الحديث الثاني والعشرون من حرف الزاي عن زهير بن صرد رضي الله عنه


تفسير

رقم الحديث : 24

أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْخَرَّاطِ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ ، بِهَا ، أَنَا الإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُصْفِي ، أنا أَبُو الْبَرَكَاتِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُوَيْنٍ ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ مُوَقَّا ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَطَّابِ ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ بَقَاءٍ الْمِصْرِيُّ ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْيَمَنِيُّ التَّنُوخِيُّ ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ قَاسِمٍ ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَاحَسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ قَيْسٍ الْجُشَمِيُّ ، مِنْ رَمَادَةَ عَلَى بَرِيدٍ مِنَ الرَّمْلَةِ ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ، ثَنَا أَبُو عَمْرٍو زِيَادُ بْنُ طَارِقٍ ، وَكَانَ قَدْ أَتَى عَلَيْهِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ صُرَدَ أَبُو جَرْولٍ الْجُشَمِيُّ ، وَكَانَ سَيِّدَ قَوِمِهِ ، وَكَانَ يُكَنَّى أَيْضًا أَبَا صُرَدَ ، قَالَ : " لَمَّا كَانَ يَوُمُ حَنِينٍ ، أَسَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَبَيْنَمَا هُوَ يُمَيِّزُ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، وَثَبْتُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ . فَجَعَلْتُ أُذَّكِّرُهُ حَيْثُ نَشَأَ وَشَبَّ فِي هَوَازِنَ ، وَحَيْثُ أَرْضَعُوهُ . فَأَنْشَأْتُ أَقُولُ : امْنُنْ عَلَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَرَمٍ فَإِنَّكَ الْمَرْءُ نَرْجُوهُ وَنَنْتَظِرُ امْنُنْ عَلَى بَيْضَةٍ قَدْ عَاقَهَا قَدَرٌ مُفَرَّقٌ شَمْلُهَا فِي دَهْرِهَا غَيْرُ أَبْقَتْ لَنَا الْحَرْبُ هُتَّافًا عَلَى حُزْنٍ عَلَى قُلُوبِهِمُ الْغَمَّاءُ وَالْغَمَرُ إِنْ لَمْ تُدَارِكْهُمْ نَعْمَاءُ تَنْشُرُهَا يَا أَرْجَحَ النَّاسِ حِلْمًا حِينَ يُخْتَبَرُ امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهَا إِذْ فُوكَ يَمْلَأَهُ مِنْ مِحْضِهَا الدُّرَرُ إِذْ أَنْتَ طِفْلٌ صَغِيرٌ كُنْتَ تَرْضَعُهَا وَإِذْ يَزْيُنَكَ مَا تَأْتِي وَمَا تَذَرُ يَا خَيْرَ مَنْ فَرِحَتْ كُمْتُ الْجِيَادِ بِهِ عِنْدَ الْهِيَاجِ إِذَا مَا اسْتَوْقَدَ الشَّرَرُ لا تَجْعَلْنَا كَمَنْ شَالَتْ نَعَامَتَهُ وَاسْتَبْقِ مِنَّا فَإِنَّا مَعْشَرٌ زُهُرُ إِنَّا نُؤَمِلُ عَفْوًا مِنْكَ تُلْبِسُهُ هَذِي الْبَرِيَّةَ إِذْ تَعْفُو وَتَنْتَصِرُ إِنَّا لَنَشْكُرُ للنَّعْمَاءِ إِذْ كُفِرَتْ وَعِنْدَنَا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ مُدَّخَرُ فَأَلْبِسِ الْعَفْوَ مَنْ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهُ مِنْ أُمَّهَاتِكَ إِنَّ الْعَفْوَ مُنْتَظَرُ وَاعْفُ عَفَا اللَّهُ عَمَّا أَنْتَ رَاهِبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذْ يُهْدَى لَكَ الظَفَرُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ . وَقَالَتِ الأَنْصَارُ : مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ . فَرَدَّ الْمُسْلِمُونَ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِنَ الذَّرَارِي وَالأَمْوَالِ " . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ فِي مُعْجَمَيْهِمَا ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رُمَاحِسَ عَلَى الْمُوَافَقَةِ . وَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا جِدًّا فِي الْمُعْجَمِ الصَّغِيرِ لِلطَّبَرَانِيِّ أَمْلَيْتُهُ فِي الْعَشَرَةِ الْعُشَارِيَّةِ . وَرَوَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ قَانِعٍ ، فِي مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَوَّاصِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رُمَاحِسَ ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا . وَرَوَاهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رُمَاحِس ، أَيْضًا ، أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الرَّمْلِيُّ الْحَافِظُ ، وَالْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ الْجَعْفَرِيُّ ، وَالأَمِيرُ بَدْرٌ الْحَمَامِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الْمَقْدِسِيُّ وَغَيْرُهُمْ . وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ رُمَاحِسَ ، ذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ ، وَقَالَ : وَجَدْتُ لِلْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ عِلَّةً قَادِحَةً . ذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي الاسْتِيعَابِ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ رُمَاحِسَ ، رَوَاهُ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ طَارِقٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ صُرَدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ صُرَدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، فَعَمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى الإِسْنَادِ ، فَأَسْقَطَ مِنْهُ رَجُلَيْنِ . وَمَا اكْتَفَى بِذَلِكَ حَتَّى صَرَّحَ بِسَمَاعِ زِيَادِ بْنِ طَارِقٍ مِنْ زُهَيْرِ بْنِ صُرَدٍ . قُلْتُ : وَمِنْ قَوْلِهِ : فَعَمَدَ إِلَى آخِرِ الْكَلامِ مِنْ كَلامِ الذَّهَبِيِّ ، أَدْمَجَهُ مِنْ كَلامِ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ بَانِيًا عَلَى صِحَّةِ مَا حَكَاهُ . وَلا يَصِحُّ ذَلِكَ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، لأَنَّ ابْنَ عَبْدِ الْبَرِّ ، لَمْ يَسُقْ إِسْنَادَهُ بِذَلِكَ لِيَتَسَبَّرَ حَالَ مَنْ زَادَ هَذِهِ الزِّيَادَةَ . فَقَدْ رَوَيْنَاهُ مِنْ طَرِيقِ عَشَرَةٍ مِنَ الأَئِمَّةِ سَمِعُوهُ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رُمَاحِسَ ، بِدُونِ تِلْكَ الزِّيَادَةِ ، فَقَوْلُهُمْ أَوْلَى بِالصَّوَابِ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ ابْنَ عَبْدِ الْبَرِّ كَتَبَهُ مِنْ حِفْظِهِ فَوَهِمَ ، فَقَدْ وَجَدْنَا لَهُ فِي الاسْتِيعَابِ أَوْهَامًا كَثِيرَةً ، تَتَبَّعَ بَعْضَهَا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فَتْحُونَ فِي مُجَلَدِةٍ . وَلِحَدِيثِ زُهَيْرِ بْنِ صُرَدٍ هَذَا شَاهِدٌ رَوَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ ، فِي الْمَغَازِي ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ يَوْم هَوازِنَ ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ ، وَفِيهَا : فَقَامَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : زُهَيْرُ بْنُ صُرَدٍ ، فَذَكَرَ الشِّعْرَ ، وَبَاقِي الْقِصَّةِ أَتَمُّ مِمَّا تَقَدَّمَ . وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ إِسْحَاقَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ . وَأَخْرَجَ الْحَافِظُ ضِيَاءُ الدِّينَ الْمَقْدِسِيُّ ، حَدِيثَ زُهَيْرِ بْنِ صُرَدٍ ، فِي الأَحَادِيثِ الْمُخْتَارَةِ مِمَّا لَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَاسْتَشْهَدَ لَهُ بِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ فَهُوَ عِنْدَهُ حَسَنٌ . ذِكْرُ مَا وَقَعَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الأَلْفَاظِ الَّتِي يُحْتَاجُ إِلَى بَيَانِهَا : الْمُصْفِي : بِضَمِّ الْمِيمِ وَإِسْكَانِ الصَّادِ وَكَسْرِ الْفَاءِ . وَزُوَيْنٌ : بِضَمِّ الزَّايِ وَفَتْحِ الْوَاوِ . وَمُوَقًّا : بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْوَاوِ ، وَبِتَثْقِيلِ الْقَافِ . وَالْحَطَّابُ : بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ . وَبَقَاءٌ : بِفَتْحِ الْبَاءِ وَالْقَافِ بَعْدَهَا مدة . وَرُمَاحِسُ : بِضَمِّ الرَّاءِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ، بَعْدَهَا سِينٌ مُهْمَلَةٌ . وَصُرَدٌ : بِضَمِّ الصَّادِ وَفَتْحِ الرَّاءِ الْخَفِيفَةِ . وَالْجُشَمِيُّ : بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِ السِّينِ الْمُعْجَمَةِ ، نِسْبَةً إِلَى جُشَمِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ . وَقَوْلُهُ فِي الشِّعْرِ : امْنُنْ عَلَى بَيْضَةٍ : فَالْبَيْضَةُ الْجَمَاعَةُ . وَهُتَّافًا : هُوَ جَمْعُ هَاتِفٌ . وَالْغَمَّاءُ : مِنَ الْغَمِّ . يُقَالُ : لَيْلَةٌ غَمَّاءُ وَيَوْمٌ أَغَمُّ بِمَعْنَى . وَالْغَمَرُ : الشَّدَائِدُ ، جَمْعُ غَمْرَةٍ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ ، وَهِيَ الشِّدَةُ . وَالْمَحْضُّ : بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةُ السَّاكِنَةُ ، وَالضَّادُ الْمُعْجَمَةُ الْخَالِصُ . وَالدُّرَرُ : بِكَسْرِ الدَّالِ ، جَمْعُ دُرَّةٍ . وَالْكُمْتُ : جَمْعُ كَمِيتٌ . وَالْجِيَادُ : الْخَيْلُ . وَشَالَتْ نَعَامَتَهُ : كِنَايَةٌ عَنِ الْمَوْتِ . شَالَتْ : ارْتَفَعَتْ وَالنَّعَامَةُ بَاطِنُ الْقَدَمِ . مَأْخُوذٌ مِنَ ارْتِفَاعِ قَوَائِمِ الدَّابَّةِ إِذَا مَاتَتْ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
زُهَيْرُ بْنُ صُرَدَ أَبُو جَرْولٍ الْجُشَمِيُّ

صحابي

أَبُو عَمْرٍو زِيَادُ بْنُ طَارِقٍ

مجهول

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَاحَسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ قَيْسٍ الْجُشَمِيُّ

مقبول

أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ قَاسِمٍ

ثقة حافظ

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْيَمَنِيُّ التَّنُوخِيُّ

مجهول الحال

أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ بَقَاءٍ

مجهول الحال

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَطَّابِ

ثقة

أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ مُوَقَّا

صدوق حسن الحديث

أَبُو الْبَرَكَاتِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُوَيْنٍ

مقبول

أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُصْفِي

صدوق حسن الحديث

أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْخَرَّاطِ

مقبول

Whoops, looks like something went wrong.