الست من قتلة عثمان قال لا ولكنني ممن حضره فلم ينصره قال وما منعك من نصره قال لم ينصره...


تفسير

رقم الحديث : 22

حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي الأَثْرَمُ ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْخَطَّابِ الأَنْصَارِيُّ ، قَالَ : " فَلَمَّا أَهْذَرَا فِي التَّهَاجِي وَأَفْحَشَا ، كَتَبَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، وَهُوَ الْخَلِيفَةُ يَوْمَئِذٍ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ : أَنْ يَجْلِدَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ سُوطٍ ، قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ لَمْ يَمْدَحْ أَحَدًا قَطُّ إِلا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ . فَكَرِهَ أَنْ يُقدَّمَ عَلَيْهِ بِالضَّرْبِ ، وَكَرِهَ أَنْ يَجْلِدَ ابْنَ عَمِّهِ . فَكَفَّ عَنْهُمَا ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يُوَلِّي سَعِيدًا الْمَدِينَةَ سَنَةً وَمَرْوَانَ سَنَةً . فَلَمَّا كَانَتِ السَّنَةُ الَّتِي يَعْقُبُ فِيهَا سَعِيدٌ مَرْوَانَ . قَالَ : فَأَخَذَ مَرْوَانُ ابْنَ حَسَّانٍ فَضَرَبَهُ مِائَةَ سَوطٍ ، وَلَمْ يَضْرِبْ أَخَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَكَمِ . وَكَانَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ الأَنْصَارِيِّ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ ، وَكَانَ أَثِيرًا عِنْدَهُ مَكِينًا ، فَلَمْ يِلْتَفِتْ إِلَى ابْنِ حَسَّانٍ ، وَإِلَى مَا صُنِعَ بِهِ . قَالَ : فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابنُ حَسَّانٍ يُعَاتِبُهُ : لَيْتَ شِعْرِي أَغَائِبٌ أَنْتَ بِالشَّامِ خَلِيلِي أَمْ رَاقِدٌ نَعْمَانُ أَيَّةُ مَا يَكُنْ فَقَدْ يَرْجِعُ الْغَائِبُ يَوْمًا وَيُوقَظُ الْوَسْنَانُ إِنَّ عَمْرًا وَعَامِرًا أَبَوَيْنَا وَحَرَامًا قِدَمًا عَلَى الْعَهْدِ كَانُوا أَفَهُمْ مَانِعُوكَ أَمْ قِلَّةُ الْكُتَّابِ أَمْ أَنْتَ عَاتِبٌ غَضْبَانُ جَفاءٌ أمْ أَعْوَزَتْكَ الْقَرَاطِيسُ أَمْ أَمْرِي بِهْ عَلَيْكَ هَوَانُ يَوْمَ أُنْبِئْتَ أَنَّ سَاقِيَ رُضَّتْ وَأَتَاكُمْ بِذَلِكَ الرُّكْبَانُ ثُمَّ قَالُوا إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ فِي بَلَوى أُمُورٍ أَتَى بَهَا الْحَدَثَانُ فَتَئِطُّ الأَرْحَامُ وَالْوُدُّ وَالصُّحْبَةُ فِيمَا أَتَتْ بِهِ الأَزْمَانُ أَوَ تَرَى إِنَّمَا الْكِتَابُ بَلاغٌ لَيْسَ فِيهِ لِبَيِّعٍ أَثْمَانُ إِنَّمَا الرُّمْحُ فَاعْلَمَنَّ قَنَاة أَوْ كَبَعْضِ الْعِيدَانِ لَوْلا