وَأَخْبَرَنَا شَيْخُنَا تَاجُ الدِّينِ أَبُو الْيُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكِنْدِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ ، سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّ مِائَةٍ فِي جُمَادَى الأُولَى ، قَالَ : أنبا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ ، قَالَ : أنبا أَبُو الْبَرَكَاتِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ نَفِيسٍ ، قثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ , الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْبُنَانِيِّ ، إِمْلاءً ، قثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْحَافِظُ الْمُزَنِيُّ , الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السَّقَّاءِ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، قثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ ، بِالْبَصْرَةِ ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ النَّيْسَابُورِيُّ ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ الْبَاهِلِيُّ ، قثنا أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , وَكَانَ يُعَدُّ مِنَ الْبُدَلاءِ ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ زَيْدٍ , ذَكَرَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ أَنَّهُ لَمْ يَلْقَ شَيْخًا قَطُّ أَفْضَلَ مِنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ ، يَقُولُ : عَلَّمَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دُعَاءً ، ذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ : " وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَوْ أَنَّ دَاعِيًا دَعَا بِهِ عَلَى مَاءٍ جَارٍ لَسَكَنَ الْمَاءُ حَتَّى يَمُرَّ عَلَيْهِ ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ رَجُلا دَعَا بِهِ عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ بِهِ الْجَبَلُ عَنْ مَكَانِهِ " . ثُمَّ قَالَ : " وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ أَهْلَ بَلَدٍ بَلَغَ إِلَيْهِمُ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ثُمَّ دَعَوْا بِهَذَا الدُّعَاءِ ، أَطْعَمَهُمُ اللَّهُ وَسَقَاهُمْ " . ثُمَّ قَالَ : " وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ دُعِيَ بِهِ عِنْدَ امْرَأَةٍ قَدْ عَسِرَ عَلَيْهَا وَلَدُهَا لَسَهَّلَ اللَّهُ عَلَيْهَا " . ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّ مَنْ دَعَا بِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً مِنْ لَيَالِي الْجُمُعَةِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الآدَمِيِّينَ ، وَعَلَى اللَّهِ رِضَى الآدَمِيِّينَ " . ثُمَّ قَالَ : " وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ دَعَا بِهِ رَجُلٌ وَالْمَدِينَةُ تَحْتَرِقُ وَمَنْزِلُهُ فِي وَسَطِهَا لَنَجَا وَلَمْ يَحْتَرِقْ " . ثُمَّ قَالَ : " وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ دَعَا بِهِ مَغْمُومٌ أَوْ مَكْرُوبٌ أَوْ مَحْزُونُ أَوْ مَغْشُومٌ عَلَيْهِ ، إِلا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ جَمِيعَ ذَلِكَ " . ثُمَّ قَالَ : " وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ رَجُلا دَعَا بِهِ عَلَى سُلْطَانٍ جَائِرٍ لَجَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ السُّلْطَانَ طَوْعَ يَدَيْهِ ، وَكَانَ عَلَيْهِ رَءُوفًا رَحِيمًا " . ثُمَّ قَالَ : " وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا دَعَا بِهِ مُؤْمِنٌ عِنْدَ مَنَامِهِ إِلا بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيَتَرَحَّمُونَ عَلَيْهِ وَيَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَمْحُونَ عَنْهُ السَّيِّئَاتِ وَيَرْفَعُونَ لَهُ الدَّرَجَاتِ " . فَقَالَ سَلْمَانُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ ، يُعْطَى الرَّجُلُ بِهَذِهِ الأَسْمَاءِ كَمِثْلِ هَذَا ؟ فَقَالَ : " يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا بَلَغَ مَا تَسْمَعُهُ مِمَّا لَمْ تَسْمَعْهُ مِنَ الْخَيْرِ الْمَوْفُورِ وَالسَّعْيِ الْمَشْكُورِ وَالتِّجَارَةِ الَّتِي لا تَبُورُ " . فَقَالَ سَلْمَانُ : طُوبَى لِدَاعِيهَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْلا أَنَّ أُمَّتِي يَدَعُونَ الْعَمَلَ وَيَتَّكِلُونَ عَلَى هَذِهِ الأَسْمَاءِ لَخَبَّرْتُهُمْ بِمَا أَخْبَرَنِي بِهِ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنْ ثَوَابِ هَذِهِ الأَسْمَاءِ " . فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَكَيْفَ نَدْعُو بِهَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ قَالَ : قُلِ : " اللَّهُمَّ إِنَّكَ حَيٌّ لا تَمُوتُ ، وَخَالِقٌ لا تُعَابُ ، وَبَصِيرٌ لا تَرْتَابُ ، وَصَادِقٌ لا تَكْذِبُ ، وَقَاهِرٌ لا تَغْلِبُ ، وَبدِيٌّ لا تَنْفَدُ ، وَقَرِيبٌ لا تَبْعُدُ ، وَقَادِرٌ لا تُضَامُ ، وَغَافِرٌ لا تُظْلَمُ ، وَصَمَدٌ لا تَطْعَمُ ، وَقَيُّومٌ لا تَنَامُ ، وَمُجِيبٌ لا تَسْأَمُ ، وَجَبَّارٌ لا يُرَامُ ، وَعَلِيمٌ لا يُعَلَّمُ ، وَعَالِمٌ لا تَضِلُّ ، وَقَوِيٌّ لا تَضْعُفُ ، وَعَظِيمٌ لا تُوصَفُ ، وَوَفِيٌّ لا تُخْلِفُ ، وَعَدْلٌ لا تَحِيفُ ، وَغَنِيٌّ لا تَفْتَقِرُ ، وَكَبِيرٌ لا يَصْغُرُ ، وَحَكَمٌ لا تَجُورُ ، وَمَنِيعٌ لا تُقْهَرُ ، وَمَعْرُوفٌ لا تُنْكَرُ ، وَوَكِيلٌ لا تُحْقَرُ ، وَغَالِبٌ لا تُغْلَبُ ، وَوِتْرٌ لا يَسْتَأْمِرُ ، وَفَرْدٌ لا يَسْتَشِيرُ ، وَوَهَّابٌ لا يَمَلُّ ، وَسَرِيعٌ لا يَذْهَلُ ، وَجَوَّادٌ لا يَبْخَلُ ، وَعَزِيزٌ لا يُذَلُّ ، وَحَافِظٌ لا يَغْفَلُ ، وَقَائِمٌ لا يَنَامُ ، وَمُحْتَجَبٌ لا يُرَى ، وَدَائِمٌ لا يَفْنَى ، وَبَاقٍ لا يَبْلَى ، وَوَاحِدٌ لا يُشَبَّهُ ، وَمُقْتَدِرٌ لا يُنَازَعُ ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، لا تُغَيِّرُكَ الأَزْمِنَةُ ، وَلا يَأْخُذُكَ نَوْمٌ وَلا سِنَةٌ ، وَلا يُشْبِهُكَ شَيْءٌ ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ وَأَنْتَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَكَ الْكَرِيمَ ، أَكْرَمُ الْوُجُوهِ ، سُبُّوحٌ ذِكْرُهُ ، قُدُّوسٌ أَمْرُهُ ، وَاجِبٌ حَقُّكَ ، نَافِذٌ قَضَاؤُكَ ، يَسِّرْ لِي مِنْ أَمْرِي مَا أَخَافُ عُسْرَهُ ، وَفَرِّجْ عَنِّي وَعَنْ وَالِدِي ، وَعَنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ مَا أَخَافُ حَزْوَرَتَهُ ، وَسَهِّلْ لِي وَلِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ مَا أَخَافُ حُزُونَتَهُ ، سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ " .