اللهم بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق احيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفا...


تفسير

رقم الحديث : 24

حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ : " لَمَّا كَانَتْ فِتْنَةُ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ كَلَّمَ أَهْلُ مَكَّةَ عُثْمَانَ بْنَ شَيْبَةَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ أَنْ يَتَوَلَّى أَمْرَهُمْ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَى خَلِيفَةٍ فَفَعَلَ ، وَكَلَّمَ أَهْلُ الطَّائِفِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ وَسَأَلُوهُ أَنْ يَقُومَ بِأَمْرِهِمْ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَى خَلِيفَةٍ فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ ، فَجَاءَ إِذْنُهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَقَالَ : هَذَا عَنْبَسَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بِالْبَابِ . فَقَالَ : ائْذَنْ لَهُ . فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ سَكْرَانُ ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ ابْنَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، وَهِيَ امْرَأَتُهُ ، فَجَعَلَ عَنْبَسَةُ يَنْظُرُ إِلَى جَلا يَعْنِي كُوَّةً فِي الْبَيْتِ وَيَثِبُ إِلَيْهِ لِمَا بِهِ مِنَ السُّكْرِ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدِ : مَا ابْتُلِيتُ بِذَا اللَّيْلَةِ . فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : وَاللَّهِ مَا جَنَى جِنَايَةً قَطُّ . وَهُوَ أَخُو أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَرَى أَنْ تَسْتُرَ عَلَيْهِ ، وَتُخَلِّيَ سَبِيلَهُ . قَالَ : لا وَاللَّهِ ، لا أُبْطِلُ حَدًّا مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ، فَأَرْسَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَالِدٍ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَكَانَ بِالطَّائِفِ . فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي رَبِيعَةَ : لأَيِّ شَيْءٍ بَعَثْتَ إِلَيَّ ؟ قَالَ : بَعَثْتُ إِلَيْكَ لِتَنْظُرَ إِلَى عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَتَشْهَدَ عَلَى سُكْرِهِ . فَقَالَ : لا وَصَلَتْكَ رَحِمٌ ، مَا كَانَ هَهُنَا أَحَدٌ أَهْوَنَ عَلَيْكَ مِنِّي . فَقَالَ : لا ، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ هَهُنَا أَحَدٌ أَوْثَقَ فِي نَفْسِي مِنْكَ . قَالَ : أَمَا إِذَا فَعَلْتَ فَابْعَثْ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ ، فَبَعَثَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ ، فَأَشْهَدَهُ أَيْضًا عَلَيْهِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَلَدَهُ الْحَدَّ ، فَلمَا وَلِيَ مُعَاوِيَةُ قَدِمَ عَلَيْهِ عَنْبَسَةُ أَخُوهُ ، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، فَبَعَثْ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيدٍ ، وَإِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةِ ، وَإِلَى الثَّقَفِيِّ ، فَدَسَّ إِلَى الثَّقَفِيِّ ، وَإِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنْ يُكَذِّبَ نَفْسَهُ لِيُبْطِلَ الْحَدَّ ، فَأَبَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَرَجَعَ الثَّقَفِيُّ عَنْ شَهَادَتِهِ ، فَمَكَثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ أُسَيدٍ بِبَابِ مُعَاوِيَةَ سَنَةً لا يُأْذَنُ لَهُمَا ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ أَحْرَمَ يَوْمَ جُمُعَةٍ ، وَمُعَاوِيَةُ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ ، أَنْ لا وَلا كَرَامَةَ ، وَاللَّهِ مَا اسْتَأْذَنْتَنِي ، وَلا أَذِنْتُ لَكَ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَلَيْسَ ذَاكَ لَكَ ، إِنَّمَا بَعَثْتَ إِلَيَّ فَسَأَلْتَنِي عَنْ أَمْرٍ ، فَأَخْبَرْتُكَ بِعِلْمِي فِيهِ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَانْصَرَفَ إِلَى مَكَّةَ ، وَبَقِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدٍ سَنَةً أُخْرَى ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَهُ فِي الرِّجُوعِ إِلَى مَكَّةَ حَاجًّا ، فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدٍ ، فَسَأَلَهُ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ قَطَائِعُ كَانَ أَخَذَهَا بِسَبَبِ عَنْبَسَةَ ، فَلَمْ يَرُدَّهَا عَلَيْهِ ، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَالِدٍ خَرَجَ إِلَى الْعِرَاقِ ، وَعَلَيْهَا زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، فَحَضَرَتْ زِيَادًا الْوَفَاةُ ، فَاسْتَخْلَفَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَالِدٍ عَلَى عَمَلِهِ ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ : لا وَاللَّهِ ، لا نَسْتَعْمِلُهُ ، لا عَلَى صِلاتِهَا ، وَلا عَلَى خَرَاجِهَا . ثُمَّ اسْتَعْمَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ابْنَ أُمِّ الْحَكَمِ الثَّقَفِيَّ ، فَأَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدٍ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ أَلْفَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، وَشَخَصَ إِلَى مَكَّةَ ، حَيْثُ بَلَغَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ اسْتَعْمَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ابْنَ أُمِّ الْحَكَمِ ، فَلَمَّا بَلَغَ مُعَاوِيَةُ مَا أُخِذَ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ . قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمْكَنَنِي مِنْهُ ، وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي أَنَّهَا فِي بَيْتِ الْمَالِ ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عَنْبَسَةَ ، فَقَالَ : قَدْ أَمْكَنَكَ اللَّهُ مِنْ ثَأْرِكَ ، وَأَخْبَرَهُ بِمَا قَبَضَ عَبْدُ اللَّهِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ . قَالَ : قَدْ وَلَّيْتُكَ الْحِجَازَ . فَتَهَيَّأَ عَنْبَسَةُ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ يُوَدِّعُهُ . فَقَالَ لَهُ : مَا أَنْتَ صَانِعٌ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ ؟ قَالَ : أَضْرِبُ وَاللَّهِ بِيَدِهِ وَجْهَهُ . فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : بِاسْتِكَ ، بِئْسَ وَاللَّهِ ابِنُ الْعَشِيرَةِ أَنْتَ . بعَبْدِ اللَّهِ تَصْنَعُ هَذَا ؟ وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ عَلَيْهِ حَنِيقًا مُغْتَاظًا ، وَقَدْ عَطَّفَنِي عَلَيْهِ مَا سَمِعْتُ مِنْ عُنْفِكَ بِهِ ، هِيَ لَهُ وَاللَّهِ ، وَلا كَتَبْتُ إِلَيْهِ فِي شِيءٍ مِنْهُ أَبَدًا . لَيْسَ مِثْلُكَ وَلِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ ، قَدْ عَزَلْتُكَ مِنْ عَمَلِكَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.