من تعرض للتهمة فلا يلومن من اساء به الظن ومن كتم سره كان الخيار اليه ومن افشاه كان ال...


تفسير

رقم الحديث : 6

حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُؤَمَّلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدَةَ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ : خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ فِي غَزْوَةِ إِفْرِيقِيَّةَ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ جُرْجِيرَ مَلِكِ الْغَرْبِ ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ نَصْرَانِيٌّ ، وَكَانَ يُذْكَرُ بِعَقْلٍ ، قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ : لَوْ بَعَثْتَ إِلَيْهِ مَنْ يُكَلِّمُهُ ، فَبَعَثَنِي وَبَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَمَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ : وَأَنَا أَسَنُّ الْقَوْمِ ، فَلَمَّا جِئْنَا وُضِعَتْ لَنَا وَسَائِدُ وَإِذَا الصُّلْبُ حَوْلَهَا ، فَجَاءَ الْقَوْمُ وَلَيْسَ هُنَاكَ جُرْجِيرُ ، فَجَلَسُوا دُونَ الصُّلْبِ ، وَأَبَوْا أَنْ يَجْلِسُوا وَهِيَ حَوْلَهُمْ ، فَجِئْتُ وَجَلَسْتُ عَلَى تِلْكَ الْوَسَائِدِ وَالصُّلْبُ حَوْلِي ، وَجُرْجِيرُ يَنْظُرُ إِلَيْنَا مِنْ مَنْظَرٍ لا نَرَاهُ ، فَمَكَثْنَا سَاعَةً ، ثُمَّ أُذِنَ لَنَا جَمَاعَةً ، فَعَجِلَوا يُزَاحِمُونَنِي عَلَى الْمَدَخِلِ فَتَأَخَرْتُ عَنْهُمْ ، حَتَّى كُنْتُ وَرَاءَهُمْ ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ وَدَخَلْنَا ، وَلِي جَمَالٌ لَيْسَ لَهُمْ ، نَظَرَ إِلَيَّ فَرَمَانِيٍّ بِطَرْفِهِ فَلَمْ يَبْرَحْ يَتَطرَّحُ بِنَظَرِهِ إِلَيَّ حِينَ جَلَسْتُ دُونَهُمْ ، وَهُمْ أَقْرَبُ إِلَيْهِ ، فَرَأَوْا نَظَرَهُ ، فَرَابَهُمْ بِذَلِكَ فِي أَمْرِهِ ، فَانْتَحَى ابْنُ الزُّبَيْرِ فَبَدَأَ بِالْكَلامِ ، وَالتَّرْجُمَانُ وَجُرْجِيرُ يَفْهَمُ مِنْ ذَلِكَ كَثِيرًا ، وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ يَنْظُرُ إِلَيَّ وَيَرْمُقُنِي ، فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ تَكَلَّمَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ فَقَالَ : أَأَتَكَلَّمُ ؟ فَقُلْتُ : تَكَلَّمْ مَا بَدَا لَكَ . فَتَكَلَّمَ ثُمَّ أَقْبِلَ عَلَيَّ التَّرْجُمَانُ ، فَقَالَ : مَا تَقُولُ أَنْتَ يَا عَرَبَيُّ ؟ قُلْتُ : مَا أَقُولُ إِلا مَا قَالُوا ، فَلْيُجِبْ صَاحِبُكَ مَا بَدَا لَهُ ، وَقَدْ دَعُوهُ . فَقَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي أَرَاهُ أَسَنَّكُمْ وَأَجْمَلَكُمْ ، وَأَرَاكُمْ تُقَدِّمُونَهُ ، أَمَوْلاكُمْ هُوَ ؟ قَالُوا : لا وَاللَّهِ بَلْ هُوَ مِنَّا مِنْ أَنْفُسِنَا . قَالَ : فَضَعِيفٌ هُوَ فَلا تَثِقُونَ بِعَقْلِهِ ؟ فَلِمَ أَرْسَلْهُ مَلِكُكُمْ ؟ قَالُوا : لا وَاللَّهِ بَلْ هُوَ عَاقِلٌ . قَالَ : فَمَا أَنْتُمْ بِحُلَمَاءٍ ، هُوَ أَحَدُكُمْ ، وَلَهُ عَقْلٌ مثل عُقُولِكُمْ ، وَهُوَ أَجْمَلُكُمْ وَأَسَنُّكُمْ ، وَمَلِكُكُمُ الَّذِي أَرْسَلَكُمْ أَضْعَفُ مِنْكُمْ . وَهُوَ يَعْرِفُ هَذَا مِنْكُمْ . فَسَكَتُوا ، فَقُلْتُ لِلتَّرْجُمَانِ : قُلْ لِصِاحِبِكَ أَجِبْنَا بِمَا تُرِيدُ فَنَحْنُ أَعْلَمُ بَأَمْرِنَا ، وَبِمَا نَصْنَعُ بَيْنَنَا . قَالَ : يَقُولُ الْمَلِكُ : حِلْمُكَ هَذَا يَزِيدُنِي بَصِيرَةً فِي حُمْقِ أَصْحَابِكَ . فَرَطَنَ الْمَلِكُ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا التَّرْجُمَانُ ، فَقَالَ : الْمَلِكُ يَقُولُ مَا يَمْنَعُنِي مِنْ جَوَابِكُمْ إِلا أَنَّا لا نَضَعُ جَوَابَنَا إِلا فِي مَوْضِعِهِ ، أَخْبِرُونِي : أَيُّكُمْ أَقْرَبُ بِالْمَلِكِ الأَكْبَرِ ؟ قَالُوا : هَذَا ، لِمَرْوَانَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالُوا : هَذَا ، لابْنِ الزُّبَيْرِ . قَالَ : فَأَيُّكُمْ أَقْرَبُ بِنَبِيِّكُمْ وَأَسَنُّكُمْ وَأَجْمَلُكُمْ ؟ قَالُوا : هَذَا . قَالَ : يَقُولُ الْمَلِكُ : هُوَ أَقْرَبُكُمْ بِنَبِيِّكُمْ وَأَسَنُّكُمْ وَأَجْمَلُكُمْ ، وَجَلَسْتُمْ فَوْقَهُ ، وَتَقَدَّمْتُمْ قَبْلَهُ ! لا تَلْبِثُونَ إِلا قَلِيلا حَتَّى يَتَفَرَّقَ أَمْرَكُمْ ، لا أُرَاجِعُكُمْ بِشَيْءٍ حَتَّى يَتَقَدَّمَ إِلَيَّ وَيَتَكَلَّمَ وَتَتَكَلَّمُونَ بَعْدَهُ . فَقَالَ لِي الْقَوْمُ : تَقَدَّمْ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ ، وَتَكَلَّمْ حَتَّى نَنْظُرَ مَا يَرْجِعُ إِلَيْنَا وَيَقُولُ لَنَا . فَقُلْتُ لِلتَّرْجُمَانِ : أَجِبْ صَاحِبَكَ إِنِّي لا أَقُومُ مِنْ مَجْلِسِي ، وَلا أُعِيهِ كَلامِي ، وَلا أَبْتَدِي أَصْحَابِي . قَالَ : فَلا أُكَلِّمُكُمْ كَلِمَةً . قَدْ قُلْتُ : لا أَفْعَلُ . فَهَلْ أَنْتَ يَا رَجُلُ مُعْتَزِلِيَّ حَتَّى أَلْقَاكُمْ ، فَإِنِّي لا أُحِبُ أُصِيبُكَ . قَالَ : قُلْتُ : مَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَعْتَزِلَكَ . قَالَ : أَتَتَقَبَّلُ كَرَامَتِي مِنْ بَيْنِهِمْ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لا ، إِلا أَنْ تُكْرِمَهُمْ مِثْلِي . قَالَ : هَلْ أَحَدٌ أَقْرَبُ بِنَبِيِّكَ مِنْكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَفَرِحَ بِذَلِكَ وَقَالَ : مَنْ ؟ قُلْتُ : أَبِي . قَالَ : وَحَيٌّ هُوَ أَبُوكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : مَا هُوَ مِنْ نَبِيِّكُمْ ؟ قَالَ : عَمُّهُ . فَفَسَّرَ لَهُ التَّرْجُمَانُ كَيْفَ الْعَمُّ ومَنِ ابْنُهُ . قَالَ : فَمَا شَأْنُ الْمَلِكِ غَيْرِهِ ؟ قُلْتُ : كَانَ هَذَا الْمَلِكُ وَاللَّذَانِ قَبْلَهُ خَرَجُوا مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، حِينَ خَرَجَ مِنْ أَرْضِهِ ، وَلَمْ يَخْرُجْ أَبِي ، وَنَحْنُ نَرَى لِذَلِكَ فَضْلا ، وَتَقدَّمَ مَنْ كَانَ ذَلِكَ . قَالَ : بِئْسَمَا صَنَعْتُمْ ، وَلا يَصْلُحُ أَمْرَكُمْ أَبَدًا ، حَتَّى يَخْرُجَ إِلَيَّ أَهْلُ بَيْتِ النَّبيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، قُومُوا وَلا أُرَاجِعُكُمْ بِكَلَمَةٍ مِمَّا تُرِيدُونَ إِلا أَنْ تُخْبِرَنِي مَا شَأنُكَ ، جَلَسْتَ بَيْنَ الصُّلْبِ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِكَ وَأَنْتَ عَدُوٌ لَهَا ، وَاجْتَنَبَهَا أَصْحَابُكَ ؟ قُلْتُ : لَمْ يُسِيئُوا بِمَا صَنَعُوا ، وَلَمْ أُسِئْ أَيْضًا ، أَمَّا هُمْ فَتَأَذَّوْا بِهَا ، وَأَمَّا أَنَا فَعَلِمْتُ مَجْلِسِي لا يَضُرُّ دِينِي ، وَلَسْتُ مِنَهَا ، وَلَيْسَتْ مِنِّي . قَالَ : مَا يَنْبَغِي إِلا أَنْ تَكُونَ حَبْرَ الْعَرَبِ . فَسُمِّيَ عَبْدُ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ الْحَبْرَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.