أنبأنا عَبْد الوهاب بْن علي الأمين ، قَالَ : كتب إلي السيد أَبُو الغنائم حمزة بْن هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن العلوي ، أنبأ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الشادياخي ، قراءة عَلَيْهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ الحاكم أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحافظ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ علي بْن أَحْمَد بْن أسد الأديب البغدادي ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي غير واحد من مشايخنا بالعراق يسندونه إلى عَبْد اللَّه بْن طاهر ، أَنَّهُ كتب من خراسان إلى أمير المؤمنين المأمون : بسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم : بعدت داري عن ظل أمير المؤمنين ، وإن كنت كيف تصرفت بي الأمور لا ثقنا إلا بِهِ ، وَقَدْ أسند إلى حضرة أمير المؤمنين شوقي لأتشرف لخدمته ، وأتجمل بمجلسه ، وأتزين لخطابه ، وألقح عقلي بحسن آدابه ، ولا شيء آثر عندي من قربه ، وإن كنت فِي سعة عيش وهبه اللَّه لي بِهِ ، فإن رأي أمير المؤمنين أن يأخذ لي فِي ورود حضرته لأجدد عهد المنعم علي ، وأتهنأ بنعمة أسداها إليَّ فعل محسنًا إن شاء اللَّه . فلما قَرَأَ أمير المؤمنين كتابه وقع فِيهِ : قربك يا أبا الْعَبَّاس إليَّ حبيب ، وأنت مني حيث كنت علي قريب ، وإنما بعدت دارك نظرًا لَكَ وسموا بك ورغبة فيك ، فاتبع قول الشَّاعِر : رَأَيْت دنو الدار ليس بنافع إِذَا كَانَ ما بين القلوب بعيد .
الأسم | الشهرة | الرتبة |