الائمة من قريش


تفسير

رقم الحديث : 58

حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ مَوْلَى مَنْبُوذٍ ، قَالَ : " عَزَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَنْ مِصْرَ ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ ، فَدَخَلَ عَمْرٌو الْمَدِينَةَ ، فَدَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : كَيْفَ تَرَكْتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ ؟ قَالَ : تَرَكْتُهُ أَمِيرًا عَلَى عَمَلِهِ ، جَاهِلا بِنَفْسِهِ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِشَرِّ عُمَّالِكَ ، قَالَ : شَتَمْتَنَا يَا عَمْرُ ، قَالَ : إِنَّ الْمَعْزُولَ غَضْبَانُ وَلا أَحْسَبُنِي فَعَلْتُ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ كَثُرُوا عَلَيَّ فَاخْرُجْ حَتَّى تَعْذُرَنِي عِنْدَهُمْ . فَخَرَجَ عَمْرٌو ، فَصَلَّى مَعَ النَّاسِ الْعَصْرَ ، فَلَمَّا سَلَّمَ الْإِمَامُ قَامَ إِلَى الْمِحْرَابِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ، يَا مَعَاشِرَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ سَبَقَنِي فَرَأَى قَبْلِي ، وَرَأَيْتُ بَعْدَهُ ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ خَصَاصَةً إِلا أَلْصَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ دُونَ الْمُسْلِمِينَ ، وَلا رَأَيْتُ خَيْرًا قَطُّ إِلا عَمَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ ، أَوَ كَذَاكَ ذَاكَ ، وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، فَجَزَاهُ اللَّهُ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ خَيْرًا . قَالَ : ثُمَّ وَلِيَكُمْ أَبُو بَكْرٍ ، فَسَارَ بِسِيرَتِهِ ، وَحَذَا حَذْوَهُ ، وَسَلَكَ سَبيِلَهُ ، وَشَمَّرَ فِي أَمْرِ اللَّهِ ، حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ، فِي خَلْقٍ ثَوِيبٍ ، مَا لَهُ رِدَاءٌ ، أَفَكَذَاكَ ذَاكَ ، وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، فَرَحِمَهُ اللَّهُ ، وَجَزَاهُ عَنِ الأُمَّةِ خَيْرًا . قَالَ : ثُمَّ وَلِيَكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ابْنُ حَنْتَمَةَ ، عُمَرُ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، فَبَعَجَتْ لَهُ الأَرْضُ أَمْعَاءَهَا ، وَفَلَذَتْ لَهُ كَبِدَهَا ، وَنَكَتَتْ لَهُ مُخَّتَهَا ، وَأَبْرَزَتْ لَهُ شَحْمَتَهَا ، وَتَزَيَّنَتْ لَهُ بِزُخْرُفِهَا ، وَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِ جُودًا ، وَوَلَدَتْ لَهُ تَمَامًا ، فَدَرَّتْ لَهُ غَزْرًا ، فَقَبَضَ مِنْهَا قَبْضًا ، وَمَصَّ ثَدْيَهَا مَصًّا ، وَمَشَى فِي ضَحْضَاحِهَا ، وَتَنَكَّبَ غَمْرَتَهَا مُشَمِّرًا إِزَارَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنْهَا ، وَمَا ابْتَلَّتْ قَدَمَاهُ ، أَوَ كَذَاكَ ذَاكَ . وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، فَرَحِمَهُ اللَّهُ ، وَجَزَاهُ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ خَيْرًا . قَالَ : ثُمَّ وَلِيَكُمْ مِنْ بَعْدِهِ عُثْمَانُ ، فَعَرَفْتُمْ وَأَنْكَرْتُمْ ، وَقَالَ وَقُلْتُمْ ، تَلُومُونَهُ وَيَعْذِرُ نَفْسَهُ . قَالُوا : فَمَهْ ؟ قَالَ : فَارْفِقُوا بِهِ ، فَإِنَّ الْكَسِيرَ يُجْبَرُ ، وَإِنَّ الْحَسِيرَ يَبْلُغُ ، وَإِنَّ الْهَزِيلَ يَسْمِنُ . أَقُولُ قُوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ . قَالَ : فِقِيلَ لِعُثْمَانَ : مَا بَلَغَ مِنْكَ أَحَدٌ مَا بَلَغَ عَمْرٌو . فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ ، قَالَ : يَا عَمْرُو ، قَمِلَتْ فَرْوَتُكَ مُنْذُ عَزَلْنَاكَ عَنْ مِصَرَ . قَالَ : إِنَّكَ إِمَامٌ ، وَلا يجمُلُ بِي شَتْمُكَ ، وَلَقَدْ قُلْتُ بِأَحْسَنَ مَا حَضَرَنِي ، وَلَوْ حَضَرَنِي غَيْرُ ذَلِكَ لَفَعَلْتُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.