عجبت للجن واخبارها ورحلها العيس باكوارها تهوي الى مكة تبغي الهدى ما مؤمنوها مثل كفاره...


تفسير

رقم الحديث : 4

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِيُّ ، بِمِصْرَ ، قَالَ : ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ مِرْدَاسِ بْنِ قَيْسٍ الدَّوْسِيِّ ، قَالَ : حَضَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ ذُكِرَتْ عِنْدَهُ الْكَهَانَةُ ، وَمَا كَانَ مِنْ تَغْيِيرِهَا عِنْدَ مَخْرَجِهِ ، فَقُلْتُ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كَانَ عِنْدَنَا مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ ، أُخْبِرُكَ أَنَّ جَارِيَةً بَيْنَنَا يُقَالُ لَهَا خَلَصَةُ , وَلَمْ نَعْلَمْ عَلَيْهَا إِلا خَيْرًا ، إِذْ جَاءَتْنَا فَقَالَتْ : يَا مَعْشَرَ دَوْسٍ الْعَجَبُ الْعَجَبُ لِمَا أَصَابَنِي ، هَلْ عَلِمْتُمْ إِلا خَيْرًا ؟ قُلْنَا : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَتْ : إِنِّي لَفِي غَنَمِي إِذْ غَشِيَتْنِي ظُلْمَةٌ ، وَوَجَدْتُ كَحِسِّ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ ، فَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ حَبَلْتُ . حَتَّى إِذَا دَنَتْ وِلادَتُهَا وَضَعَتْ غُلامًا أَغْضَفَ لَهُ أُذُنَانِ كَأُذُنَيِ الْكَلْبِ ، فَمَكَثَ فِينَا حَتَّى أَنَّهُ لَيَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ ، إِذْ وَثَبَ وَثْبَةً وَأَلْقَى إِزَارَهُ وَصَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ ، وَجَعَلَ يَقُولُ : يَا وَيْلَةَ ، يَا وَيْلَةَ ، يَا عَوْلَةَ ، يَا عَوْلَهَا ، وَيْلَ غَنْمٍ ، وَيَا وَيْلَ فَهْمٍ مِنْ قَابِسِ النَّارِ ، الْخَيْلُ وَاللَّهِ وَرَاءَ الْعَقَبَةِ فِيهِنَّ فِتْيَانٌ حِسَانٌ نُجَبَةٌ ، قَالَ : فَرَكِبْنَا وَأَخَذْنَا الأَدَاةَ ، وَقُلْنَا : وَيْلَكَ مَا تَرَى ؟ قَالَ : هَلْ مِنْ جَارِيَةٍ طَامِثٍ ؟ قُلْنَا : وَمَنْ لَنَا بِهَا ؟ فَقَالَ شَيْخٌ مِنَّا : هِيَ وَاللَّهِ عِنْدِي عَفِيفَةُ الأُمِّ ، فَقُلْنَا : فَعَجَّلَهَا ، وَأَتَى بِالْجَارِيَةِ ، وَطَلَعَ الْجَبَلَ ، وَقَالَ لِلْجَارِيَةِ : اطْرَحِي ثَوْبَكِ وَاخْرُجِي فِي وُجُوهِهِمْ ، وَقَالَ لِلْقَوْمِ : اتْبَعُوا أَثَرَهَا ، وَصَاحَ بِرَجُلٍ مِنَّا يُقَالُ لَهُ : أَحْمَرُ بْنُ حَابِسٍ ، فَقَالَ : يَا أَحْمَرُ بْنَ حَابِسٍ عَلَيْكَ أَوَّلُ فَارِسٍ ، فَحَمَلَ أَحْمَرُ ، فَظَهَرَ أَوَّلُ فَارِسٍ ، فَصَرَعَهُ ، وَانْهَزَمُوا وَغَنِمْنَاهُمْ ، قَالُوا : فَابْتَنَيْنَا عَلَيْهِ بَيْتًا ، وَسَمَّيْنَاهُ ذَا الْخَلَصَةِ ، وَكَانَ لا يَقُولُ لَنَا شَيْئًا إِلا كَانَ كَمَا يَقُولُ ، حَتَّى إِذَا كَانَ مَبْعَثُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَنَا يَوْمًا : يَا مَعْشَرَ دَوْسٍ نَزَلَتْ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ ، فَارْكَبُوا ، فَرَكِبْنَا ، فَقَالَ لَنَا : اكْدِسُوا الْخَيْلَ كَدْسًا ، وَاحْشُوا الْقَوْمَ رَمْسًا ، الْقَوْمُ غَدِيَّةً ، وَاشْرَبُوا الْخَمْرَ عَشِيَّةً ، قَالَ : فَلَقِينَاهُمْ فَهَزَمُونَا وَفَضَحُونَا ، فَرَجِعْنَا إِلَيْهِ ، فَقُلْنَا : مَا حَالُكَ ؟ وَمَا الَّذِي صَنَعْتَ بِنَا ؟ فَنَظَرْنَا إِلَيْهِ وَقَدِ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَابْيَضَّتْ أُذُنَاهُ ، وَانْزَمَّ غَضَبًا حَتَّى كَادَ أَنْ يَنْفَطِرَ ، وَقَامَ فَرَكِبْنَا وَاغْتَفَرْنَا هَذِهِ لَهُ ، وَمَكَثْنَا بَعْدَ ذَلِكَ حِينًا ، ثُمَّ دَعَانَا ، فَقَالَ : هَلْ لَكُمْ فِي غَزْوَةٍ تَهَبُ لَكُمْ عِزًّا وَتَجْعَلُ لَكُمْ حِرْزًا ، وَتَكُونُ فِي أَيْدِيكُمْ كَنْزًا ، قُلْنَا : مَا أَحْوَجُنَا إِلَى ذَلِكَ ، فَقَالَ : ارْكَبُوا فَرَكِبْنَا ، وَقُلْنَا : مَا نَقُولُ ؟ قَالَ : بَنُو الْحَارِثِ بْنِ مَسْلَمَةَ ، ثُمَّ قَالَ : قِفُوا ، فَوَقَفْنَا ، ثُمَّ قَالَ : عَلَيْكُمْ بِفَهْمٍ ، ثُمَّ قَالَ : لَيْسَ لَكُمْ فِيهِمْ دَمٌ ، عَلَيْكُمْ بِمُضَرَ هُمْ أَرْبَابُ خَيْلٍ وَنَعَمٍ ، ثُمَّ قَالَ : لا رَهْطُ دُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ ، قَلِيلُ الْعَدَدِ وَفِيُّ الذِّمَّةِ ، ثُمَّ قَالَ : لا ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِكَعْبِ بِنْ رَبِيعَةَ ، وَاشْكُرُوهَا ضَيْعَةَ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ فَلْيَكُنْ بِهِمُ الْوَقِيعَةُ ، قَالَ : فَلَقِينَاهُمْ فَهَزَمُونَا وَفَضَحُونَا ، فَرَجَعْنَا ، وَقُلْنَا : وَيْلَكَ مَاذَا تَصْنَعُ بِنَا ؟ قَالَ : مَا أَدْرِي ؟ كَذَّبَنِي الَّذِي كَانَ يَصْدُقُنِي ، اسْجِنُونِي فِي بَيْتِي ثَلاثًا ، ثُمَّ ائْتُونِي . فَفَعَلْنَا بِهِ ذَلِكَ ، ثُمَّ أَتَيْنَا بَعْدَ ثَالَثَةٍ فَفَتَحْنَا عَنْهُ ، فَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ جَمْرَةُ نَارٍ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ دَوْسٍ حُرِسَتِ السَّمَاءُ ، وَخَرَجَ خَيْرُ الأَنْبِيَاءِ ، قُلْنَا : أَيْنَ ؟ قَالَ : بِمَكَّةَ , وَأَنَا مَيِّتٌ فَادْفِنُونِي فِي رَأْسِ جَبَلٍ ، فَإِنِّي سَوْفَ أَضْطَرِمُ نَارًا ، وَإِنْ تَرَكْتُمُونِي كُنْتُ عَلَيْكُمْ عَارًا ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ اضْطِرَامِي وَتَلَهُّبِي فَاقْذِفُونِي بِثَلاثَةِ أَحْجَارٍ ، ثُمَّ قُولُوا مَعَ كُلِّ حَجَرٍ : بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَهْدَأُ وَأُطْفَأُ ، قَالَ : وَإِنَّهُ مَاتَ فَاشْتَعَلَ نَارًا ، فَفَعَلْنَا بِهِ مَا أَمَرَ ، وَقَذَفْنَاهُ بِثَلاثَةِ أَحْجَارٍ ، نَقُولُ مَعَ كُلِّ حَجَرٍ : بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ ، فَخَمَدَ وَطُفِئَ ، وَأَقَمْنَا حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا الْحَاجُّ ، فَأَخْبَرُونَا بِمَبْعَثِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة