أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ تَمَّامٍ السُّبْكِيُّ الشَّافِعِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِمَنْزِلِهِ ظَاهِرَ الْقَاهِرَةِ ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْيُسْرِ التَّنُوخِيُّ ، أَنَا جَدِّي ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ بَرَكَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُشُوعِيُّ ، أَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ حَمْزَةَ ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِنَّائِيُّ ، أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلابِيُّ ، أَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَوْصَاءَ ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَرْعَرَةَ ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو الرَّبِيعِ . ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ ، يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزَّبَيْرِ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاسْمُهَا هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً بِوَجْهِهَا سَفْعَةٌ . فَقَالَ : " إِنَّ بِهَا نَظْرَةً فَاسْتَرْقُوا لَهَا " . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ . رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ عَلَى الْمُوَافَقَةِ . وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ بِهِ ، وَقَالَ : تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ . وَقَالَ : عُقَيْلٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، مُرْسَلا . وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ شَيْخُ الْبُخَارِيِّ ، قِيلَ : هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ الْحِمْصِيُّ . وَقِيلَ : هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ الذُّهْلِيُّ نِسْبَةً إِلَى جَدِّ أَبِيهِ . وَالأَوَّلُ أَصْوَبُ . وَقَدْ بَيَّنْتُ طَرِيَقَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ ، وَعُقَيْلٍ فِي كِتَابِي تَغْلِيقِ التَّعْلِيقِ . وَالسَّفْعَةُ : أَثَرٌ يَسِيرٌ مِنْ سَوَادٍ . وَالنَّظْرَةُ : الإِصَابَةُ بِالْعَيْنِ . فَيُقَالُ : إِنَّهَا تَأْثِيرُ السَّفْعَةِ . وَأَصْلُ السَّفْعَةِ الأَخْذُ . وَتُسَمَّى الإِصْاَبةُ بِالْعَيْنِ أَخْذًا لأَنَّهَا مِنْ أَخْذِ الشَّيْطَانِ . وَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ الرَّقْيِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .