَعْبُدُ الْحِجَارَةَ وَالْأَوثَانَ ، فَمَا لَكَ وَالنُّبُوَّةُ ؟ وَلَكِنْ لِكُلِّ أَمْرٍ حَقِيقَةٌ فَأْتِنِي بِحَقِيقَةِ قَولِكَ وَبَدَءِ شَأْنِكَ ، قَالَ : فَأَعْجَبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْأَلَتُهُ ، ثُمَّ قَالَ : " يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ ، إِنَّ لِلْحَدِيثِ الَّذِي تَسْأَلُ عَنْهُ نَبَأً وَمَجْلِسًا ، فَاجْلِسْ " ، فَثَنَى رِجْلَهُ وَبَرَكَ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ ، إِنَّ حَقِيقَةَ قَولِي وَبَدْوَ شَأْنِي دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، وَبُشْرَى أَخِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ، وَإِنِّي كُنْتُ بِكرًا لِأُمِّي ، وَإِنَّهَا حَمَلَتْنِي كَأَثْقَلِ مَا تَحْمِلُ النِّسَاءُ حَتَّى جَعَلَتْ تَشْتَكِي إِلَى صَوَاحِبِهَا ثِقَلَ مَا تَجِدُ ، وَإِنَّ أُمِّي رَأَتْ فِي الْمَنَامِ أَنَّ الَّذِي فِي بَطْنِهَا نُورٌ ، قَالَتْ : فَجَعَلْتُ أُتْبِعُ بَصَرِيَّ النُّورَ ، فَجَعَلَ النُّورُ يَسْبِقُ بَصَرِي حَتَّى أَضَاءَ لِي مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، ثُمَّ إِنَّهَا وَلَدَتْنِي ، فَلَمَّا نَشَأْتُ بُغِّضَتْ إِلَيَّ الْأَوثَانُ ، وَبُغِّضَ إِلَيَّ الشِّعْرُ ، وَاسْتُرْضِعَ بِي فِي بَنِي جُشَمَ بْنِ بَكرٍ ، فَبَينَمَا أَنَا ذَاتَ يَومٍ فِي بَطْنِ وَادٍ مَعَ أَتْرَابٍ لِي مِنَ الصِّبْيَانِ ، إِذَا أَنَا بِرَهْطٍ ثَلَاثٍ مَعَهُمْ طَسْتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَلْآنٌ نُورًا وَثَلْجًا ، فَأَخَذُونِي مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي ، وَانْطَلَقَ أَصْحَابِي هَرَبًا حَتَّى إِذَا انْتَهَوْا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي أَقْبَلُوا عَلَى الرَّهْطِ ، فَقَالُوا : مَا لَكَمْ وَلِهَذَا الْغَلَامِ ؟ إِنَّهُ غُلَامٌ لَيسَ مِنَّا ، وَهُوَ مِنْ بَنِي سَيِّدِ قُرَيشٍ ، وَهُوَ مُسْتَرْضَعٌ فِينَا ، غُلَامٌ يَتِيمٌ لَيسَ لَهُ أَبٌ ، فَمَاذَا يَرُدُّ عَلَيكُمْ قَتْلُهُ ، وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ لَابُدَّ فَاعِلِينَ ، فَاخْتَارُوا مِنَّا أَيَّنَا شِئْتُمْ ، فَلَنَأْتِكُمْ ، فَاقْتُلُونَا مَكَانَهُ ، وَدَعُوا هَذَا الْغُلَامَ فَلَمْ يُجِيبُوهُمْ ، فَلَمَّا رَأَى الصِّبْيَانُ أَنَّ الْقَومَ لَا يُجِيبُونَهُمْ ، انْطَلَقُوا هَرَبًا مُسْرِعِينَ إِلَى الْحَيِّ يُؤْذِنُوهُمْ بِهِمْ عَلَى الْقَومِ ، فَعَمِدَ إِلَيَّ أَحَدُهُمْ فَأَضْجَعَنْي إِلَى الْأَرْضِ إضْجَاعًا لَطيفًا ، ثُمَّ شَقَّ مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي ، وَأَنَا أَنْظُرُ لَمْ أَجِدْ لِذَلِكَ مَسًا ، ثُمَّ أَخْرَجَ أَحشَاءَ بَطْنِي فَغَسَلَهُ بِذَلِكَ الثَّلجِ فَأَنْهَى غَسلَهُ ، ثُمَّ أَعَادَهَا فِي مَكَانِهَا ، ثُمَّ قَامَ الثَّانِي ، فَقَالَ لِصَاحِبِهِ : تَنَحَّ ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَوْفِي فَأَخْرَجَ قَلْبِي ، وَأَنَا أَنظُرُ فَصَدَعَهُ ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ مُضْغَةً سَوْدَاءَ رَمَى بِهَا ، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ : يَمِنَةُ مِنْهُ ، كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا ، ثُمَّ إِذَا بِالْخَاتَمِ فِي يَدِهِ مِنْ نُورِ النُّبُوَّةِ وَالْحِكْمَةِ تُخْطَفُ أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ دُوْنَهُ ، فَخَتَمَ قَلبِي فَامْتَلَأَ نُورًا وَحِكْمَةً ، ثُمَّ أَعَادَهُ مَكَانَهُ ، فَوَجَدْتُ بَرْدَ ذَلِكَ الْخَاتَمِ فِي قَلْبِي دَهْرًا ، ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ فَتَنَحَّى صَاحِبَيْهِ ، فَأَمَرَّ يَدَهُ بَينَ ثَدْيَيَّ وَمُنْتَهَى عَانَتِي ، فَالْتَأَمَ ذَلِكَ الشَّقُ بِإِذْنِ اللَّهِ ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فِأَنْهَضَنِي مِنْ مَكَانِي إِنْهَاضًا لَطِيفًا ، ثُمَّ قَالَ الْأَوَّلُ الَّذِي شَقَّ بَطْنِي : زِنُوهُ بِعَشَرَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ فَوَزَنُونِي فرجحتهم ، ثمّ قَالَ : زنوه بمائة من أمته ، فوزنوني فرجحتهم ، ثمّ قال : زنوه بألف من أمته فوزنوني فرجحتهم ، قال : دَعُوهُ ، فَلَوْ وَزَنْتُمُوهُ بِأُمَّتِهِ جَمِيعًا لَرَجَحَ بِهِمْ ، ثُمَّ قَامُوا إِلَيَّ فَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ ، وَقَبَّلُوا رَأْسِي وَمَا بَيْنَ عَيْنَيَّ ، ثُمَّ قَالُوا : يَا حَبِيبُ ، لَمْ تُرَعْ إِنَّكَ لَوْ تَدْرِي مَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ الْحَيُّ بِحَذَافِيرِهِمْ ، وَإِذَا ظِئْرِي أَمَامَ الْحَيِّ تَهْتِفُ بِأَعْلَى صَوتِهَا ، وَهِيَ تَقُولُ : يَا ضَعِيفَاهُ ، قَالَ : فَأَكَبُّوا عَلَيَّ يُقَبِّلُونِي ، وَيَقُولُونَ : يَا حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ ضَعِيفٍ ، ثُمَّ قَالَتْ : يَا وَحِيدَاهُ ، قَالَ : فَأَكَبُّوا عَلَيَّ ، وَضَمُّونِي إِلَى صُدُوُرِهِمْ ، وَقَالُوا : يَا حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ وَحِيدٍ ، مَا أَنْتَ بِوَحِيدٍ ، إِنَّ اللَّهَ مَعَكَ وَمَلَائِكَتَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهلِ الْأَرْضِ ، ثُمَّ قَالَتْ : يَا يَتِيمَاهُ ، اسْتُضْعِفْتَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِكَ فَقُتِلْتَ لِضَعْفِكَ ، فَأَكَبُّوا عَلَيَّ وَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ ، وقَبَّلُوا ، وَأُمِّي وَقَالُوا : يَا حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ يَتِيمٍ مَا أَكْرَمَكَ عَلَى اللَّهِ ، لَوْ تَعْلَمُ مَاذَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ ، قَالَ : فَوَصَلُوا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي فَلَمَّا بَصُرَتْ بِي ظِئْرِي ، قَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، أَلَا أَرَاكَ حَيًّا بَعْدُ ، فَجَاءَتْ حَتَّى أَكَبَّتْ عَلَيَّ فَضَمَّتْنِي إِلَى صَدْرِهَا ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَفِي حِجْرِهَا قَدْ ضَمَّتْنِي إِلَيْهَا ، وَإِنَّ يَدِي لَفِي يَدِ بَعْضِهِمْ ، وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ يُبْصِرُونَهُمْ ، فَإِذَا هُمْ لَا يُبْصِرُونَهُمْ ، فَجَاءَ بَعْضُ الْحَيِّ ، فَقَالَ : هَذَا الْغُلَامُ أَصَابَهُ لَمَمٌ أَوْ طَائِفٌ مِنَ الْجِنِّ ، فَانْطَلِقُوا بِهِ إِلَى الْكَاهِنِ يَنْظُرُ إِلَيهِ وَيُدَاوِيهِ ، فَقُلْتُ لَهُ وَلَهُمْ : مَا هَذَا ؟ لَيْسَ بِي شَيْءٌ مِمَّا تَذْكُرُونَ ، أَرَى نَفْسِي سَلِيمَةً وَنَوَابِي صَحِيحًا ، وَلَيسَ بِي قُلْبَةٌ ، فَقَالَ أَبِي وَهُوَ زَوْجُ ظِئْرِي : أَلَا تَرَوْنَ ابْنِي كَلَامَهُ كَلَامَ صَحِيحٍ ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ بِابْنِي بَأْسٌ ، فَاتَّفَقَ الْقَوْمُ عَلَى أَنْ يَذْهَبُوا بِي إِلَى الْكَاهِنِ ، فَاحْتَمَلُونِي حَتَّى ذَهَبُوا بِي إِلَيْهِ فَقَصُّوا عَلَيْهِ قِصَّتِي ، فَقَالَ : اسْكُتُوا حَتَّى أَسْمَعَ مِنَ الْغُلَامِ ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِهِ ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ أَمْرِي مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ ، فَلَمَّا سَمِعَ مَقَالَتِي ضَمَّنِي إِلَى صَدْرِهِ ، وَنَادَى بِأَعَلَى صَوتِهِ : يَا لَلْعَرَبَ ، اقْتُلُوا هَذَا الْغُلَامَ وَاقْتُلُونِي مَعَهُ ، فَوَالَّلَاتِ وَالْعُزَّى ، لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ لَيُبَدِّلَنَّ دِينَكُمْ ، وَلَيُسَفِّهَنَّ أَحْلَامَكُمْ وَأَحْلَامَ آبَائِكُمْ ، وَلَيُخَالِفَنَّ أَمْرَكُمْ ، وَلَيَأْتِيَنَّ بِدِينٍ لَمْ تَسْمَعُوا بِمِثْلِهِ ، قال : فَانْتَزَعَنْي ظِئْرِي مِنْ يَدِهِ ، قَالَ : لَأَنْتَ أَعْتَهُ مِنْهُ وَأَجَنُّ ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا يَكُونُ مِنْ قَولِكَ مَا أَتَيْتُكَ بِهِ ، ثُمَّ احْتَمَلُونِي وَرَدُّونِي إِلَى أَهْلِي ، فَأَصْبَحْتُ مَغْمُومًا مِمَّا فُعِلَ بِي ، وَأَصْبَحَ أَثَرُ الشَّقِّ مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي ، كَأَنَّهُ شِرَاكٌ ، فَذَلِكَ حَقِيقَةُ قَوْلِي وَبَدْوُ شَأْنِي " فَقَالَ الْعَامِرِيُّ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ أَمْرُكَ حَقٌّ ، فَأَنْبِئْنِي بِأَشْيَاءَ أَسْأَلُكَ عَنْهَا ، قَالَ : " سَلْ عَنْكَ " ، وَكَانَ يَقوُلُ لِلْسَائِلِينَ قَبَلَ ذَلِكَ : " سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ " ، فَقَالَ يَوْمَئِذٍ لِلْعَامِرِيِّ : " سَلْ عَنْكَ " فَإِنَّهَا لُغَةُ بَنِي عَامِرٍ ، فَكَلَّمَهُ مِمَّا يَعْرِفُ ، فَقَالَ العَامِرِيُّ : أَخْبِرْنِي يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَاذَا يَزِيدُ فِي الشَّرِ ؟ قَالَ : " التَّمَادِي " قَالَ : فَهَلْ يَنْفَعُ الْبِرُّ بَعْدَ الْفُجُورِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ ، التَّوبَةُ تَغْسِلُ الْحَوْبَةَ ، وَإِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ، وَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ فِي الرَّخَاءِ أَعَانَهْ عِنْدَ الْبَلَاءِ " قَالَ الْعَامِرِيُّ : كَيْفَ ذَلِكَ يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ذَلِكَ بِأَنَ اللَّهَ يَقُولُ : لَا أَجْمَعُ لِعَبْدِي أَمْنَيْنِ وَلَا أَجْمَعُ لَهُ خَوُفَينِ ، إِنْ هُوَ أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَومَ أَجْمَعُ عِبَادِي فِي حَظِيرَةِ الْقُدُسِ فَيَدُومُ لَهُ أَمْنُهُ وَلَا أَمْحَقُهُ فِيمَنَ أَمْحَقُ " فَقَالَ الْعَامِرِيُّ : يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، إِلَى مَا تَدْعُو ؟ قَالَ : " إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنْ تَخْلَعَ الْأَنْدَادَ ، وَتَكْفُرَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى ، وَتُقِرَّ بِمَا جَاءَ مِنَ اللَّهِ مِنْ كِتَابٍ وَرَسُولٍ وَتُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ بِحَقَائِقِهِنَّ ، وَتَصُومَ شَهْرًا مِنَ السَّنَةِ ، وَتُؤَدِّيَ زَكَاةَ مَالِكَ ، فَيُطَهِّرَكَ اللَّهُ بِهِ ، وَيَطِيبَ لَكَ مَالُكَ ، وَتُقَرَّ بِالْبَعْثِ بَعْدَ المَوتِ ، وَبِالجَنَّةً وَالنَّارِ " قَالَ : يَا بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَإِنْ أَنَا فَعَلْتُ هَذَا فَمَا لِي ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى " قَالَ : يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطلَّبِ ، هَلْ مَعَ هَذَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ ؟ فَإِنَّهُ يُعْجِبُنَا الْوَطْأَةُ فِي الْعَيْشِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ ، النَّصْرُ وَالتَّمْكِينُ فِي الْبِلَادِ " قَالَ : فَأَجَابَ الْعَامِرِيُّ وَأَنَابَ . هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لِضَعْفِ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ ، وَالرَّاوِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْلَى الْكُوفِيِّ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
شَدَّادِ بْنِ أَوسٍ | شداد بن أوس الأنصاري | صحابي |
مَكْحُولٍ | مكحول بن أبي مسلم الشامي / توفي في :112 | ثقة فقيه كثير الإرسال |
ثَورِ بْنِ يَزِيدَ | ثور بن يزيد الرحبي | ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر |
عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ | عمر بن صبح العدوي | متروك الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى الْكُوفِيُّ | محمد بن يعلى السلمي / توفي في :201 | ضعيف الحديث |
يَحيَى بْنُ عُمَرَ بْنِ النُّعْمَانِ السَّامِيُّ | يحيى بن عمر الشامي | مجهول الحال |
أَبُو يَعْلَى الْمَوصِلِيُّ | أبو يعلى الموصلي | ثقة مأمون |