أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ ، نا حَاجِبٌ ، نا رِزْقُ اللَّهِ ، نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ ، نا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ وَكَانَتَا طَعْنَتَيْنِ ، فَخَشِيَ أَنْ يَكُونَ لَهُ ذَنْبٌ إِلَى النَّاسِ لا يَعْلَمُهُ ، فَدَعَا عَبْدَ اللَّهِ وَكَانَ يُحِبُّهُ وَيَأْتَمِنُهُ ، فَقَالَ : أُحِبّ أَنْ تَعْلَمَ عَنْ مَلأٍ مِنَ النَّاسِ كَانَ هَذَا ، فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَتَيْتُ عَلَى مَلأٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا يَبْكُونَ كَأَنَّمَا فَقَدُوا الْيَوْمَ أَبْنَاءَهُمْ ، قَالَ : فَمَنْ قَتَلَنِي ؟ قَالَ : أَبُو لُؤْلُؤَةَ الْمَجُوسِيُّ عَبْدُ الْمُغِيرَةِ بْنُ شُعْبَةَ ، قَالَ : فَرَأَيْنَا الْبِشْرَ فِي وَجْهِهِ ، وَقَالَ : الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَقْتُلْنِي رَجُلٌ يُحَاجُّنِي بـ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَمَا إِنِّي قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ أَنْ تَحْمِلُوا إِلَيْنَا مِنَ الْعُلُوجِ أَحَدًا فَعَصَيْتُمُونِي ، قَالَ : ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ ، وَعَلِيًّا ، وَطَلْحَةَ ، وَالزُّبَيْرَ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، وَسَعْدَ بْنَ مَالِكٍ ، قَالَ : ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِي ، فَلَمَّا جَاءُوا ، قُلْتُ : هَؤُلاءِ قَدْ جَاءُوا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي نَظَرْتُ فِي أُمُورِ النَّاسِ ، فَوَجَدْتُكُمْ أَيُّهَا السِّتَّةُ رُءُوسَ النَّاسِ وَقَادَتَهُمْ ، فَلا يَكُونُ هَذَا الأَمْرُ إِلا فِيكُمْ مَا اسْتَقَمْتُمْ ، وَإِنْ تَسْتَقِيمُوا يَسْتَقِمْ أَمْرُ النَّاسِ ، وَإِنْ يَكُنِ اخْتِلافٌ أَوْ شِقَاقٌ فِيكُمْ ، قَالَ : ثُمَّ نَزَفَهُ الدَّمُ ، قَالَ : فَوَضَعَ رَأْسَهُ ، فَهَمَسُوا بَيْنَهُمْ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُبَايِعُوا رَجُلا مِنْهُمْ ، قَالَ : فَقُلْتُ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَيٌّ بَعْدُ ، وَلا يَكُونُ خَلِيفَتَانِ يَنْظُرُ أَحَدُهُمَا إِلَى الآخَرِ ، فَأَسْمَعْتُهُ ، فَقَالَ لا ، احْمِلُونِي ، فَحَمَلْنَاهُ ، وَقَالَ : تَشَاوَرُوا ثَلاثًا ، وَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ صُهَيْبٌ ، قَالُوا : مَنْ نُشَاوِرُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : وَالأَنْصَارَ ، وَسَرَاةً مِنْ هَاهُنَا مِنَ الأَجْنَادِ ، فَإِنَّكُمْ مُخْتَارُونَ ، ثُمَّ دَعَا بِشَرْبَةٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ ، فَخَرَجَ بَيَاضُ اللَّبَنِ مِنَ الْجُرْحَيْنِ ، فَعَرَفَ وَاللَّهِ تَشَاوَرُونَ الْمُهَاجِرِينَ أَنَّهُ الْمَوْتُ ، فَقَالَ : الآنَ لَوْ كَانَتْ لِيَ الدُّنْيَا كُلُّهَا لافْتَدَيْتُ بِهَا مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ ، وَمَا ذَاكَ وَالْحَمْدُ للَّهِ أَنْ أَكُونَ رَأَيْتُ إِلا خَيْرًا ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَإِنْ يَكُ ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ، أَلَيْسَ قَدْ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعِزَّ اللَّهُ بِكَ الدِّينَ وَالْمُسْلِمُونَ مُخْتَبِئُونَ بِمَكَّةَ ، فَلَمَّا أَسْلَمْتَ أَعَزَّ اللَّهُ بِكَ الدِّينَ وَظَهَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ ، ثُمَّ هَاجَرْتَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَكَانَتْ هِجْرَتُكَ فَتْحًا ، ثُمَّ لَمْ تَغِبْ عَنْ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَتْلِ الْمُشْرِكِينَ ، قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، وَيَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، ثُمَّ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ ، وَارْتَدَّ النَّاسُ عَنِ الإِسْلامِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَازَرْتَ الْخَلِيفَةَ بَعْدَهُ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ ضَرَبْتَهُمْ بِمَنْ أَقْبَلَ مَنْ أَدْبَرَ ، حَتَّى دَخَلَ النَّاسُ فِي الإِسْلامِ طَوْعًا وَكَرْهًا ، ثُمَّ قُبِضَ الْخَلِيفَةُ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ ، ثُمَّ وُلِّيتَ ، فَخَيْرُ مَا يَلِي أَمْرَ النَّاسِ ، فَمَصَّرَ اللَّهُ بِكَ الأَمْصَارَ ، وَجَبَى اللَّهُ بِكَ الأَمْوَالَ ، وَقَفَا اللَّهُ بِكَ الْعَدُوَّ ، وَأَدْخَلَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ بِكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَوَسَّعْتَ فِي دِينِهِمْ ، وَتَوَسَّعْتَ فِي أَرْزَاقِهِمْ ، ثُمَّ خَتَمَ اللَّهُ لَكَ بِالشَّهَادَةِ ، فَهَنِيئًا لَكَ ، قَالَ : فَذَهَبَ النَّاسُ بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ، فَكَرِهَ ذَلِكَ ، وَقَالَ : وَاللَّهِ إِنَّ الْمَغْرُورَ مَنْ تُغِرُّونَهُ ، الْزَقْ خَدِّي بِالأَرْضِ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، قَالَ : فَلَوَيْتُ خَدَّهُ ، فَوَضَعْتُ رَأْسَهُ بَيْنَ فَخِذَيَّ عَلَى سَاقِي ، فَقَالَ : الْزَقْ خَدِّي بِالأَرْضِ ، قَالَ : فَتَرَكْتُ خَدَّهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَى الأَرْضِ ، فَقَالَ : وَيْلَكَ ، وَيْلَ أَبِيكَ عُمَرَ إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَكَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عُمَرَ | عبد الله بن عمر العدوي / توفي في :73 | صحابي |
الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ | مبارك بن فضالة القرشي / توفي في :164 | صدوق يدلس ويسوي |
شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ | شبابة بن سوار الفزاري | صدوق حسن الحديث |
رِزْقُ اللَّهِ | عبد الأكرم بن موسى الناجي | صدوق حسن الحديث |
حَاجِبٌ | حاجب بن مالك الفرغاني | ثقة |