وقَالَ الْخَطِيب فِي أماليه : أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم البزار ، حَدَّثَنَا يَزِيد بْن إِسْمَاعِيل الخلَّال ، حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عتاب ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن بَكْر البأس ، حَدَّثَنَا الهيثم بْن جميل ، عَنْ هُشَيْم ، عَنْ يُونُس ، عَنْ عُبَيْد ، عَنِ الْحَسَن ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : " قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ ، فَأَقْبَلَتْ أُمِّي بِي إِلَيْهِ ، فَقَالَتْ لَهُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّكَ قَدِمْتَ الْمَدِينَةَ ، وَلَمْ يَبْقَ بِهَا أَحَدٌ مِنَ الأَنْصَارِ امْرَأَةٌ وَلا رَجُلٌ إِلا وَقَدْ أَتْحَفَكَ تُحْفَةً ، وَإِنِّي لَمْ أَجِدْ شَيْئًا أُتْحِفُكَ بِهِ ، فَهَذَا وَلَدِي فَاسْتَخْدِمْهُ مَا بَدَا لَكَ . قَالَ أَنَسٌ : فَخَدَمْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا سَبَّنِي قَطُّ ، وَلا عَبَسَ فِي وَجْهِي قَطُّ ، وَلا زَبَرَنِي قَطُّ ، وَكَانَ وَصِيَّتُهُ إِيَّايَ ، أَنْ قَالَ : " يَا بُنَيَّ ، احْفَظْ سِرِّي تَكُ مُؤْمِنًا . فَمَا كَشَفْتُ سِرَّهُ لأَحَدٍ قَطُّ ، ثُمَّ قَالَ لِي : يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ تُحِبَّكَ حَفَظَتُكَ ، وَيَزْدَادُ فِي عُمُرِكَ ، يَا بُنَيَّ ، وَبَالِغْ فِي الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ تَخْرُجْ مِنْ مُغْتَسَلِكَ وَلا ذَنْبَ عَلَيْكَ . قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا الْمُبَالَغَةُ فِي الْغُسْلِ ؟ قَالَ : " تُبْلِغُ الْمَاءَ أُصُولَ الشَّعْرِ ، وَتُنْقِي الْبَشَرَةَ ، وَلا تَزَالُ تُصَلِّي ، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تُصَلِّي عَلَيْكَ مَا دُمْتَ تُصَلِّي ، وَإِيَّاكَ وَالالْتِفَاتَ فِي الصَّلاةِ فَإِنَّ فِيهَا الْهَلَكَةَ ، فَإِنْ كُنْتَ لا بُدَّ مُلْتَفِتًا فَفِي التَّطَوُّعِ لا فِي الْفَرِيضَةِ ، يَا بُنَيَّ ، إِذَا كُنْتَ عِنْدَ الرُّكُوعِ فَضَعْ كَفَّيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ ، وَافْرِجْ بَيْنَ أَصَابِعِكَ ، وَجَافِ عَضُدَيْكَ عَنْ مِرْفَقَيْكَ ، وَإِذَا كُنْتَ فِي السُّجُودِ فَلا تَفْتَرِشْ ذِرَاعَيْكَ افْتِرَاشَ السَّبْعِ ، وَلا تَنْقُرْ نَقْرَ الدِّيكِ ، وَلا تُقْعِ إِقْعَاءَ الْكَلْبِ ، وَإِذَا كُنْتَ فِي الْقَعْدَةِ فَضَعْ ظَهْرَ قَدَمَيْكَ عَلَى الأَرْضِ ، وَضَعْ أَلْيَتَيْكَ عَلَى بَطْنِ قَدَمِكَ الْيُسْرَى ، وَانْصِبْ قَدَمَكَ الْيُمْنَى بِحِذَاءِ الْقِبْلَةِ ، فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ أَحْيَيْتُ سُنَّتِي ، وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحْيَانِي ، وَمَنْ أَحْيَانِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ ، يَا بُنَيَّ ، وَإِذَا خَرَجْتَ مِنْ مَنْزِلِكَ فَلا يَقَعَنَّ بَصَرُكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ قِبْلَتِكَ إِلا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ تَرْجِعْ إِلَى مَنْزِلُكَ وَقَدْ زِيدَ فِي حَسَنَاتِكَ ، يا بني ، فإذا أَنْت دخلت منزلك فسلم عَلَى أهلك تكثر بركة بيتك ، ويكون خيرًا عليك وعلى أهلك ، يا بني ، ولا يكن فِي صدرك غش لأحد مِنَ المسلمين يهون عليك عِنْد الموت ، يا بني ، إذا أَنْت حفظت وصيتي لَمْ يكن أحبّ إليك مِنَ الموت " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَنَسٍ | أنس بن مالك الأنصاري | صحابي |