السِّنَانُ لا يُهِينَنِّي عَلَيْكَ بِأَنِّي ضِمْنُ النَّسَاقِ قَدْ يَصِحُّ الضَّمَانُ وَاعْلَمْ أَنِّي أَنَا أَخُوكَ وَأَنِّي لَيْسَ مِثْلِي أَزْرَى بِهِ الأَخَوَانُ وَاعْلَمْ أَنِّي بَتَلْتُ مِنِّي يَمِينًا وَقَلِيلٌ فِي ذَلِكَ الأَيْمَانُ لا تَرَى مَا حَيِيتُ مِنِّي كِتَابًا غَيْرَ هَذَا حَتَّى يَزُولَ أَبَانُ أَوْ يَزُولَ الشَّنْطِيُّ مِنْ جَبَلِ الثَّلْجِ وَيَضْحَى صَحَارِيًا لُبْنَانُ أَوْ تُرَى الْقُورُ مِنْ عَبَاثِرَ بِالشَّامِ وَيَضْحَى مَكَانَهَا حَوْرَانُ أَوْ أَرَى فِي الْكِتَابِ مِنْكَ ثَلاثًا مُدْرِجَاتٍ لِشَدِّهِنَّ قِرَانُ إِنَّمَا الْوُدُّ وَالنَّصِيحَةُ فِي الْقَلْبِ وِلَيْسَتْ بِمَا يَصُوغُ اللِّسَانُ إِنَّ شَرَّ الصَّفَاءِ مَا زَوَّقَ الْحُبُّ فَيَبْدُو وَتَحْتَهُ الشَّنَآنُ فَأَجَابَهُ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ : لَيْسَ فَاعْلَمْ أَخُوكَ يَغْتَرُّ بِالنَّوْمِ وَلَكِنْ مُحَرِّشٌ يَقْظَانُ إِنَّ جَدِّي الَّذِي انْتَمَيْتُ إِلَيْهِ كَانَ فِي النَّاسِ شَبَهُهُ الأَضْحَيَانُ قَمَرُ الْبَدْرِ بَازِغًا إِذَا تَجَلَّى لَيْسَ مِنْ دُونِ مُجْتَلاهُ جِنَانُ إِنَّ عَمَرًا وَعَامِرًا أَبَوَيْنَا وَرِثَ الْمَجْدُ عَنْهُمَا حَسَّانُ شَيَّدَ الْمَجْدَ بِالْفِعَالِ فَأَضْحَى وَهُوَ مِنْ دُونِ مُرْتَقَاهُ الْعَنَانُ إِنَّ وَصْفِي وَمَشْهَدِي وَمُقَامِي لَكَرِهْنٌ تَهَابُهُ الأَرْكِانُ قَالَ : ثُمَّ دَخَلَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ : كَتَبْتَ إِلَى سَعِيدٍ أَنْ يَضْرِبَ ابْنَ الْحَكَمِ وَابْنَ حَسَّانٍ ، فَلَمْ يَفْعَلْ ، فَلَمَّا قَدِمَ أَخُوهُ ضَرَبَ ابن حَسَّانً ، وَتَرَكَ أَخَاهُ . قَالَ : فَمَا تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ تَضْرِبَهُ كَمْا كَتَبْتَ ، وَكَمْا كُنْتَ أَمَرْتَ ، قَالَ : فَكَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ بِعَزِيمَةٍ ، وَسَرَّحَ فِي ذَلِكَ رَجُلا أَنْ يَضْرِبَ ابْنَ الْحَكَمِ مِائَةً ، وَبَعَثَ إِلَى ابْنِ حَسَّانٍ بِحُلَّةٍ ، قَالَ : فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى مَرْوَانَ دَسَّ إِلَى ابْنِ حَسَّانٍ وَهُوَ فِي السِّجْنِ : إِنِّي مُخْرِجُكَ ، وَإِنَّمَا أَنَا بِمَنْزِلَةِ وَالِدِكَ ، وَإِنَّمَا كَانَ مَا كَانَ مِنِّي إِلَيْكَ أَدَبًا لَكَ وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ ابْنُ حَسَّانٍ : مَا بَدَا لِابْنِ الزَّرْقَاءِ فِي هَذَا ؟ وَاللَّهِ مَا هَذَا إِلا لَشَيْءٍ قَدْ جَاءَهُ . وَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ . فَبَلَّغَ الرَّسُولُ مَرْوَانَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِالْحُلَّةِ ، فَأَعَادَ إِلَيْهِ الرَّسُولُ ، فَلَمْ يَقْبَلْ ، وَطَرَحَ الْحُلَّةَ فِي الْحَشِّ ، فَقِيلَ لَهُ : حُلَّةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ تَرْمِي بِهَا فِي الْحَشِّ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَمَا أَصْنَعُ بِهَا ؟ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ ، فَقَالَ : قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يِفْعَلْ مَا فَعَلَ إِلا لِأَمْرٍ قَدْ حَدَثَ . فَقَالَ الرَّسُولُ لِمَرْوَانَ : مَا تَصْنَعُ بِهَذَا ؟ قَدْ أَبَى أَنْ يَعْفُوَ ، فَهَلُمَّ ابْنَ الْحَكَمِ ، فَبَعَثَ مَرْوَانُ إِلَى الأَنْصَارِ ، فَطَلَبَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَطْلُبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضْرِبَهُ خَمْسِينَ . فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ ، فَلَقِيَ ابْنَ حَسَّانٍ بَعْضُ مَنْ كَانَ لا يَهْوَى مَا نزل بِهِ مِنْ ذَلِكَ . فَقَالَ لَهُ : ضَرَبَكَ مِائَةً وَتَضْرِبُهُ خَمْسِينَ . بِئْسَ مَا صَنَعْتَ إِذْ وَهَبْتَهَا لَهُ . قَالَ : إِنَّهُ عَبْدٌ ، وَإِنَّمَا ضَرَبْتُهُ مَا يُضْرَبُ الْعَبْدُ ، نِصْفُ مَا يُضْرَبُ الْحُرُّ . فَحُمِلَ هَذَا الْكَلامُ حَتَّى شَاعَ بِالْمَدِينَةِ ، وَبَلَغَ ابْنَ الْحَكَمِ ، فَشَقَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ ، وَأَتَى أَخَاهُ مَرْوَانَ فَأَعْلَمَهُ ذَلِكَ ، وَقَالَ : فَضَحْتَنِي لا حَاجَةَ لِي فِيمَا تَرَكْتَ . فَبَعَثَ مَرْوَانُ إِلَى ابْنِ حَسَّانٍ : لا حَاجَةَ لَنَا فِيمَا تَرَكْتَ ، هَلُمَّ فَاقْتَصَّ ، فَضَرَبَ ابْنَ الْحَكَمِ خَمْسِينَ أُخْرَى . فَقَالَ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ يَهْجُو عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَكَمِ : دعْ ذَا وَعَدِّ قَرِيضَ شِعْرِكَ فِي امْرِئٍ يَهْذِي وَيُنْشِدُ شِعْرَهُ كَالْفَاخِرِ وَاذْكُرْ لَهُ قِطَعَ الشَّرِيطِ وَشِدْخَهُ بِمُهَّنَدٍ مَاضِي الْحَدِيدَةِ بَاتِرِ قَلِقِ النِّصَالِ مِنَ الْمَغَاوِلِ مُرْهَفٍ ظَمِئٍ كَقَادِمَةِ الْعُقَابِ الْكَاسِرِ وَقَعَدْتَ تَأْكُلُ مَالَهُ وَتَرَكْتَهُ بِالشَّامِ يُنْشِدُ كُلَّ قَصِرٍ عَامِرِ وَتَرَكْتَهَا عَارًا عَلَيْكَ وَسُبَّةً مَا عِشْتَ تُذْكَرُ مثل طَوْقِ الطَّائِرِ عُثْمَانُ عَمُّكُمُ وَلَسْتُمْ مِثْلَهُ وَبَنُو أُمَيَّةَ مِنْكُمُ كَالْآمِرِ وَبَنُو أَبِيكَ سَخِيفَةٌ أَحْلامُهُمْ فُحْشُ النُّفُوسِ لَدَى الْجَلِيسِ الزَّائِرِ جُبُنُ الْقُلُوبِ لَدَى الْحُرُوبِ أَذِلَّةٌ مَا يُقْبِلُونَ عَلَى صَفِيرِ الصَّافِرِ وَسُيُوفُهُمْ فِي الْحَربِ كُلُّ مُفَلَّلِ نَابٍ مَضَارِبُهُ وَدانٍ دَائِرِ أَحَياؤُهُمْ عَارٌ عَلَى أَمْوَاتِهِمْ وَالْمَيِّتُونَ مَسَبَّةٌ لِلْغَابِرِ لَمْ تَنْظُرُونَ إِذَا هَدَرْتُ إِلَيْكُمُ نَظَرَ التُّيُوسِ إِلَى شِفَارَ الْجَازِرِ خُزْرَ الْعِيُونِ مُنَكِّسِي أَذْقَانِكُمْ نَظَرَ الذَّلِيلِ إِلَى الْعَزِيزِ الْقَاهِرِ فَقَالَ : ابْنُ الْحَكَمِ يَهْجُو الأَنْصَارَ : لَقَدْ أَبْقَى بَنُو مَرْوَانَ حُزْنًا مُبِينًا عَارُهُ لِبَنِي سَوَادِ يَطِيفُ بِهِ صَبِيحٌ فِي مَشِيدٍ وَنَادَى دَعْوَةً : يَا بْنَيْ سُعَادِ لَقَدْ أَسْمَعْتَ لَوْ نَادَيْتَ حيًّا وَلَكِنْ لا حَياةَ لِمَنْ تُنَادِي فَأَعْتَنَ أَبُوَ وَاسِعٍ أَحَدُ بَنِي الأَشْعَرِ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ، دُونَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ ، فَهَجَاهُ وَعَيَّرَهُ بَضَرْبِ ابْنِ الْمُعَطَّلِ أَبَاهُ حَسَّانًا عَلَى رَأْسِهِ ، وَعَيَّرَهُمْ بِأَكْلِ الْخُصَى ، فَقَالَ : وَإِنَّ ابْنَ الْمُعَطَّلِ مِنْ سُلَيْمِ أَذَلَّ قِيَادَ رَأْسِكَ بِالْخِطَامِ عَمِدتَ إِلَى الْخُصَى فَأَكَلْتَ مِنْهَا لَقَدْ أَخْطَأْتَ فَاكِهَةَ الطَّعَامِ وَمَا لِلْجَارِ حِينَ يَحِلُّ فِيكُمْ لَدَيْكُمْ يَا بَنِي النَّجَّارِ حَامِ يَظَلُّ الْجَارُ مُفْتَرِشًا يَدَيْهِ مَخَافَتَكُمْ لَدَى مَلَثِ الظَّلامِ وَيَنْظُرُ نَظْرَةً فِي مِذْرَوِيهِ وَأُخْرَى فِي اسْتِهِ وَالطَّرْفُ سَامِ قَالَ : فَلَمَّا عَمَّ بَنِي النَّجَّارِ بِالْهِجَاءِ ، وَلا ذَنْبَ لَهُمْ دَعَوْا اللَّهَ عَلَيْهِ ، فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ أَهْلَهُ ، قَالَ : فَعَرَضَ لَهُ الأَسَدُ فَقَضْقَضَهُ ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ : أَبْلِغْ بَنِي الأَشْعَرِ إِنْ جِئْتَهُمْ مَا بَالُ أَبْنَاءِ بَنِي وَاسِعِ وَاللَّيْثُ يَعْلُوهُ بِأَنْيَابِهِ مُعْتَفِرًا فِي دمِهِ النَّاقِعِ لا يَرْفَعُ الرَّحْمَنُ مَصْرُوعَكُمْ وَلا يُوهِّنُ قُوَّةَ الصَّارِعِ إِذْ تَرَكُوهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمُ بِالنَّسَبِ الدَّانِي وَبِالشَّاسِعِ قَالَ : فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : مَا دَعَا أَحَدٌ لِلأَسَدِ بِخَيْرٍ قَطُّ قَبْلَكَ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ : وَلا يُوهِّنُ قُوَّةَ الصَّارِعِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.