حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، أنا حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى الْمَهْدِيِّ : " أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، جَعَلَ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ بَعْدِهِ مِنْ وُلاةِ الْمُؤْمِنِينَ إِمَامًا ، وَقُدْوَةً وَأُسْوَةً حَسَنَةً فِي رَحْمَتِهِ بِأُمَّتِهِ وَالرَّأْفَةِ عَلَيْهِمْ ، وَخَفْضِ جَنَاحِهِ لَهُمْ فِي عَفْوِهِ عَنْهُمْ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فِي صِفَةِ رَسُولِهِ : بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ سورة التوبة آية 128 فَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنَّ يَعْزِمَ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالأَمِيرِ عَلَى الصَّبْرِ بِالتَّشَبُّهِ بِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالاعْتِصَامِ بِسُنَّتِهِ وَمُنَافَسَةِ الأَخْيَارِ أَعْمَالَ الْبِرِّ ، وَيَجْعَلَ ثَوَابَهُمَا فِي يَوْمِ الْبَعْثِ الآمِنِ وَالإِفْضَاءِ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقَدْ أَصْبَحَ الأَمِيرُ حَفِظَهُ اللَّهُ مِنْ خَلِيفَةِ الْمُسْلِمِينَ بِحَالِ الأَمِينِ الْمُصَدَّقِ إِنْ شَكَا لَمَنْ مَسَّهُ الضُّرُّ مِنْ أُمَّتِهِ ، لَمْ يَتَّهِمْ نُصْحَهُ وَلَمْ يُجْبِهْ قَوْلَهُ ، وَإِنْ دَافَعَ عَنْهُمْ رَهَقًا ، أَوْ طَلَبَ لَهُمْ عَفْوًا أَخَذَ بِقَلْبِ الْخَلِيفَةِ تَوْفِيقُهُ ، وَأَحْدَثَ لَهُ بِمَا أَلْقَى إِلَيْهِ مِنَ الْفَضْلِ سُرُورًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَجَعَلَ اللَّهُ الأَمِيرَ لأُمَّتِهِ أَمْنَةً وَمَأْلَفًا وَرَضَّاهُمْ بِهِ وَأَخَذَ بِأَفْئِدَتِهِمْ إِلَيْهِ ، ثُمَّ أَنَّهُ أَتَانِي مِنْ رَجُلٍ مِنْ مَقَانِعَ أَهْلِ مَكَّةَ كِتَابٌ يَذْكُرُ الَّذِي هُمْ فِيهِ مِنْ غَلاءِ أَسْعَارِهِمْ ، وَقِلَّةِ مَا بِأَيْدِيهِمْ مُنْذُ حُبِسَ عَنْهُمْ بَحْرُهُمْ ، وَأَجْدَبَ بَرُّهُمْ وَهَلَكَتْ مَوَاشِيهِمْ هَزْلا ، فَالْحِنْطَةُ فِيهِمْ مُدَّانِ بِدِرْهَمٍ وَالذُّرَةُ مُدَّانِ وَنِصْفٌ بِدِرْهَمٍ ، وَالزَّيْتُ مُدٌّ بِدِرْهَمٍ ، ثُمَّ هُوَ يَزْدَادُ كُلَّ يَوْمٍ غَلاءً ، وَأَنَّهُ إِنْ لَمْ يَأْتِهِمُ اللَّهُ بِفَرَجٍ عَاجِلا لَمْ يَصِلْ كِتَابِي حَتَّى يَهْلَكَ عَامَّتُهُمْ أَوْ بَعْضُهُمْ جُوعًا ، وَهُمْ رَعِيَّةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَصْلَحَهُ اللَّهُ وَالْمَسْئُولُ عَنْهُمْ ، وَقَدْ حَدَّثَنِي مَنْ , سَمِعَ الزُّهْرِيَّ ، يَقُولُ : إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي عَامِ الرَّمَادَةِ ، وَكَانَتْ سَنَةً شَدِيدَةً مُلِحَّةً مِنْ بَعْدِ مَا اجْتَهَدَ فِي إِمْدَادِ الأَعْرَابِ بِالإِبِلِ وَالْقَمْحِ وَالزَّيْتِ مِنَ الأَرْيَافِ كُلِّهَا ، حَتَّى بُلِحَتْ مِمَّا أَجْهَدَهَا ، قَامَ يَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَرْزَاقَهُمْ عَلَى رُءُوسِ الظِّرَابِ " ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ وَلِلْمُسْلِمِينَ ، فَأَغَاثَ عِبَادَهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُفْرِجْهَا مَا تَرَكْتُ أَهْلَ بَيْتٍ لَهُمْ سِعَةٌ إِلا أَدْخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَعْدَادَهُمْ مِنَ الْفُقَرَاءِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنِ اثْنَانِ يَهْلَكَانِ مِنَ الطَّعَامِ عَلَى مَا يُقِيمُ الْوَاحِدَ ، فَبَلَغَنَا أَنَّهُ حُمِلَ إِلَى عُمَرَ مِنْ مِصْرَ وَحْدَهَا أَلْفُ أَلْفِ أَرْدَبٍّ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |