تفسير

رقم الحديث : 386

وقال وقال معاذ بْن المثنى راوي مسند مسدد فيما زاده فِيهِ حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَبِي شعيب ، حَدَّثَنَا عثمان بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن الحراني ، حَدَّثَنَا منتصر بْن دينار ، عَن عَبْد الله بْن أَبِي الهذيل ، قَالَ : " وجه سعد بْن أَبِي وقاص نضلة بْن عُمَر والأنصاري فِي ثلاث مائة من المهاجرين والأنصار ، فأغاروا عَلَى حلوان فافتتحها فأصابه غنائم كثيرة وسبيًا كثيرًا ، فجاءوا يسوقون ما معهم وهم بين جبلين حتى أرهقهم العصر ، فقال لَهُمْ نضلة : اصرفوا الغنائم إلى سفح الجبل . ففعلوا ، ثُمَّ قام نضلة فنادى بالأذان ، فقال : الله أكبر الله أكبر . فأجابَ صوت من الجبل لا يرى معه صورة ، كبرت كبيرًا يا نضلة . قَالَ : أشهدُ أن لا إله إلا الله . قَالَ : أخصلتَ يا نضلة إخلاصًا . قَالَ : أشهدُ أن محمدًا رسول الله . قَالَ : نبي بعث لا نبي بعده . قَالَ : حي عَلَى الصلاة . قَالَ : فريضة فرضت . قَالَ : حي عَلَى الفلاح . قَالَ : أفلحَ من أتاها وواظب عليها . قَالَ : قد قامت الصلاة . قَالَ : البقاء لأمة مُحَمَّد ، وعلى رءوسها تقوم الساعة . فلما صلوا ، قام نضلة ، فقال : يا ذا الكلام الْحَسَن الطيب الجميل قد سمعنا كلامًا حسنًا ، أفمن ملائكة الله أنت ، أم طائفٌ ، أم ساكنٌ ؟ ابرز لنا فكلمنا ، فإن ، وفد الله عَزَّ وَجَلَّ ووفد نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فبرز لَهم شيخ من شعب من تِلْكَ الشعاب أبيض الرأس واللحية ، لَهُ هامة كأنّها رحى ، طويل اللحية فِي طمرين من صوف أبيض ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله . فردوا عَلَيْهِ السلام ، فقال لَهُ نضلة : من أنت رَحِمَك الله ؟ قَالَ : أَنَا زريب بن برثملا وصي العبد الصالح عيسى بْن مريم ، دعا لي بالبقاء إلى نزوله من السماء ، فقراري فِي هذا الجبل ، فأقرئ عُمَر بْن الْخَطَّاب أمير المؤمنين السلام ، وقل لَهُ : اثبت وسدد وقارب ، فإن الأمر قد اقترب ، وإياك يا عُمَر إن ظهرت خصال فِي أمة مُحَمَّد ، وأنت فيهم فالهرب الهرب . فقال نضلة : يا زريب رحمك الله ، فأخبرنا بِهذه الخصال نعرف بِهَا ذهاب دنيانا ، وإقبال آخرتنا . قَالَ : إذا استغنى رجالكم برجالكم ، ونساؤكم بنسائكم ، وكثر طعامكم فلم يزدد سعركم بذلك إلا غلاء ، وكانت خلافتكم فِي صبيانكم ، وكان خطباء منابركم عبيدكم ، وركن فقهاؤكم إلى ولاتكم ، فأحلوا لَهم الحرام وحرموا عليهم الحلال ، وأفتوهم بِما يشتهونَ ، واتخذوا القرآن ألحانًا ومزامير بأصواتِهم ، وزوقتم مساجدكم ، وأطلتم منابركم ، وحليتم مصافكم بالذهب والفضة ، وركبت نساؤكم السروج ، وكان مستشار أميركم خصيانكم ، وقتل البريء لتوعظ بِهِ العلية ، وبقي المطر قيظًا ، والولد غيظًا ، وحرمتم العطاء ، وأخذه العبيد والسقاط ، وقلت الصدقة حتى يطوف المسكين من الحول إلى الحول لا يُعطى عشرة دراهم ، فإذا كَانَ كذلك نزلَ بكم الخزي والبلاء ، ثُمَّ ذهبت الصورة فلَمْ تر ، فنادوا ، فلم يجابوا . فلما قَدِمَ نضلة عَلَى سعد أخبره بِما أفاء الله عَلَيْهِ وبِما كَانَ من شأن زريب ، فكتب سعد إلى عُمَر بْن الْخَطَّاب بِخبره ، فكتب عُمَر بْن الْخَطَّاب إلى سعد : لله أَبُوك يا سعد اركب بنفسك حتى تأتي الجبل . فركب سعد حتى أتى الجبل ، فنادى أربعين صباحًا فلم يُجابوا ، فكتب إلى عمرَ وانصرفوا " . قَالَ الحافظ ابن حجر فِي المطالب العالية : هذا موقوفٌ غريب من هذا الوجه ، ما رَأَيْته بطوله إلا بِهذا الإسناد .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَبْد الله بْن أَبِي الهذيل

ثقة

الْحَسَن بْن أَبِي شعيب

ثقة

معاذ بْن المثنى

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.