فتوح البصرة


تفسير

رقم الحديث : 150

بَكْرٌ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : " وَفِيهَا بَعَثَ عُمَرُ أَبَا عُبَيْدِ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَلَقِيَ جَابَانَ بَيْنَ الْحِيرَةِ وَالْقَادِسِيَّةِ ، فَفَضَّ جَمْعَهُ وَأَسَرَ أَصْحَابَهُ فَفَدَى جَابَانَ نَفْسَهُ ، ثُمَّ أَغَارَ عَلَى كَسْكَرَ فَلَقِيَ نَرْسِي فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ ، وَدَخَلَ أَبُو عُبَيْدِ بَارُوسْمَا فَصَالَحَهُ ابْنُ الأَنْدَرْ زَغْرُ عَنْ كُلِّ رَأْسٍ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ . وَبَعَثَ أَبُو عُبَيْدِ الْمُثَنَّى بْنَ حَارِثَةَ إِلَى زَنْدَوَرْدَ فَحَارَبُوهُ فَقَتَلَ وَسَبَى . وَبُعِثَ عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو الأُسَيْدِيُّ إِلَى نَهْرِ جَوْبَرَ وَعُرْوَةُ بْنُ زَيْدِ الْخَيْلِ إِلَى الزَّوَابِيِّ فَصَالَحُوهُ عَلَى صُلْحِ بَارُوسْمَا ، فَلَمَّا رَجَعَتِ الْمَرَازِبَةُ إِلَى يَزْدَجْرد مُنْهَزِمِينَ شَتَمَهُمْ وَأَقْصَاهُمْ وَدَعَا بَهْمَنُ بْنُ خَرْهَرَمزمان ذَا الْحَاجِبِ ، وَعَقَدَ لَهُ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ دِرَفْشُ كَابِيَانِ وَكَانُوا يَتَيَمَّنُونَ بِهَا ، وَأَعْطَاهُ سِلاحًا كَثِيرًا ، وَحَمَلَ مَعَهُ مِنَ آلَةِ الْحَرْبِ أَوْقَارًا ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ الْفِيلَ الأَبْيَضَ ، وَبَلَغَ أَبَا عُبَيْدِ مَسِيرُهُمْ ، فَعَبَرَ الْفُرَاتَ وَقَطَعَ الْجِسْرَ ، وَأَقْبَلَ ذُو الْحَاجِبِ فَنَزَلَ قُسِّ النَّاطِفِ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي عُبَيْدِ الْفُرَاتُ ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي عُبَيْدٍ إِمَّا أَنْ تَعْبُرَ إِلَيْنَا وَإِمَّا أَنْ نَعْبُرَ إِلَيْكَ ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : نَعْبُرُ إِلَيْكُمْ ، فَعَقَدَ لَهُ ابْنُ صَلُوتَا الْجِسْرَ وَعَبَرُوا ، فَالْتَقَوْا فِي مَضِيقٍ ، وَذَلِكَ فِي آخِرِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، أَوْ أَوَّلِ شَوَّالٍ سَنَةِ ثَلاثَ عَشْرَةَ ، وَقَدِمَ ذُو الْحَاجِبِ جَالِينُوسَ مَعَهُ الْفِيلُ الأَبْيَضُ وَدِرَفْشُ كَابِيَانِ ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا ، وَضَرَبَ أَبُو عُبَيْدٍ مِشْفَرِ الْفِيلِ ، وَضَرَبَ أَبُو مِحْجَنٍ عَرْقُوبَهُ . وَقُتِلَ أَبُو عُبَيْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَقَدْ كَانَ أَبُو عُبَيْدٍ ، قَالَ : " إِنْ قُتِلْتُ فَعَلَيْكُمْ جَبْرُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ ، فَإِنْ قُتِلَ فَعَلَيْكُمْ أَبُو جَبْرِ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ ، فَإِنْ قُتِلَ فَعَلَيْكُمْ حَبِيبُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ ، فَإِنْ قُتِلَ فَعَلَيْكُمْ أَبُو قَيْسِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ ، فَإِنْ قُتِلَ فَعَلَيْكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ أَخُو أَبِي عُبَيْدٍ " . ويقال : أول من جعل إليه الأمر عَبْد اللَّهِ بْن مسعود ، فقتل جميع الأمراء ، وأخذ المثنى ابْن حارثة الراية ، واستحر القتل فِي المسلمين فمضوا نحو الجسر ، وحماهم المثنى بْن حارثة وعروة بْن زيد والكلج الضبي وعاصم بْن عمرو الأسيدي وعمرو بْن الصلت السلمي حَتَّى انتهوا إِلَى الجسر ، وقد سبقهم إليه عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الخطمي ، ويقال : عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الثقفي ، فقطع الجسر ، وقال : قاتلوا عَن دينكم فاقتحم النَّاس الفرات فغرق ناس كثير ثم عقد المثنى الجسر وعبر المسلمون ، واستشهد يومئذ من المسلمين ألف وثمان مائة ، ويقال : أربعة آلاف بين قتيل وغريق ، وانحاز بالناس المثنى بْن حارثة الشيباني ، فبعث عُمَر جرير بْن عَبْد اللَّهِ البجلي " . وقال الوليد بْن هشام ، عَن أبيه ، عَن جده نحو ذَلِكَ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.