خرجت مع عبد الله بن ابي سرح في غزوة افريقية فلما دنا من جرجير ملك الغرب وهو رجل من الروم نصراني وكان يذكر بعقل قلت لعبد الله بن سعد لو بعثت اليه من يكلمه فبعثني وبعث عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم وعبد الله بن عامر بن ربيعة قال عبد الله بن عباس وانا اسن القوم فلما جئنا وضعت لنا وسائد واذا الصلب حولها فجاء القوم وليس هناك جرجير فجلسوا دون الصلب وابوا ان يجلسوا وهي حولهم فجئت وجلست على تلك الوسائد والصلب حولي وجرجير ينظر الينا من منظر لا نراه فمكثنا ساعة ثم اذن لنا جماعة فعجلوا يزاحمونني على المدخل فتاخرت عنهم حتى كنت وراءهم فلما دخلوا عليه ودخلنا ولي جمال ليس لهم نظر الي فرماني بطرفه فلم يبرح يتطرح بنظره الي حين جلست دونهم وهم اقرب اليه فراوا نظره فرابهم بذلك في امره فانتحى ابن الزبير فبدا بالكلام والترجمان وجرجير يفهم من ذلك كثيرا وهو على ذلك ينظر الي ويرمقني فلما فرغ ابن الزبير تكلم مروان بن الحكم ثم اقبل علي عبد الله بن عامر فقال ااتكلم فقلت تكلم ما بدا لك فتكلم ثم اقبل علي الترجمان فقال ما تقول انت يا عربي قلت ما اقول الا ما قالوا فليجب صاحبك ما بدا له وقد دعوه فقال اخبروني عن هذا الرجل الذي اراه اسنكم واجملكم واراكم تقدمونه امولاكم هو قالوا لا والله بل هو منا من انفسنا قال فضعيف هو فلا تثقون بعقله فلم ارسله ملككم قالوا لا والله بل هو عاقل قال فما انتم بحلماء هو احدكم وله عقل مثل عقولكم وهو اجملكم واسنكم وملككم الذي ارسلكم اضعف منكم وهو يعرف هذا منكم فسكتوا فقلت للترجمان قل لصاحبك اجبنا بما تريد فنحن اعلم بامرنا وبما نصنع بيننا قال يقول الملك حلمك هذا يزيدني بصيرة في حمق اصحابك فرطن الملك فاقبل علينا الترجمان فقال الملك يقول ما يمنعني من جوابكم الا انا لا نضع جوابنا الا في موضعه اخبروني ايكم اقرب بالملك الاكبر قالوا هذا لمروان قال ثم من قالوا هذا لابن الزبير قال فايكم اقرب بنبيكم واسنكم واجملكم قالوا هذا قال يقول الملك هو اقربكم بنبيكم واسنكم واجملكم وجلستم فوقه وتقدمتم قبله لا تلبثون الا قليلا حتى يتفرق امركم لا اراجعكم بشيء حتى يتقدم الي ويتكلم وتتكلمون بعده فقال لي القوم تقدم يا ابا العباس وتكلم حتى ننظر ما يرجع الينا ويقول لنا فقلت للترجمان اجب صاحبك اني لا اقوم من مجلسي ولا اعيه كلامي ولا ابتدي اصحابي قال فلا اكلمكم كلمة قد قلت لا افعل فهل انت يا رجل معتزلي حتى القاكم فاني لا احب اصيبك قال قلت ما يحل لي ان اعتزلك قال اتتقبل كرامتي من بينهم قال قلت لا الا ان تكرمهم مثلي قال هل احد اقرب بنبيك منك قلت نعم ففرح بذلك وقال من قلت ابي قال وحي هو ابوك قلت نعم قال ما هو من نبيكم قال عمه ففسر له الترجمان كيف العم ومن ابنه قال فما شان الملك غيره قلت كان هذا الملك واللذان قبله خرجوا مع النبي صلى الله عليه واله حين خرج من ارضه ولم يخرج ابي ونحن نرى لذلك فضلا وتقدم من كان ذلك قال بئسما صنعتم ولا يصلح امركم ابدا حتى يخرج الي اهل بيت النبي صلى الله عليه واله قوموا ولا اراجعكم بكلمة مما تريدون الا ان تخبرني ما شانك جلست بين الصلب من بين اصحابك وانت عدو لها واجتنبها اصحابك قلت لم يسيئوا بما صنعوا ولم اسئ ايضا اما هم فتاذوا بها واما انا فعلمت مجلسي لا يضر ديني ولست منها وليست مني قال ما ينبغي الا ان تكون حبر العرب فسمي عبد الله من ذلك اليوم الحبر
خرجت مع عبد الله بن ابي سرح في غزوة افريقية فلما دنا من جرجير ملك الغرب وهو رجل من ال...