وَأَخْبَرَنَا وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : لَمَّا رَأَى ابْنُ الأَزْرَقِ أَنَّهُ لا يَسْأَلُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ شَيْءٍ إِلا أَجَابَ فِيهِ ، قَالَ : مَا أَجْرَأَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " وَمَا ذَاكَ يَا ابْنَ الأَزْرَقِ ؟ " قَالَ : أَرَاكَ لا تُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ إِلا أَجَبْتَ فِيهِ . قَالَ : " وَيْلَكَ ، هُوَ عِلْمٌ عِنْدِي ، أَخْبِرْنِي عَمَّنْ كَتَمَ عِلْمًا عِنْدَهُ ، وَرَجُلٍ تَكَلَّمَ بِمَا لا يَعْلَمُ " . قَالَ : أَفَكُلُّ مَا تَقُولُ بِهِ تَعْلَمُهُ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ أُوتِينَا الْحِكْمَةَ " . قَالَ نَافِعٌ : أَسْأَلُكَ عَنِ الَّذِي تَعْبُدُهُ ، كَيْفَ هُوَ ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ اسْتِعْظَامًا لِمَا قَالَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : " أُخْبِرُكَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْوَاحِدُ بِغَيْرِ تَشْبِيهٍ ، وَالْوَاجِدُ بِغَيْرِ تَفْكِيرٍ ، وَالْخَالِقُ بِغَيْرِ تَكْيِيفٍ ، الْعَالِمُ بِغَيْرِ مِثَالٍ ، الْمَوْصُوفُ بِغَيْرِ تَشْبِيهٍ ، الدَّائِمُ بِغَيْرِ غَايَةٍ ، الْمَعْرُوفُ بِغَيْرِ تَحْدِيدٍ ، الْبَائِنُ بِغَيْرِ نَظِيرٍ ، عَزِيزٌ قَدِيرٌ ، لَمْ يَزَلْ وَلا يَزَالُ ، وَجِلَتِ الْقُلُوبُ لِمَهَابَتِهِ ، وَذَلَّتِ الأَرْبَابُ لِعِزَّتِهِ ، وَخَضَعَتِ الرِّقَابُ لِقُدْرَتِهِ ، لا يَخْطِرُ عَلَى الْقُلُوبِ مَبْلَغُ كُنْهِ عَظَمَتِهِ ، وَلا تَنْعَقِدُ الْقُلُوبُ عَلَى ضَمِيرٍ يَبْلُغُهُ ، لا تَبْلُغُهُ الْعُلَمَاءُ بِأَلْبَابِهَا ، وَلا الْمُتَفَكِّرُونَ بِتَدْبِيرِ تَفْكِيرِهَا ، فَأَعْلَمُ الْخَلائِقِ بِهِ الَّذِي لا يَصِفُهُ بِصُورَةٍ وَلا بِمَثَلٍ ، فَيَقَعَ الْوَهْمُ لِلْخَلائِقِ عَلَيْهِ " . قَالَ نَافِعٌ : صَدَقْتَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ " . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ فَقِّهِ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنَ عَبَّاسٍ | ابن عباس الحميري | مجهول |
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ | سعيد بن جبير الأسدي | ثقة ثبت |