قَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ ، وَالإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ : أنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ ، أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يُخْبِرُ ، أَنَّ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ ، أَنَّهَا لَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ أَخْبَرَتْهُمْ أَنَّهَا ابْنَةُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَكَذَّبُوهَا ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ : مَا أَكْذَبَ الْغَرَائِبَ حَتَّى أَنْشَأَ نَاسٌ مِنْهُمُ الْحَجَّ ، فَقَالُوا : أَتَكْتُبِينَ إِلَى أَهْلِكَ ، فَكَتَبَتْ مَعَهُمْ ، فَرَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَصَدَّقُوهَا ، فَازْدَادَتْ عَلَيْهِمْ كَرَامَةً . قَالَتْ : فَلَمَّا وَضَعْتُ زَيْنَبَ جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَطَبَنِي ، فَقُلْتُ : مَا مِثْلِي يُنْكَحُ ، أَمَّا أَنَا فَلا وَلَدَ فِيَّ ، وَأَنَا غَيُورٌ وَذَاتُ عِيَالٍ ، قَالَ : " أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ فَيُذْهِبُهَا اللَّهُ عَنْكِ ، وَأَمَّا الْعِيَالُ فَإِلَى اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ، وَإِلَى رَسُولِهِ " ، فَتَزَوَّجَهَا ، فَجَعَلَ يَأْتِيهَا ، فَيَقُولُ : " أَيْنَ زُنَابُ ؟ " ، حَتَّى جَاءَ عَمَّارٌ فَاخْتَلَجَهَا ، وَقَالَ : هَذِهِ تَمْنَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَتْ تُرْضِعُهَا فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " أَيْنَ زُنَابُ ؟ " ، فَقَالَتْ قَرِيبَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ : وَافَقَهَا عِنْدَهَا أَخَذَهَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنِّي آتِيكُمُ اللَّيْلَةَ " ، قَالَتْ : فَوَضَعْتُ ثِفَالِي ، وَأَخْرَجْتُ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ كَانَتْ فِي جِلاتِي ، وَأَخْرَجْتُ شَحْمًا فَعَصَدْتُهُ لَهُ ، ثُمَّ بَاتَ ، ثُمَّ أَصْبَحَ ، فَقَالَ حِينَ أَصْبَحَ : " إِنَّ بِكِ عَلَى أَهْلِكَ كَرَامَةً ، فَإِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ ، وَإِنْ أُسَبِّعْ لَكِ أُسَبِّعْ لِنِسَائِي " ، رَوَاهُ أَحْمَدُ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، أَتَمَّ مِنْ هَذَا السِّيَاقِ . ورواه النسائي من حديث حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، بطوله . وأخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق روح بن عبادة ، كما أخرجناه وأوصله في مسلم مقطعا ، وليس فيه مقصود الترجمة . ورواه أحمد أيضا من حديث عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أمه أم سلمة ، بغير هذا السياق ، وفيه : فجاء عمار ، وكان أخاها لأمها ، فدخل عليها فانتشطها من حجرها ، وقال : دعي هذه المقبوحة المشبوحة التي آذيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقلب بصره في البيت ، يقول : " أين زناب ؟ ما فعلت زناب ؟ قالت : جاء عمار فذهب بها ، قالت : فبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهله " ، رواه من حديث حماد بن سلمة ، عن ثابت البكائي ، عن ابن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه به . ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم وصححه ، والإسناد الأول أصح وأتقن رجالا . ومقتضاه أن زينب بنت أبي سلمة إنما ولدت بعد موته ، وهو مخالف لقول الواقدي أنها ولدت بأرض الحبشة ، ولا يلتفت إلى كلام الواقدي إذا انفرد ، فكيف إذا خالف ، وقد اغتر به جماعة من الأئمة ، فجزموا بأن زينب ولدت بأرض الحبشة تبعا له . وهذا الحديث الصحيح يرد عليهم والله أعلم .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ | أبو بكر بن عبد الرحمن المخزومي | ثقة |
وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ | القاسم بن محمد المخزومي | مقبول |
عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو | عبد الحميد بن عبد الله القرشي | مقبول |
ابن جريج | ابن جريج المكي / ولد في :74 / توفي في :150 | ثقة |
حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ | حبيب بن أبي ثابت الأسدي | ثقة فقيه جليل |
حجاج بن محمد | الحجاج بن محمد المصيصي | ثقة ثبت |
ابْنُ جُرَيْجٍ | ابن جريج المكي / ولد في :74 / توفي في :150 | ثقة |
ابْنِ جُرَيْجٍ | ابن جريج المكي / ولد في :74 / توفي في :150 | ثقة |
رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ | روح بن عبادة القيسي | ثقة |
عَبْدِ الرَّزَّاقِ | عبد الرزاق بن همام الحميري / ولد في :126 / توفي في :211 | ثقة حافظ |