جارية بيننا يقال لها خلصة ولم نعلم عليها الا خيرا اذ جاءتنا فقالت يا معشر دوس العجب ا...


تفسير

رقم الحديث : 2

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِيُّ ، قَالَ : ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْبَخْتَرِيِّ وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ ذِي سَحَائِبَ وَرِيَاحٍ ، وَنَحْنُ مُلْتَفُّونَ حَوْلَهُ ، فَسَمِعْنَا صَوْتًا لا نَرَى شَخْصَهُ ، وَهُوَ يَقُولُ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ ، وَقَالَ : " رُدُّوا عَلَى أَخِيكُمُ السَّلامَ " . قَالَ : فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَنْتَ ؟ " . قَالَ : أَنَا عُرْفُطَةُ بْنُ شِمْرَاخٍ أَحَدُ بَنِي نَجَاحٍ ، أَتَيْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُسْلِمًا ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَرْحَبًا بِكَ يَا عُرْفُطَةُ ، اظْهَرْ لَنَا رَحِمَكَ اللَّهُ فِي صُورَتِكَ " . قَالَ سَلْمَانُ : فَظَهَرَ لَنَا شَيْخٌ أَزَبُّ أَشْعَرُ قَدْ لَبِسَ وَجْهَهُ شَعْرٌ غَلِيظٌ مُتَكَاثِفٌ قَدْ وَارَاهُ ، وَإِذَا عَيْنَاهُ مَخْفُوقَتَانِ طُولا ، وَلَهُ فَمٌ فِي صَدْرِهِ فِيهِ أَنْيَابٌ بَادِيَةٌ طِوَالٌ ، وَإِذَا لَهُ فِي مَوْضِعِ الأَظْفَارِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ مَخَالِبُ كَمَخَالِبِ السِّبَاعِ ، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ اقْشَعَرَّتْ جُلُودُنَا ، وَدَنَوْنَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ الشَّيْخُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ابْعَثْ مَعِي مَنْ يَدْعُو جَمَاعَةَ قَوْمِي إِلَى الإِسْلامِ ، وَأَنَا أَرُدُّهُ إِلَيْكَ سَالِمًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ : " أَيُّكُمْ يَقُومُ مَعَهُ فَيُبَلِّغَ الْجِنَّ عَنِّي وَلَهُ عَلَيَّ الْجَنَّةُ ؟ " فَمَا قَامَ أَحَدٌ ، فَقَالَ الثَّانِيَةَ وَثَالِثَةً فَمَا قَامَ أَحَدٌ ، فَقَالَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الشَّيْخِ ، فَقَالَ : " وَافِنِي إِلَى الْحَرَّةِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ أَبْعَثْ مَعَكَ رَجُلا يَفْصِلُ بِحُكْمِي ، وَيَنْطِقُ بِلِسَانِي وَيُبَلِّغُ الْجِنَّ عَنِّي " قَالَ سَلْمَانُ : فَغَابَ الشَّيْخُ ، وَأَقَمْنَا يَوْمَنَا ، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ الآخِرَةَ ، وَانْصَرَفَ النَّاسُ مِنْ مَسْجِدِهِ ، قَالَ : يَا سَلْمَانُ سِرْ مَعِي ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ ، وَعَلِيٌّ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى أَتَيْنَا الْحَرَّةَ ، فَإِذَا الشَّيْخُ عَلَى بَعِيرٍ كَالشَّاةِ ، وَإِذَا بَعِيرٌ آخَرُ عَلَى ارْتِفَاعِ الْفَرَسِ ، فَحَمَلَ عَلَيْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا ، وَحَمَلَنِي خَلْفَهُ ، وَشَدَّ وَسَطِي إِلَى وَسَطِهِ بِعِمَامَةٍ ، وَعَصَبَ عَيْنِي ، وَقَالَ : " يَا سَلْمَانُ لا تَفْتَحَنَّ عَيْنَكَ حَتَّى تَسْمَعَ عَلِيًّا يُؤَذِّنُ ، وَلا يُرَوِّعْكَ مَا تَسْمَعُ ، فَإِنَّك آمِنٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " . ثُمَّ أَوْصَى عَلِيًّا بِمَا أَحَبَّ أَنْ يُوصِيَهُ ، ثُمَّ قَالَ : " سِيرُوا وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ " . فَثَارَ الْبَعِيرُ ، ثُمَّ دَفَعَ سَائِرًا يَدُفُّ كَدَفِيفِ النَّعَامِ ، وَعَلِيٌّ يَتْلُو الْقُرْآنَ ، فَسِرْنَا لَيْلَتَنَا ، حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ أَذَّنَ عَلِيٌّ ، وَأَنَاخَ الْبَعِيرَ ، وَقَالَ : انْزِلْ يَا سَلْمَانُ ، فَحَلَلْتُ عَيْنِي ، وَنَزَلْتُ فَإِذَا أَرْضٌ قَوْدَاءُ لا مَاءَ فِيهَا وَلا شَجَرَ ، وَلا عُودَ وَلا حَجَرَ ، فَلَمَّا بَانَ الْفَجْرُ أَقَامَ عَلِيٌّ الصَّلاةَ ، وَتَقَدَّمَ وَصَلَّى بِنَا أَنَا وَالشَّيْخُ ، وَلا أَزَالُ أَسْمَعُ الْحِسَّ حَتَّى إِذَا سَلَّمَ عَلِيٌّ الْتَفَتُّ ، فَإِذَا خَلْقٌ عَظِيمٌ لا يُسْمِعُهُمْ إِلا الْخَطِيبُ الصَّيِّتُ الْجَهِيرُ ، فَأَقَامَ عَلِيٌّ يُسَبِّحُ رَبَّهُ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ ، ثُمَّ قَامَ فِيهِمْ خَطِيبًا ، فَخَطَبَهُمْ فَاعْتَرَضَهُ مِنْهُمْ مَرَدَةٌ ، فَأَقْبَلَ عَلِيٌّ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ : أَبِالْحَقِّ تُكَذِّبُونَ ؟ وَعَنِ الْقُرْآنِ تَصْدِفُونَ ؟ وَبِآيَاتِ اللَّهِ تَجْحَدُونَ ؟ ثُمَّ رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : بِالْكَلِمَةِ الْعُظْمَى ، وَالأَسْمَاءِ الْحُسْنَى ، وَالْعَزَائِمِ الْكُبْرَى ، وَالْحَيِّ الْقَيُّومِ مُحْيِي الْمَوْتَى ، وَرَبِّ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ ، يَا حَرَسَةَ الْجِنِّ وَرَصَدَةَ الشَّيَاطِينِ خُدَّامِ اللَّهِ الشرهباليين ، ذَوِي الأَرْوَاحِ الطَّاهِرَةِ ، اهْبِطُوا بِالْجَمْرَةِ الَّتِي لا تُطْفَأُ ، وَالشِّهَابِ الثَّاقِبِ ، وَالشُّوَاظِ الْمُحْرِقِ ، وَالنُّحَاسِ الْقَاتِلِ بِ : المص ، وَ وَالذَّارِيَاتِ ، وَ كهيعص ، والطواسين ، وَ يس ، وَ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ، وَ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ، وَ وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ، وَالأَقْسَامِ ، وَالأَحْكَامِ ، وَمَوَاقِعِ النُّجُومِ . لِمَا أَسْرَعْتُمُ الانْحِدَارَ إِلَى الْمَرَدَةِ الْمُتَوَلِّعِينَ الْمُتَكَبِّرِينَ الْجَاحِدِينَ لآيَاتِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، قَالَ سَلْمَانُ : فَحَسَسْتُ بِالأَرْضِ مِنْ تَحْتِي تَرْتَعِدُ ، وَضِعْتُ فِي الْهَوَاءِ وَبِأَسَدٍ قَدِمَ ، ثُمَّ نَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ صُعِقَ لَهَا كُلُّ مَنْ رَآهَا مِنَ الْجِنِّ ، وَخَرَّتْ عَلَى وُجُوهِهَا مَغْشِيًّا عَلَيْهَا ، وَخَرَرْتُ أَنَا عَلَى وَجْهِي ، ثُمَّ أَفَقْتُ ، فَإِذَا دُخَانٌ يَفُورُ مِنَ الأَرْضِ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ النَّظَرِ إِلَى عَبَثَةِ الْمَرَدَةِ مِنَ الْجِنِّ ، فَأَقَامَ الدُّخَانُ طَوِيلا بِالأَرْضِ ، قَالَ سَلْمَانُ : فَصَاحَ بِهِمْ عَلِيٌّ ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَقَدْ أَهْلَكَ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ، ثُمَّ عَادَ إِلَى خُطْبَتِهِ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ وَالْغِيلانِ وَبَنِي شِمْرَاخٍ ، وَآلِ نَجَاحٍ ، وَسُكَّانِ الآجَامِ ، وَالرِّمَالِ ، وَالأَقْفَارِ ، وَجَمِيعِ شَيَاطِينِ الْبُلْدَانِ ، اعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضَ قَدْ مُلِئَتْ عَدْلا كَمَا كَانَتْ مَمْلُوءَةً جَوْرًا ، هَذَا هُوَ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ ، فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ؟ قَالَ سَلْمَانُ : فَعَجِبَتِ الْجِنُّ لِعِلْمِهِ ، وَانْقَادُوا مُذْعِنِينَ لَهُ ، وَقَالُوا : آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِرَسُولِ رَسُولِهِ ، لا نُكَذِّبُ ، وَأَنْتَ الصَّادِقُ الْمُصَدَّقُ ، قَالَ سَلْمَانُ : فَانْصَرَفْنَا فِي اللَّيْلِ عَلَى الْبَعِيرِ الَّذِي كُنَّا عَلَيْهِ ، وَشَدَّ عَلِيٌّ وَسَطِي إِلَى وَسَطِهِ ، وَقَالَ : اعْصِبْ عَيْنَيْكَ وَاذْكُرِ اللَّهَ فِي نَفْسِكَ ، وَسِرْنَا يَدُفُّ بِنَا الْبَعِيرُ دَفِيفًا ، وَالشَّيْخُ الَّذِي قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَامَنَا حَتَّى قَدِمْنَا الْحَرَّةَ ، وَذَلِكَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ ، فَنَزَلَ عَلِيٌّ ، وَنَزَلْتُ ، وَسَرَّحَ الْبَعِيرَ فَمَضَى ، وَدَخَلْنَا الْمَدِينَةَ ، فَصَلَّيْنَا الْغَدَاةَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَآنَا ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ : " كَيْفَ رَأَيْتَ الْقَوْمَ ؟ " قَالَ : أَجَابُوا ، وَأَذْعَنُوا ، وَقَصَّ عَلَيْهِ خَبَرَهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَا إِنَّهُمْ لا يَزَالُونَ لَكَ هَائِبِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ

صحابي

أَبِيهِ

مجهول الحال

يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ

مقبول

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

أَبُو الْبَخْتَرِيِّ وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ

يضع الحديث

عُمَارَةُ بْنُ زَيْدٍ

متهم بالوضع

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِيُّ

وضاع

Whoops, looks like something went wrong.