وقال ابن قُتَيْبَة فِي غريب الحديث : حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَان الغنوي ، حَدَّثَنَا مغفل بْن مالك ، عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان ، عَن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِذَا بَلَغَ الْعَبْدُ ثَمَانِينَ سَنَةً ، فَإِنَّهُ أَسِيرُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ ، تُكْتَبُ لَهُ الْحَسَنَاتُ وَتُمْحَى عَنْهُ السَّيِّئَاتُ " . هكذا رَوَاهُ مختصرًا ، ورواهُ أَبُو الشيخ الأصبهاني فِي فوائد الأصبهانيين من وجه آخر ، عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان ، فقال فِي روايته الْأنْصَارِيّ فذكره ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ المذكور مَجْهُولٌ . وقال البزار فِي مسنده حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن شبيب ، حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَبْد الملك أَبُو شيبة ، حَدَّثَنَا أَبُو قتادة ، حَدَّثَنَا ابن أخي الزُّهْرِيّ ، عَن عمه ، عَن أنس ، فذكره مطولاً كما تقدم . وقال البزار : لا نعلم رَوَاهُ عَن ابن أخي الزُّهْرِيّ إلا أَبَا قتادة ، وكان يغلط فلا يرجع . قَالَ الحافظ ابن حجر : اسمه عَبْد الله بْن واقد الحراني ضعفه ابن معين . وقال الْبُخَاريّ : تركوه وأثنى عَلَيْهِ أحمد . وقال أَبُو المغيرة عَبْد القدوس بْن الحجاج ، حَدَّثَنَا ثابت بْن سعد بْن ثابت الأملوكي ، عَن أنس ، بِهِ . ذكره المزي فِي التهذيب ، وقال أَبُو نُعَيْم فِي تاريخ أصبهان حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر ، حدثنا أَحْمَد بْن عمرو بْن صبح ، حَدَّثَنَا حجاج بْن يوسف ، عَن قُتَيْبَة ، عَن الصباح بْن يوسف عاصم الأصبهاني ، عَن أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صَاحِبُ الأَرْبَعِينَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنْهُ ثَلاثَةَ أَنْوَاعٍ " . فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ . قَالَ الحافظ ابن حجر : ورواته موثقون إلا الصَّبَّاحُ ، فلا أَعْرِفُ لَهُ جَرْحًا وَلا تَعْدِيلا . قَالَ : ومما يدل عَلَى شهرة هذا الحديث فِي المتقدمين ما ذكره الصولي فِي نوادره ، حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نصر ، حدَّثَنِي خالي أَحْمَد بْن حمدون ، قَالَ : قَالَ الْحُسَيْن ابن الضحاك من أبيات : أما فِي ثمانين وفيتها عذير وإن أَنَا لَمْ أعتذر وقد رفع الله أقلامه عَن ابن ثمانين دون البشر وإني لمن إسراء الإله فِي الأرض نصب حروف القدر فإن يقض لي عملاً صالِحًا أثابَ وإن يقض شرًّا غفر وله : أصبحت من أسراء الله محتسبًا فِي الأرض نحو قضاء الله والقدر إن الثمانين إذ وفيت عدتها لَمْ تبق باقية مني ولَم تذر انتهى كلام الحافظ ابن حجر ملخصًا .