فحدثني مُحَمَّد بْن معاوية ، عَن بيهس بْن حبيب ، قَالَ : بلغ ابْن هبيرة أن قحطبة خرج متوجها نحو الموصل ، فَقَالَ ابْن هبيرة لأصحابه : " ما بال القوم تنكبونا " ، قالوا : يريدون الكوفة ، فنادى ابْن هبيرة بالرحيل ، ولم يحل عقدة حَتَّى بلغ براز الروز من خندقنا عَلَى ستة فراسخ ، وتركنا أعلافنا وأطعمتنا ، وجاء قحطبة فنزل خندقا ونزلنا وصرنا فِي العراء ، فأقام نحوا من عشرين يوما حَتَّى أسمن وأجم ، ثم سار معارضا لمهب الشمال حَتَّى قطع دجلة من باحمشا ، وذلك فِي الصيف والبسر قد احمر وقلت المياه ، فأخاض فأقبل وأقبلنا جميعا نريد الكوفة حَتَّى انتهينا جميعا إِلَى الفرات ، فنزل الفلاة ونزلنا عَلَى مسناة الفرات من أرض الفلوجة العليا وذلك يوم الثلاثاء لثمان خلون من المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، ثم عبر قحطبة الفرات وعبر معه نحو من سبع مائة وتتام إلينا نحو ذَلِكَ ، وجاء ابْن هبيرة ولا يشعر به ، فصاروا عَلَى المسناة ونحن تحتهم فطاعَناهم فأزالونا عَن مكاننا نحوا من مائتي ذراع ، ثم رجعَنا عليهم فهزمناهم حَتَّى أتوا المسناة ، وأصابت قحطبة طعَنة فِي وجهه فوقع فِي الفرات فهلك ولا نعلم به ولا يعلمون " .
| الأسم | الشهرة | الرتبة |