أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيُّ السّرسنَاوِيُّ ، وَسرسنَا قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الْمُنُوفِيَّةِ أَسْفَلَ مِصْرَ مِنْ أَعْمَالِ الْغَرْبِيَّةِ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِثَغْرِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ ، أنا الإِمَامُ الْعَالِمُ الزَّاهِدُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُبَيْرٍ الْكِنَانِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي كِتَابِهِ سَقْطُ زندِ الْقَرِيحَةِ فِي بذلِ النَّصِيحَةِ قَالَ فِيهِ : إِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ، فَمَنْ تَوَكَّلْ عَلَيْهِ كَفَاهُ ، وَمَنْ طَلَبَهُ أَلْفَاهُ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئْكَ ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ، فَلا تَجْعَلْ غَيْرَ الثِّقَةِ بِاللَّهِ نَصِيبَكَ ، وَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ ، وَالرَّغْبَةِ فِي الدَّارِ الْبَاقِيَةِ ، وَالزُّهْدِ فِي هَذِهِ الدَّارِ الْفَانِيَةِ ، فَطَاعَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى ، وَالذَّخِيرَةُ الَّتِي تُبْغَى ، وَتَمَسَّكْ بِالسُّنَّةِ فَهِيَ مَلاكُ الإِيمَانِ ، وَالنِّيَّةُ فِي الإِسْلامِ كَالإسْلامِ فِي الأَدْيَانِ ، وَعَلَيْكَ بِالْجَادَةِ الْوَاضِحَةِ ، وَالْمَحَجَّةِ اللائِحَةِ ، فَمَا الأَمْرُ إِلا الأَمْرُ الأَوَّلُ مَا كَانَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ ، فَيَا وَيْلَ مَنْ بِسِوَاهُمُ اقْتَدَى ، وَبِغَيْرِ هُدَاهُمُ اهْتَدَى ، وَإِيَّاكَ وَبُنَيَّاتِ الطُّرُقِ الْمُضِلَّةِ ، فَسُلُوكُهَا أَعْظَمُ الْمَعَاصِي الْمُذِلَّةِ ، وَخُذْ مَا عَرَفْتَ ، وَمَا أَنْكَرْتَ فَدَعْ ، وَلا تَلْتَفِتْ إِلَى تُرَّهَاتِ الْبِدَعِ ، وَكُنْ مَعَ الْحَقِّ وَأَهْلِهِ ، وَإِذَا سَلَكْتَ طَرِيقًا فَمَيِّزْ بَيْنَ حَزَنِهِ وَسَهْلِهِ ، وفَكِّرْ فِي قَوْلِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " وَجَدْتُ النَّاسَ أَخْبِرْ تَقْلَّهْ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |