حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، عَنِ ابْنِ غَزِيَّةَ ، قال : " كَانَتْ لِبَنِي قَيْنُقَاعٍ سُوقٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَقُومُ فِي السَّنَةِ مِرَارًا ، وَكَانَتْ عِنْدَ مَسْجِدِ الذَّبْحِ إِلَى الآطَامِ الَّتِي خَلْفَ النَّخْلِ ، فَهَبَطَ إِلَيْهَا نَابِغَةُ بَنِي ذُبْيَانَ يُرِيدُهَا ، فَأَدْرَكَ الرَّبِيعَ بْنَ أَبِي حَقِيقٍ هَابِطًا مِنْ قَرْيَتِهِ يُرِيدُهَا ، فَتَسَايَرَا ، فَلَمَّا أَشْرَفَا عَلَى السُّوقِ ، سَمِعَا الضَّجَّةَ ، وَكَانَتْ سُوقًا عَظِيمَةً يَتَفَاخَرُ النَّاسُ بِهَا ، وَيَتَنَاشَدُونَ الأَشْعَارَ ، فَحَاصَتْ نَاقَةُ النَّابِغَةِ ، حِينَ سَمِعَتِ الصَّوْتَ ، فَزَجَرَهَا وَأَنْشَأَ ، يقول : كَادَتْ تُهَدُّ مِنَ الأَصْوَاتِ رَاحِلَتِي ، أَجِزْ يَا رَبِيعُ ، فقال : وَالثَّغْرُ مِنْهَا إِذَا مَا أَوْجَسَتْ خَلِقُ ، فقال النَّابِغَةُ : لَوْلا أُنَهْنِهُهَا بِالسَّوْطِ لانْتَزَعَتْ ، أَجِزْ يَا رَبِيعُ ، فقال : مِنِّي الزِّمَامَ وَإِنِّي رَاكِبٌ لَبِقُ ، فقال النَّابِغَةُ : قَدْ مَلَّتِ الْحَبْسَ بِالآطَامِ وَاشْتَعَفَتْ ، أَجِزْ يَا رَبِيعُ ، فقال : تُرِيغُ أَوْطَانَهَا لَوْ أَنَّهَا عَلَقُ ، فقال : لا تَعْجَلْ تَهْبِطُ السُّوقَ وَتَلْقَى أَهْلَهَا ، فَإِنَّكَ سَتَسْمَعُ شِعْرًا لا تُقَدِّمُ عَلَيْهِ شِعْرًا ، فقال : شِعْرُ مَنْ ؟ قال : حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ ، قال : فَقَدِمَ النَّابِغَةُ السُّوقَ ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ ، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَاعْتَمَدَ عَلَى يَدَيْهِ وَأَنْشَدَ : عَرَفْتُ مَنَازِلا بِعُرَيْقِنَاتٍ فَأَعْلَى الْجِزْعِ لِلْحَيِّ الْمُبِنِّ قال حَسَّانُ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : هَلَكَ الشَّيْخُ ، رَكِبَ قَافِيَةً صَعْبَةً . قال : فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يُحْسِنُ حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهَا ، ثُمَّ نَادَى : أَلا رَجُلٌ يُنْشِدُ ؟ قال : فَتَقَدَّمَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَنْشَدَ : أَتَعْرِفُ رَسْمًا كَاطِّرَادِ الْمَذَاهِبِ لِعَمْرَةَ وَحْشًا غَيْرَ مَوْقِفِ رَاكِبِ حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهَا ، فقال لَهُ النَّابِغَةُ : أَنْتَ أَشْعَرُ النَّاسِ يَا ابْنَ أَخِي ، قال حَسَّانُ : فَدَخَلَنِي بَعْضُ الْفَرَقِ ، وَأَنِّي لأَجِدُ عَلَى ذَلِكَ فِي نَفْسِي ، فَتَقَدَّمْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فقال : أَنْشِدْ فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَشَاعِرٌ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّمَ ، فَأَنْشَدْتُهُ : أَسَأَلْتَ رَسْمَ الدَّارِ أَمْ لَمْ تَسْأَلِ بَيْنَ الْجَوَابِي فَالْبُضَيْعِ فَحَوْمَلِ فقال : حَسْبُكَ يَا ابْنَ أَخِي . وَفِي اجْتِمَاعِ حَسَّانَ وَالنَّابِغَةِ غَيْرُ حَدِيثٍ ، مِنْهَا أَنَّ الأَصْمَعِيَّ ذَكَرَ ، فِيمَا حَدَّثَنِي عَنْهُ مَنْ أَثِقُ بِهِ ، أَنَّهُ كَانَ يُضْرَبُ لِلنَّابِغَةِ بِسُوقِ عُكَاظٍ قُبَّةٌ ، فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ الشُّعَرَاءُ فِيهَا ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَسَّانُ وَالأَعْشَى وَخَنْسَاءُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ ، فَأَنْشَدُوهُ أَشْعَارَهُمْ ، فَلَمَّا أَنْشَدَتْهُ خَنْسَاءُ : وَإِنَّ صَخْرًا لَتَأْتَمُّ الْهُدَاةُ بِهِ كَأَنَّهُ عَلَمٌ فِي رَأْسِهِ نَارُ قال : يَا خُنَيْسُ ، وَاللَّهِ لَوْلا أَنَّ أَبَا بَصِيرٍ أَنْشَدَنِي آنِفًا لَقُلْتُ : إِنِّي لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَ شِعْرِكِ ، وَمَا بِهَا ذَاتُ مَثَانَةٍ أَشْعَرَ مِنْكِ ، قالت : لا وَاللَّهِ ، وَلا ذُو خُصْيَيْنِ ، فَغَضِبَ حَسَّانُ ، فقال : وَاللَّهِ لأَنَا أَشْعَرُ مِنْكِ وَمِنْ أَبِيكِ . فقال لَهُ النَّابِغَةُ : يَا ابْنَ أَخِي ، أَنْتَ لا تُحْسِنُ أَنْ ، تقول : فَإِنَّكَ كَاللَّيْلِ الَّذِي هُوَ مُدْرِكِي وَإِنْ خِلْتُ أَنَّ الْمُنْتَأَى عَنْكَ وَاسِعُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ | أحمد بن معاوية الباهلى | ضعيف الحديث |