باب استواء الرب تبارك وتعالى على العرش وارتفاعه الى السماء وبينونته من الخلق


تفسير

رقم الحديث : 19

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : " لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا إِذْ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، وَإِذْ لا أَرْضَ وَلا سَمَاءَ ، خَلَقَ الرِّيحَ فَسَلَّطَهَا عَلَى الْمَاءِ حَتَّى اضْطَرَبَتْ أَمْوَاجُهُ وَأَثَارَ رُكَامُهُ ، فَأَخْرَجَ مِنَ الْمَاءِ دُخَانًا وَطِينًا وَزَبَدًا ، فَأَمَرَ الدُّخَانَ فَعَلا ، وَسَمَا ، وَنَمَى ، فَخَلَقَ مِنْهُ السَّمَوَاتِ ، وَخَلَقَ مِنَ الطِّينِ الأَرَضِينَ ، وَخَلَقَ مِنَ الزَّبَدِ الْجِبَالَ " . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَفِي مَا ذَكَرْنَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَفِي هَذِهِ الأَحَادِيثِ بَيَانُ أَنَّ الْعَرْشَ كَانَ مَخْلُوقًا قَبْلَ مَا سِوَاهُ مِنَ الْخَلْقِ ، وَأَنَّ مَا ادَّعَى فِيهِ هَؤُلاءِ الْمُعَطِّلَةُ تَكْذِيبٌ بِالْعَرْشِ ، وَتَخَرُّصٌ بِالْبَاطِلِ ، وَلَوْ شِئْنَا أَنْ نَجْمَعَ فِي تَحْقِيقِ الْعَرْشِ كَثِيرًا مِنْ أَحَادِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَجَمَعْنَا ، وَلَكِنْ عَلِمْنَا أَنَّهُ خَلُصَ عِلْمُ ذَلِكَ ، وَالإِيمَانُ بِهِ إِلى النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ، إِلا إِلَى هَذِهِ الْعِصَابَةِ الْمُلْحِدَةِ فِي آيَاتِ اللَّهِ ، طَهَّرَ اللَّهُ مِنْهُمْ بِلادَهُ ، وَأَرَاحَ مِنْهُمْ عِبَادَهُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو

صحابي