أنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ جَدِّي زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ ، فَمَرَّ بِنَا مُشْرِكٌ مَعَهُ فَرَسٌ ، فَقَوَّمَهُ عِشْرِينَ أَلْفًا ، فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ : " إِنْ شِئْتَ أَعْطَيْنَاكَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفًا وَأَخَذْنَا الفَرَسَ ، وَإِنْ شِئْتَ أَعْطَيْتَنَا أَلْفَيْنِ " . وَكَانَ عَامَلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَالْعَمَلُ عَلَى حَدِيثِ دَاوُدَ بْنِ كُرْدُوسٍ ، أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِمُ الضَّعْفُ مِمَّا عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، أَلا تَسْمَعُهُ يَقُولُ : مِنْ كُلِّ عِشْرِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمٌ ، وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا مَرُّوا بِأَمْوَالِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمٌ ، فَذَلِكَ ضِعْفُ هَذَا ، وَهُوَ الْمُضَاعَفُ الَّذِي اشْتَرَطَهُ عُمَرُ عَلَيْهِمْ ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ أَمْوَالِهِمْ مِنَ الْمَوَاشِي وَالأَرَضِينَ يَكُونُ عَلَيْهَا فِي تَأْوِيلِ هَذَا الْحَدِيثَ الضَّعْفُ أَيْضًا ، فَيَكُونُ فِي كُلِّ خَمْسٍ مِنَ الإِبِلِ شَاتَانِ ، وَفِي الْعَشْرِ أَرْبَعُ شِيَاهٍ ، ثُمَّ عَلَى هَذَا مَا زَادَتْ ، وَكَذَلِكَ الْغَنَمُ وَالْبَقَرُ ، وَعَلَى هَذَا الْحَبُّ وَالثِّمَارُ ، فَيَكُونُ مَا سَقَتْهُ السَّمَاءُ فِيهِ عُشْرَانِ ، وَمَا سُقِيَ بِالْغُرُوبِ ، وَالدَّوَالِي فِيهِ عُشْرٌ ، وَفِي مَذْهَبِ حَدِيثِ عُمَرَ ، وَشَرْطِهِ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكُونَ عَلَى أَمْوَالِ نِسَائِهِمْ وصبيانهم مِثْلَ مَا عَلَى أَمْوَالِ رِجَالِهِمْ . وَكَذَلِكَ يَقُولُ أَهْلُ الْحِجَازِ ، فَقَالُوا أَيْضًا : إِنْ أَسْلَمَ التَّغْلِبِيَّ أَوِ اشْتَرَى مُسْلِمٌ أَرْضَهُ ، تَحَوَّلْتِ الأَرْضُ إِلَى الْعُشْرِ كَسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ . وَخَالَفَهُمْ فِي ذَلِكَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِرَاقِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |