تفسير

رقم الحديث : 28

وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَخْزَمَ الأردبيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الأَعْمَشِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ ، يُحَدِّثُ : أَنَّ دِمَشْقَ تُعْصَمُ مِنْ دُخُولِ الدَّجَّالِ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا مَنْ فِيهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَسْتَرِيثُونَ نُزُولَ عِيسَى ، وَقَدْ نَزَلَ الدَّجَّالُ بِالْمُؤْمِنِينَ الْمُعْتَصِمِينَ بِجَبَلِ الْخَلِيلِ بِعَقَبَةِ أُفَيْقٍ ، وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ، إِذْ نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقَيَّ دِمَشْقَ ، فَيَصْعَدُ دَرَجَ الْمَسْجِدَ ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيُصَلِّي إِلَى عَمُودٍ مِنْ عُمُدِهِ مَا يَلِي مَدْخَلَهُ ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْمَجْلِسِ أَقْرَبُ الْمَجَالِسِ إِلَيْهِ : مَا وَلِينَا رَجُلا قَطُّ نشع مِنْ هَذَا ، وَلا أَشْبَهَ مِنْهُ ، بِمَا يُنْظَرُ مِنْ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مِنْهُ ، فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنْهُمْ : أَلا أَقُومُ إِلَيْهِ فَأَسْأَلَهُ ؟ فَيَقُولُونَ : بَلَى . فَيَقُومُ فَيَجْلِسُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَرْكَعُ ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا ، سَلَّمَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ وَسَأَلَهُ مَنْ هُوَ ؟ فَيَقُولُ لَهُ : أَنَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، فَيَأْتِي الرَّجُلُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَيُعْلِمُهُمْ وَيُخْبِرُهُمْ ، فَيُلْهَمُونَ مَعْرِفَتَهُ وَتَصْدِيقَهُ ، وَيُعْصَمُونَ مِنْ تَكْذِيبِهِ ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ : لا تُحْدِثُوا فِي أَمْرِهِ شَيْئًا حَتَّى تُعْلِمُوا إِمَامَكُمْ بِهِ ، فَيَقُومُونَ وَيَأْتُونَ إِلَى إِمَامِهِمْ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِي هَذِهِ الْخَضْرَاءِ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، فَيَقُولُونَ لَهُ : قَدْ دَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ هَيْئَتِهِ وَصِفَتِه كَذَا وَكَذَا ، وَيُخْبِرُونَهُ بِإِرْسَالِهِمْ صَاحِبَهُمْ إِلَيْهِ ، وَبِمَا قَالَهُ حِينَ سَأَلَهُ فَيَقُومُ الإِمَامُ وَمَنْ كَانَ بِمَجْلِسِهِ حَتَّى يَأْتُوهُ وَهُوَ فِي مُصَلاهُ ، فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْهِمُ السَّلامَ ، بَعْدَ أَنْ يُسَلِّمَ مِنْ صَلاتِهِ . فَيَقُولُ الإِمَامُ : أُخْبِرْنَا عَنْكَ بِأَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَقُولُونَ : كَيْفَ ذَلِكَ ؟ فَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ : هَلْ فِيكُمْ مَنْ يَقْرَأُ سُورَةَ الْمَائِدَةِ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : اقْرَءُوا فَاتِحَةَ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ مِنْهَا ، فَيَقْرَأُ بَعْضُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ : إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ سورة المائدة آية 110 إِلَى آخِرِ الآيَةِ . فَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ : هَلْ مِنْ أَكْمَهَ ؟ فَيُؤْتَى بِهِ فَيَمْسَحُ بِيَدِهِ عَلَى حَدَقَتَيْهِ ، فَيَقُولُ لَهُ : أَبْصِرْ بِإِذْنِ اللَّهِ ، فَيَقُولُ لَهُمْ : هَلْ مِنْ أَبْرَصَ ؟ فَيُؤْتَى بِهِ ، فَيَمْسَحُ بَرَصَهُ بِيَدِهِ فَيُذْهِبُ الْبَرَصَ ، فَيَقُولُ الْقَوْمُ : آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : هَلْ مِنْ مَيِّتٍ ؟ فَيَقُولُ قَائِلٌ : نَعَمْ ، فُلانٌ النَّصْرَانِيُّ مَاتَ الْيَوْمَ ، وَهُوَ الآنَ خَارِجَةٌ جِنَازَتُهُ ، فَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ : قُومُوا بِنَا إِلَيْهِ ، فَيَقُومُ مَعَهُ الْقَوْمُ فَيَلْقَوْنَ النَّصَارَى يَحْمِلُونَ النَّصْرَانِيَّ الْمَيِّتَ ، وَذَلِكَ فِي سُوقِ نفسك مِنْ دِمَشْقَ ، وَهُمْ يُشَيِّعُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالصِّيَاحِ وَالنِّيَاحَةِ ، فَيَقُولُ عَلَيْهِ السَّلامُ : مَنْ هَؤُلاءِ ؟ فَيَقُولُونَ لَهُ هَؤُلاءِ النَّصَارَى ، وَهَذَا مَيِّتُهُمْ ، فَيُشِيرُ إِلَيْهِمْ أَنْ قِفُوا ، فَيَقِفُ النَّصَارَى بِالْمَيِّتِ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتُمْ ؟ فَيَتَسَمَّوْنَ بِالنَّصْرَانِيَّةِ ، وَيَذْكُرُونَ الإِنْجِيلَ وَعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، فَيَقُولُ : أَنَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، فَيَضْحَكُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ تَعَجُّبًا ، فَيَقُولُ لَهُمْ : مَا اسْمُ مَيِّتِكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ فُلانٌ : فَيَقُولُ لَهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ : يَا فُلانُ بْنَ فُلانٍ ، قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَيَسْتَوِي جَالِسًا بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى فَيُلْقُونَهُ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ ، فيبقون عَنْ عِيسَى مُكَذِّبِينَ لَهُ . . ، وَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَصَدَّقْنَا وَاتَّبَعْنَا ؛ ثُمَّ يَرْجِعُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ بِالْمُسْلِمِينَ إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَقَدْ أَذَّنَ الْمُسْلِمُونَ لِصَلاةِ الْعَصْرِ ، ( فَتَقُومُ ) الصَّلاةُ عَلَيْهِ ، فَيَتَقَدَّمُ ذَلِكَ الإِمَامُ الْهَاشِمِيُّ ، فَيُقَدِّمُ الإِمَامَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَيُصَلِّي بِهِمُ الْعَصْرَ ، وَلا يُصَلِّي بِهِمْ صَلاةً غَيْرَهَا ، وَهُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، ثُمَّ يَخْرُجُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ لَيْلَةَ يَوْمِهِ الَّذِي نَزَلَ فِيهِ ، وَمَعَهُ ثَلاثَةُ آلافِ صِدِّيقٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ إِلَى الَّذِينَ بِجَبَلِ الْخَلِيلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَهُمْ تِسْعَةُ آلافٍ مِنَ الْمُقَاتِلِينَ ، وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الذُّرِّيَّةِ ، فَيَصِيرُونَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ أَلْفًا ، فَيَأْتِيهِمْ فِي وَجْهِ الْمَسْجِدِ ، وَقَدْ أَذَّنَ مُؤَذِّنُهُمْ لِصَلاةِ الصُّبْحِ ، فَيُعَرِّفُهُمْ بِنَفْسِهِ ، فَيُلْهِمُهُمُ اللَّهُ إِلَى وَجْهِ الْمَسْجِدِ ، وَقَدْ أَذَّن مُؤَذِّنُهُمْ لِصَلاةِ الصُّبْحِ ، فَيُعَرِّفُهُمْ بِنَفْسِهِ فَيُلْهِمُهُمُ اللَّهُ إِلَى تَصْدِيقِهِ ، وَيَعْصِمُهُمْ مِنْ تَكْذِيبِهِمْ إِيَّاهُ ، فَيَمْسَحُ عَلَى وُجُوهِهِمْ ، وَيُبَشِّرُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ ، ثُمَّ تُقَامُ الصَّلاةُ فَيُقَدِّمُهُ إِمَامُ الْقَوْمِ ، فَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، فَيَتَقَدَّمُ بِهِمُ الْهَاشِمِيُّ فَيُصَلِّي بِهِمْ ، لا يُصَلِّي صَلاةً غَيْرَهَا بِهِمْ ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، وَهُوَ إِمَامُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ ، وَهُوَ الَّذِي يَفْتَحُ الْقُسْطَنْطِينَةَ وَرُومَةَ ، ( وَهُوَ الَّذِي رَفَعَهَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ) وَهُوَ الْمَهْدِيُّ الْمُسَمَّى ، فَإِذَا فَرَغُوا مِنَ الصَّلاةِ زَاعَمَ بِهِمْ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى الدَّجَّالِ ، فَيَقْتُلُهُ وَيَقْتُلُ أَصْحَابَهُ كَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ ، ثُمَّ يَخْرُجُ بِإِثْرِ ذَلِكَ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ، فَيُهْلِكُهُمُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ ، وَسَيَأْتِي ذِكْرُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ بَعْدَ هَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، ثُمَّ يُطَهِّرُ اللَّهُ أَرْضَهُ ، وَيُخْرِجُ بَرَكَاتِهَا وَزَهْرَتَهَا ، وَيَتَرَاجَعُ النَّاسُ إِلَى أَحْسَنِ مَا كَانُوا ، يَكُونُ إِمَامُهُمْ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَيَلْبَثُ فِيهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَكَمًا وَعَدْلا وَإِمَامًا مُقْسِطًا .

الرواه :

الأسم الرتبة