باب ما جاء في اصله وسببه ونسبه صلى الله عليه وسلم


تفسير

رقم الحديث : 5860

قَالَ : وَأَخْبَرَنَا قَالَ : وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، ثَنَا أَبِي ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي جَهْمُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعَفَرٍ ، أَوْ عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : " لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ يَلْتَمِسْنَ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ ، قَالَتْ حَلِيمَةُ : فَخَرَجْتُ فِي أَوَائِلِ النِّسْوَةِ عَلَى أَتَانٍ لِي حَمْرَاءَ ، وَمَعِيَ زَوْجِيَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى ، أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ، ثُمَ أَحَدُ بَنِي نَاضِرَةَ ، قَدْ أُدْمَتْ أَتَانُنَا ، وَمَعِيَ بِالرَّكْبِ شَارِفٌ ، وَاللَّهِ مَا نَقَصَ مِنْ لَبَنٍ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ ، قَدْ جَاعَ النَّاسُ حَتَّى خَلُصَ إِلَيْهِمُ الْجَهْدُ ، وَعَمِيَ ابْنٌ لِي ، وَاللَّهِ مَا يَنَامُ لَيْلَهً ، وَمَا أَجِدُ فِي يَدِي شَيْئًا أُعَلِّلُهُ بِهِ إِلَّا أَنَّا ، نَرْجُو الْغَيْبَ ، وَكَانَتْ لَنَا غَنَمٌ فَنَحْنُ نَرْجُوهَا ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ فَمَا بَقِيَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَرِهْنَاهُ ، فَقُلْنَا : إنَّهُ يَتِيمٌ ، وَإِنَمَا يُكْرِمُ الظِّئْرُ ، وَيُحْسِنُ إِلَيْهَا الْوَالِدُ ، فَقُلْنَا : مَا عَسَى أَنْ تَفْعَلَ بِنَا أُمُّهُ أَوْ عَمُّهُ أَوْ جَدُّهُ ، فَكُلُّ صَوَاحِبِي أَخَذَ رَضِيعًا ، وَمَا أَجِدُ شَيْئًا ، فَلَّمَا لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذْتُهُ ، وَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي : وَاللَّهِ لَآخُذَنَّ هَذَا الْيَتِيمَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ ، وَلَا أَرْجِعُ مِنْ بَيْنِ صَوَاحِبِي وَلَا أَجِدُ شَيْئًا ، فَقَالَ : فَقَدْ أَصَبْتِ ، قَالَتْ : فَأَخَذْتُهُ ، فَأَتَيْتُ بِهِ الرَّحْلَ ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَتَيْتُ بِهِ الرَّحْلَ فَأَمْسَيْتُ ، أَقْبَلَ ثَدْيَايَ بِاللَّبَنِ حَتَّى أَرْوَيْتُهُ ، وَأَرْوَيْتُ أَخَاهُ ، فَقَامَ أَبُوهُ إِلَى شَارِفِنَا تِلْكَ يَلْتَمِسُهَا ، فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ فَحَلَبَهَا فَأَرْوَانِي وَرُوِيَ ، فَقَالَ : يَا حَلِيمَةُ ، تَعْلَمِينَ وَاللَّهِ لَقَدْ أَضَفْنَا نَسَمَةً مُبَارَكَةً ، وَلَقَدْ أَعْطَى اللَّهُ عَلَيْهَا مَا لَمْ نَتَمَنَّ ، فَبِتْنَا بِخَيْرِ لَيْلَةٍ شِبَاعًا ، وَكُنَا لَا نَنَامُ لَيْلَنَا مَعَ صِبْيَتِنَا ثُمَّ . . . . . . . . رَاجِعِينَ إِلَى بِلَادِنَا أَنَا وَصَوَاحِبِي ، فَرَكِبْتُ أَتَانِيَ الْحَمْرَاءَ ، فَحَمَلْتُهُ مَعِي ، فَوَالَّذِي نَفْسُ حَلِيمَةَ بِيَدِهِ ، لَقَطَعْتُ بِالرَّكْبِ حَتَّى إِنَّ النِّسْوَةَ لَيَقُلْنَ : أَمْسِكِي عَلَيْنَا ، أَهَذِهِ أَتَانُكِ الَّتِي حَرَصْتِ عَلَيْهَا ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالُوا : إِنَّهَا كَانَتْ أُدْمَتْ حِينَ أَقْبَلْنَا ، فَمَا شَأْنُهَا ؟ قَالَتْ : فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَقَدْ حَمَلْتُ عَلَيْهَا غُلَامًا مُبَارَكًا ، قَالَتْ : فَخَرَجْنَا فَمَا زَالَ يَزِيدُنَا اللَّهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَيْرًا حَتَّى قَدِمْنَا وَالْبِلَادُ سَنَةً ، فَلَقَدْ كَانَ رُعَاتُنَا يَسْرَحُوُنَ ، ثُمَّ يُرِيحُونَ ، فَتَرُوحُ أَغْنَامُ بَنِي سَعْدٍ جِيَاعًا ، وَتَرُوحُ غَنَمِي شِبَاعًا بِطَانًا حُفْلًا ، فَنَحْلِبُ ، وَنَشْرَبُ ، فَيَقُولُونَ : مَا شَأْنُ غَنَمِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ، وَغَنَمِ حَلِيمَةَ تَرُوحُ شِبَاعًا حُفْلًا ، وَتَرُوحُ غَنَمُكُمْ جِيَاعًا ، وَيْلَكُمُ اسْرَحُوا حَيْثُ تَسْرَحُ رِعَاؤُهُمْ ، فَيَسْرَحُونَ مَعَهُمْ فَمَا تَرُوحُ إِلَّا جِيَاعًا كَمَا كَانَتْ ، وَتَرْجِعُ غَنَمِي كَمَا كَانَتْ ، قَالَتْ : وَكَانَ يَشِبُّ شَبَابًا مَا يُشْبِهُ أَحَدًا مِنَ الْغِلْمَانِ ، يَشِبُّ فِي الْيَومِ شِبَّانَ الْغُلَامِ فِي الشّهْرِ ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ شِبَّانَ السَّنَةِ ، فَلَمَّا اسْتَكْمَلَ سَنَتَينِ قَدِمْنَا مَكَّةَ أَنَا وَأَبُوهُ فَقُلْنَا : وَاللَّهِ لَا نُفَارِقُهُ أَبَدًا ، وَنَحْنُ نَسْتَطِيعُ ، فَلَمَّا أَتَيْنَا أُمَّهُ قُلْنَا : أَيُّ ظِئْرٍ وَاللَّهِ مَا رَأَينَا صَبِيًا قَطٌ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ , وَإِنَّا لَنَتَخَوَّفُ عَلَيْهِ وَبَاءَ مَكَّةَ وَأَسْقَامَهَا ، فَدَعِيهِ نَرْجِعُ حَتَّى تَبْرَئِي مِنْ دَائِكِ ، فَلَمْ نَزَلْ بِهَا حَتَّى أَذِنَتْ ، فَرَجَعْنَا بِهِ ، فَأَقَمْنَا أَشْهُرًا ثَلَاثَةً أَوْ أَرْبَعَةً ، فَبَيْنَا هُوَ يَلْعَبُ خَلْفَ الْبُيُوتِ هُوَ وَأَخُوهُ فِي بُهْمٍ لَهُ إِذْ أَتَى أَخُوهُ ، وَأَنَا وَأَبُوهُ فِي الْبُدْنِ ، فَقَالَ : إِنَّ أَخِيَ الْقُرَشِيَّ أَتَاهُ رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بَيَاضٌ ، فَأَخَذَاهُ ، فَأَضْجَعَاهُ ، فَشَقَّا بَطْنَهُ ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُوهُ نَشْتَدُّ ، فَوَجَدْنَاهُ قَائِمًا قَدِ انْتُقِعَ لَوْنُهُ فَلَمَّا رَآنَا أَجْهَشَ إِلَينَا وَبَكَى ، قَالَ : فَالْتَزَمْتُهُ أَنَا وَأَبُوهُ فَضَمَمْنَاهُ إِلَيْنَا ، فَقُلْنَا : مَا لَكَ بِأَبِي أَنْتَ ، فَقَالَ : أَتَانِي رَجُلَانِ ، فَأَضْجَعَانِي ، فَشَقَّا بَطْنِي ، فَصَنَعَا بِهِ شَيْئًا ، ثُمَّ رَدَّاهُ كَمَا هُوَ ، فَقَالَ أَبُوهُ : وَاللَّهِ مَا أَرَى ابْنِي إِلَّا وَقَدْ أُصِيبَ ، الْحَقِي بِأَهْلِهِ فَرُدِّيهِ إِلَيهِمْ ، قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ بِهِ مَا يُتَخَوَّفُ مِنْهُ ، قَالَت : فَاحْتَمَلْنَاهُ فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمِّهِ ، فَلَمَّا رَأَتْنَا أَنْكَرَتْ شَأْنَنَا ، وَقَالَتْ : مَا رَجَعَكُمَا بِهِ قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَكُمَا ، وَقَدْ كُنْتُمَا حَرِيصَيْنِ عَلَى حَبْسِهِ ، فَقُلْنَا : لَا شَيءَ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ قَدْ قَضَى الرَّضَاعَةَ ، وَسِرْنَا مَا نَرَى ، وَقُلْنَا : نُؤَدِّيهِ كَمَا تُحِبُّونَ أَحَبُ إِلَينَا ، قَالَ : فَقَالَتْ : إِنَّ لَكُمَا لَشَأْنًا ، فَأَخْبِرَانِي مَا هُوَ ، فَلَمْ تَدَعْنَا حَتَّى أَخْبَرْنَاهَا ، فَقَالَتْ : كَلَّا وَاللَّهِ لَا يَصْنَعُ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِ ، إِنَّ لِابْنِي شَأْنًا ، أَفَلَا أُخْبِرُكُمَا خَبَرَهُ ، إِنِّي حَمَلْتُ بِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا حَمَلْتُ حِمْلًا قَطُّ أَخَفَّ عَلَيَّ مِنْهُ وَلَا أَيْسَرَ ، ثُمَّ أُرِيتُ حِينَ حَمَلْتُهُ أَنَّهُ خَرَجَ نُورٌ أَضَاءَ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى ، وَقَالَتْ : قُصُورَ بُصْرَى ، ثُمَّ حِينَ وَضَعْتُهُ فَوَاللَّهِ مَا وَقَعَ كَمَا يَقَعُ الصِّبْيَانُ ، لَقَدْ وَقَعَ مُعْتَمِدًا بِيَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَدَعَاهُ عَنْكُمَا ، فَقَبَضَتْهُ ، وَانْطَلَقَا " . قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، ثَنَا ابِنُ إِدْرِيسَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا جَهْمُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، أَوْ عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : قَالَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّعْدِيَّةُ : قَدِمْتُ فِي نَفَرِ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ . رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ الْكُوفِيُّ ، وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ ، وَنُسَخْتُهُ مِنْ حَدِيثِ مَسْرُوقٍ ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ . وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : ثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، فَذَكَرَهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

صحابي

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ

صحابي

جَهْمِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ

صدوق حسن الحديث

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ

ثقة متقن

وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ

صدوق حسن الحديث

مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ الْكُوفِيُّ

صدوق حسن الحديث

أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ

ثقة مأمون

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ

صحابي

مَنْ

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ

صحابي

عَمَّنْ

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ

صحابي

جَهْمُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ

صدوق حسن الحديث

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعَفَرٍ

صحابي

جَهْمُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ

صدوق حسن الحديث

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

ابِنُ إِدْرِيسَ

ثقة حجة

مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

أَبِي

ثقة

يَحْيَى بْنُ آدَمَ

ثقة حافظ فاضل

إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ

ثقة حافظ إمام

وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.