وأخبرني الحاتمي ، أنشدنا ابن السمعاني ، أنشدنا أبو الحسن بن عبد السلام ، أنشدنا أبو منصور بن الفضل ، لنفسه : شدوا عَلَى ظهر الصبي رحلي إن الشباب مطية الجهل إن أخرت نفسي إلى أمد دبرتها في الشيب بالعقل إن المغرب في مواطنه من عاش في الدنيا بلا خل وذا الفؤاد ثوى بلا وطر فكأنه ربع بلا أهل من للظباء سواي يقنصها إن أسكرتني خمرة العدل أوغلت في حوض أنفا للقلب أن يبقى بلا شغلي وخدرت سلوانا فسمتهم أن يحرموني لذة الوصل فضلت دموعي عن مدى حزني فنكيت من قتل الهوى قتلي ما من ذوي شجن يكتمه إلا أقول متيم مثلي يخفى ولا يخفى علي نظري علم الخضوع ومبسم الذل يا فاتكا أضراه أن له قتل بلا قود ولا عقل لم لا تريق دما وصاحبه لك جاعل في أوسع الحل بعد الغزلان الحدور لقد كحلت مهاجرهن بالختل يرمين في ليل الشباب لكي يخفى علي مواقع النبل لو لم يرد بي السوء خالفها ما ضم بين الحسن والبخل أقذف عدوك إن أردت به دهيا من الأعين النجل يبلغن كل العنف في لطف وسلن أقصى الجد بالهزل هبهم لو وعدوني فطيفهم من ذا لحسن عَلَى مطل قد كنت أنهكه معاقبه لولا أذكاري حربه الرسل وعهودهم بالرمل قد نقضت وكذاك ما بيني عَلَى الرمل إذا أزمعوا صرنا فلم عقدوا يوم الكتيب بحبلهم حبلي لا توثق إلا سواء بينهم إلا رشا الفاحم الرحل كيف الخلاص ومن قدودهم وخدودهم ونهودهم عقلي واذا الهوى ربط النفوس فما يغنيك حل يد ولا رجل صحبي الأولي أرخوا مطيهم حتى أناخوها بذي الأثل من يطلع شرفا فيعلم لي هل روح الرعيان بالإبل أم قعقعت عمد الخيام أم ارتفعت قناتهم على النزل أم غرد الحادي بقافية منها غراب البين يستملي إني أخادر من رحيلهم ما خادرت أم من الثكل إن كان ذاك فصادفوا نقما يعمي الدليل به عن السبل .