وأنشدنا الحاتمي ، أنشدنا ابن السمعاني ، أنشدنا أبو سعد الزوزني ، أنشدنا منصور بن الفضل لنفسه : لو كنت أشفق من خصيب بنان ما زرت حيكم بغير أمان ما صبوة دبت إلي خديعة كالخمر تسرق يقظة النشوان انظر فما غض الجفون بنافع قلبًا يرى ما لا ترى العينان ولذاك عنفني النصوح فلم أقل إن الصبا شيطانه أغراني فعلمت أن الحب فيه غواية مغتالة للشيب والشبان ما فوق إعجاز الركاب رسالة تلهى ففيم مجيئه الركبان عذرا فلو علموا جواك لسالموا غزلان وحره عن غصون البان قولا لكثبان العقيق تطاولي دون الحمى امددك بالطمحان ولتنفس الرجل زفرة مدنف إن لم يغثه الدمع بالهملان عجز الفريق وكل طرف أثرهم متعثر اللحظات بالأطعان وكأنما ردي يوم لقيتها بالدمع قد نسجا من الأجفان كلف بخلدي الذي يستطيعه هل في إلا قدرة الإنسان ولئن صببت عَلَى الهوى بحشاشتي فالحب شر متألف حيوان يدري الذي نصح الفؤاد بنيله أن قدر رمى كشحيه حين رماني لو لم تكن عفرت عَلَى أطلالهم عيني لما سفحت بأحمر قاني متأولين عَلَى الجفون تحننًا فالدمع يمطرهم بذي الوان ولو أنه ماء لقالوا دمعة ريق وجفنا عينا شفتان ظمأي إلى ماء النقيب لأنه ورد الكمى ومناهل الأغصان ولنعم هينمة النسم محدثًا عن طيب ذاك الجنب والأردان إن لم يكن سهل اللوى وحزونه وطني فإن أنيسه خلاني ولو أنهم جلوز وود بحلبه كلغي وقلت لدار بالجيران علق يلاعب بي ورب لبانة شامية شغفت فؤاد يمان هل يبلغني دراهم مذمومة بالشوق موقرة من الأشجان فعسى أميل إلى القباب مناجيًا بضمائر ثقلت عَلَى الكتمان وأطارد المقل اللواتي بفتكها تملي علي مقاتل الفرسان متجاذبين من الحديث طرائفا يصغي لطيب سماعها النضوان كرر لحاظك في الخدوج فبعدها هيهات أن يتجاوز الحيان من بعد ما أرغمت أنف رقيبهم حتفا وحضت حمية الغيران وطرقت أرضهم وتحت سمائها عدد النجوم أسنة الخرسان أرض جداولها السيوف وعشبها نبع وما ذكروا من المران في معشق عشقوا الدخول آثروا شرب الدماء بها عَلَى الألبان قوم إذا خبأ الضيوف جفانهم ردت عليهم ألسن النيران .