حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِيُّ ، قَالَ : قَالَ عُمَارَةُ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ مَكَّةَ فِي الْعَامِ الَّذِي رَدَّتْهُ قُرَيْشٌ عَنِ الْبَيْتِ وُهُوَ عَامُ الْحُدَيْبِيَةِ ، فَلَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْحَلَتَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً قَدِمَ عَلَيْهِ بِشْرُ بْنُ سُفْيَانَ الْعَتَكِيُّ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا بِشْرُ هَلْ عِنْدَكَ عِلْمٌ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ عَلِمُوا بِمَسِيرِي إِلَيْهِمْ ؟ " فَقَالَ بِشْرٌ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أُخْبِرُكَ أَنِّي كُنْتُ أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي لَيْلَةِ كَذَا وَكَذَا ، وَسَمَّى اللَّيْلَةَ الَّتِي أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ بِالسَّيْرِ فِيهَا إِلَى مَكَّةَ ، وَقُرَيْشٌ فِي أَنْدِيَتِهَا حَوْلَ الْبَيْتِ إِذْ صَرَخَ صَارِخٌ مِنْ أَعْلَى جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ بِصَوْتٍ أَسْمَعَ أَهْلَ مَكَّةَ بِعِيدَهُمْ وَدَانِيهِمْ ، وَهُوَ يَقُولُ : هُبُّوا فَسَارَ نَحْوَكُمْ مِنَّا صَحَابَتُهُ سِيرُوا إِلَيْهِ وَكُونُوا مَعْشَرًا كُرُمَا بَعْدَ الطَّوَافِ وَبَعْدَ السَّعْيِ فِي مُهِلٍّ وَإِنْ يَحُوزُهُمْ مِنْ مَكَّةَ الْحَرَمَا شَاهَتْ وُجُوهُكُمْ مِنْ مَعْشَرٍ نُكُلٍ لا يُنْصَرُونَ إِذَا مَا جَاوَرُوا صَنَمَا قَالَ : فَمَا هُوَ إِلا أَنْ سَمِعَ الْقَوْمُ ذَلِكَ حَتَّى ارْتَجَّتْ مَكَّةُ ، وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ مِنْهُمْ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ، وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ فِي جَمَاعَةٍ مَعَهُمْ ، فَأَجْمَعُوا عِنْدَ الْكَعْبَةِ ، وَتَحَالَفُوا ، وَتَعَاقَدُوا أَلا تَدْخُلَ عَلَيْهِمْ مَكَّةَ فِي عَامِهِمْ هَذَا ، وَتَرَكْتُهُمْ يَجْمَعُونَ لَكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَّا الْهَاتِفُ الَّذِي سَمِعْتَ فَهُوَ سَلْفَعٌ شَيْطَانُ الأَصْنَامِ يُوشِكُ أَنْ يَقْتُلَهُ اللَّهُ إِنْ شَاءَ ، فَسِرْ إِلَى مَكَّةَ فَلْتَسْمَعْ أَخْبَارَ قُرَيْشٍ ، وَانْظُرْ مَا هُمْ فَاعِلُونَ ، ثُمَّ تَعُودُ إِلَيَّ يُكْسِبُكَ اللَّهُ بِذَلِكَ أَجْرًا " . قَالَ : فَرَجَعَ بِشْرُ بْنُ سُفْيَانَ إِلَى مَكَّةَ ، فَبَيْنَا هُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ رَأَتْهُ قُرَيْشٌ ، فَهَتَفَتْ بِهِ ، فَجَاءَهُمْ ، فَقَالُوا لَهُ : يَا بِشْرُ ، هَلْ عِنْدَكَ عِلْمٌ مِنْ مُحَمَّدٍ ؟ أَتُرَاهُ يُرِيدُ الدُّخُولَ إِلَى مَكَّةَ فِي عَامِهِ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : إِنَّمَا أَنَا كَوَاحِدٍ مِنْكُمْ ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ الْهَاتِفَ الَّذِي هَتَفَ بِكُمْ يُؤْذِنُكُمْ بِذَلِكَ ، وَمَا أَرَى هَذَا حَقًّا ، قَالُوا : بَلَى يَا بِشْرُ إِنَّهُ لَكَائِنٌ ، هَذَا هُبَلُ حَرَّكَنَا لِنُصْرَتِهِ وَالْمُحَامَاةِ عَلَيْهِ ، وَمَا جَرَّبْنَا عَلَيْهِ كَذِبًا قَطُّ ، وَلَيَعْلَمَنَّ محَمَّدٌ إِنْ جَاءَنَا أَنَّهَا الْفَيْصَلُ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا مِنْ أَعْلَى الْجَبَلِ صَوْتًا ، وَهُوَ يَقُولُ : شَاهَتْ وُجُوهُ رِجَالٍ حَالَفُوا صَنَمًا وَخَابَ سَعْيُهُمْ مَا أَقْصَرَ الْهِمَمَا مَا خَيْرٌ فِي حَجَرٍ لا يَسْتَجِيبُ لَهُمْ إِذَا دَعَوْا حَوْلَهُ وَلاهُمْ صَمَمَا إِنِّي قَتَلْتُ عَدُوَّ اللَّهِ سَلْفَعَةَ شَيْطَانَ أَوْثَانِكُمْ سُحْقًا لِمَنْ ظَلَمَا وَقَدْ أَتَاكُمْ رَسُولُ اللَّهِ فِي نَفَرٍ وَكُلُّهُمْ مُحْرِمٌ لا يَسْفِكُونَ دَمَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
أَبِيهِ | الحارث بن نوفل الهاشمي | مختلف في صحبته |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ | عبد الله بن الحارث الهاشمي / توفي في :84 | ثقة |
الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ | عبيد الله بن العلاء | مجهول الحال |
عُمَارَةُ | عمارة بن زيد | متهم بالوضع |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِيُّ | عبد الله بن محمد البلوي | وضاع |