حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا وهب بْن جرير بْن حازم ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : نا النعمان بْن راشد ، عَن الزهري ، عَن ذكوان مولى عائشة ، قَالَ : لما أجمع معاوية أن يبايع لابنه يَزِيد ، حج فقدم مكة فِي نحو من ألف رجل ، فلما دنا من المدينة خرج ابْن عُمَر وابن الزبير وعبد الرحمن بْن أَبِي بَكْر ، فلما قدم معاوية المدينة صعد المنبر فحمد اللَّه وأثنى عَلَيْهِ ، ثم ذكر ابنه يَزِيد ، فَقَالَ : من أحق بهذا الأمر منه ، ثم ارتحل فقدم مكة فقضى طوافه ، ودخل منزله ، فبعث إِلَى ابْن عُمَر ، فتشهد ، وقال : أما بعد يا بْن عُمَر فإنك قد كنت تحدثني أنك لا تحب أن تبيت ليلة سوداء ليس عليك أمير ، وإني أحذرك أن تشق عصا المسلمين ، وأن تسعى فِي فساد ذات بينهم ، فلما سكت تكلم ابْن عُمَر فحمد اللَّه وأثنى عَلَيْهِ ، ثم قَالَ : أما بعد ، فإنه قد كانت قبلك خلفاء لهم أبناء ليس ابنك بخير من أبنائهم ، فلم يروا فِي أبنائهم ما رأيت أنت فِي ابنك ، ولكنهم اختاروا للمسلمين حيث علموا الخيار ، وإنك تحذرني أن أشق عصا المسلمين وأن أسعى فِي فساد ذات بينهم ، ولم أكن لأفعل ، إنما أنا رجل من المسلمين ، فإذا اجتمعوا عَلَى أمر فإنما أنا رجل منهم ، فَقَالَ : يرحمك اللَّه ، فخرج ابْن عُمَر . وأرسل إِلَى عَبْد الرحمن بْن أَبِي بَكْر ، فتشهد وأخذ فِي الكلام ، فقطع عَلَيْهِ كلامه ، فَقَالَ : إنك والله لوددت أنا وكلناك فِي أمر ابنك إِلَى اللَّه وإنا والله لانفعل ، والله لتردن هَذَا الأمر شورى فِي المسلمين ، أو لنعيدنها عليك جذعة ثم وثب فقام . فَقَالَ معاوية : اللهم اكفنيه بما شئت ، ثم قَالَ : عَلَى رسلك أيها الرجل لا تشرفن بأهل الشام ، فإني أخاف أن يسبقوني بنفسك ، حَتَّى أخبر العشية أنك قد بايعت ، ثم كن بعد ذَلِكَ عَلَى ما بدا لك من أمرك ، ثم أرسل إِلَى ابْن الزبير ، فَقَالَ : يا بْن الزبير إنما أنت ثعلب رواغ كلما خرج من جحر دخل آخر ، وإنك عمدت إِلَى هذين الرجلين فنفخت فِي مناخرهما وحملتهما عَلَى غير رأيهما . فتكلم ابْن الزبير ، فَقَالَ : إن كنت قد مللت الإمارة فاعتزلها ، وهلم ابنك فلنبايعه ، أرأيت إذا بايعَنا ابنك معك لأيكما نسمع ؟ ! لأيكما نطيع ؟ ! لا نجمع البيعة لكما والله أبدا . ثم قام : فراح معاوية فصعد المنبر فحمد اللَّه وأثنى عَلَيْهِ ، ثم قَالَ : إنا وجدنا أحاديث النَّاس ذوات عوار ، زعموا أن ابْن عُمَر وابن الزبير وابن أَبِي بَكْر الصديق لم يبايعوا يَزِيد ! قد سمعوا وأطاعوا وبايعوا له ، فَقَالَ أهل الشام لا والله ، لا نرضى حَتَّى يبايعوا عَلَى رءوس النَّاس وإلا ضربنا أعَناقهم ، فَقَالَ : مه ، سبحان اللَّه ما أسرع النَّاس إِلَى قريش بالسوء ، لا أسمع هَذِهِ المقالة من أحد بعد اليوم ، ثم نزل . فَقَالَ النَّاس : بايع ابْن عُمَر وابن الزبير وابن أَبِي بَكْر ، ويقولون : لا والله ما بايعَنا . ويقول النَّاس : بلى لقد بايعتم ، وارتحل معاوية فلحق بالشام " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
معاوية | معاوية بن أبي سفيان الأموي / توفي في :60 | صحابي |