مناقب الخلفاء الاربعة


تفسير

رقم الحديث : 624

وقال السهيلي فِي الروض الأنف : روى حديث غريب لعله يصح ، وجدته بِخط جد أبي عُمَر أَحْمَد بْن أبي الْحَسَن القاضي بسند فِيهِ مجهولون ، ذكر أَنَّهُ نقل من كتاب انتقلَ من كتاب معوذ بْن داود بْن معوذ الزاهد ، يرفعه إلى أبي الزناد ، عَن عروة ، عَنْ عَائِشَةَ ، أُخْبِرْتُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُحْيِيَ أَبَوَيْهِ ، فَأَحْيَاهُمَا لَهُ ، فَآمَنَا بِهِ ، ثُمَّ أَمَاتَهُمَا " . قَالَ السهيلي : والله قادر عَلَى كل شيء ، وليس تعجز رحمته وقدرته عَن شيء ، ونبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل أن يختص بِما شاء من فضله ، وينعم عَلَيْهِ بِما شاء من كرامته . وقال أيضًا فِي حديث : أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لفاطمة : " لو كنت بلغت معهم الكدى ما رأيتُ الجنة حتى يراها جد أبيك " . فِي قوله : جد أبيك . ولَمْ يقل : جدك . يعني أباهُ ، تقوية الَّذِي قدمنا ذكره أن الله تعالى أحيا أَبَاهُ وأمه وآمنا بِهِ . وقال القرطبي فِي التذكرة : لا تعارض بين أحاديث إحياء الأبوين ، وأحاديث عدم الإذن فِي الاستغفار ، لأن إحياءهما متأخر عَن الاستغفار لَهما ، بدليل أن حديث عَائِشَة فِي حجة الوداع ، ولذلك جعله ابن شاهين ناسخًا لِمَا ذكر من الأخبار . وقال ابن المنير فِي شرف المصطفى : قد وقع لنبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إحياء نظير ما وقع لعيسى بْن مريم ، وجاء فِي حديث " أَنَّهُ لَمّا منع من الاستغفار للكفار ، دعا الله تعالى أن يُحيي لَهُ أبويه فأحياهما ، لَهُ فآمنا بِهِ وصدقا وماتا مؤمنين . وقال الحافظ فتح الدين بْن سيد الناس فِي السيرة : قد رُوِيَ أن عَبْد الله بْن المطلب ، وآمنة بِنْت وهب أبوي النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسلما ، وأن الله تعالى أحياهما لَهُ فآمنا بِهِ ، وروي ذَلِكَ أيضًا فِي حق جده عَبْد المطلب ، وهو مخالف لِما أَخْرَجَهُ أَحْمَد ، عَن أبي رزين العقيلي ، قَالَ : قلتُ : " يا رسول الله ، أَيْنَ أمي ؟ قَالَ : أمك فِي النار . قلتُ : فأين من مضى من أهلك ؟ قَالَ : أما ترضى أن تكون أمك مَعَ أمي " . قَالَ : وذكر بعض أهلُ العلم فِي الجمع بين هذه الرواية ما حاصله : أن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يزل راقيًا فِي المقامات السنية صاعدًا فِي الدرجات العلية ، إلى أن قبض الله روحه الطاهرة إِلَيْهِ ، وأزلفه بِما خصَّه بِهِ لديه من الكرامات حين القدوم عَلَيْهِ ، فمن الجائز أن تكون هذه درجة حصلت لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد إن لَمْ تكن ، وأن يكون الإحياء والإيمان متأخرًا عَن تِلْكَ الأحاديث ، فلا تعارض . وقال الحافظ شمس الدين بْن ناصر الدمشقي رَحِمَهُ الله : حبا لله النَّبِيّ بكل فضل عَلَى فضل وكان بِهِ رءوفا فأحيا أمه وكذا أباهُ لإيمان بِهِ فضلاً لطيفا فسلم فالقديم بدا قدير وإن كَانَ الحديث بِهِ ضعيفا والله أعلم .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَائِشَةَ

صحابي

إلى أبي الزناد

إمام ثقة ثبت

Whoops, looks like something went wrong.