تفسير

رقم الحديث : 1782

حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ ، وَأَقْبَلَ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ : يَا أُسَامَةَ ، " عَلَيْكَ بِطَرِيقِ الْجَنَّةِ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَخْتَلِجَ دُونَهَا ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَسْرَعُ مَا يُقْطَعُ بِهِ ذَلِكَ الطَّرِيقُ ؟ قَالَ : الظَّمَأُ فِي الْهَوَاجِرِ ، وَكَسْرُ النَّفْسِ عَنْ لَذَّةِ الدُّنْيَا ، يَا أُسَامَةُ ، عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ ، فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ ، لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ رِيحِ فَمِ الصَّائِمِ ، تَرَكَ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ لِلَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَأْتِيَكَ الْمَوْتُ وَبَطْنُكَ جَائِعٌ ، وَكَبِدُكَ ظَمْآنُ ، فَافْعَلْ ، فَإِنَّكَ تُدْرِكُ شَرَفَ الْمَنَازِلِ فِي الآخِرَةِ ، وَتَحُلُّ مَعَ النَّبِيِّينَ ، وَتُفَرِّحُ الأَنْبِيَاءَ بِقُدُومِ رُوحِكَ عَلَيْهِمْ ، وَيُصَلِّي عَلَيْكَ الْجَبَّارُ ، تَعَالَى ، إِيَّاكَ ، يَا أُسَامَةُ ، وَكُلَّ كَبِدٍ جَائِعٍ تُخَاصِمُكَ إِلَى اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَا أُسَامَةُ ، إِيَّاكَ وَدُعَاءَ عِبَادٍ قَدْ أَذَابُوا اللُّحُومَ بِالرِّيَاحِ وَالسُّمُومِ ، وَأَظْمَئُوا الأَكْبَادَ حَتَّى غُشِيَتْ أَبْصَارُهُمْ ، فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِمْ سُرَّ بِهِمْ ، فَبَاهَى بِهِمُ الْمَلائِكَةَ ، بِهِمْ تُصْرَفُ الزَّلازِلُ وَالْفِتَنُ ، ثُمَّ بَكَى النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى اشْتَدَّ نَحِيبُهُ ، وَهَابَ النَّاسُ أَنْ يُكَلِّمُوهُ ، حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ مِنَ السَّمَاءِ حَدَثٌ ، ثُمَّ قَالَ : وَيْحٌ لِهَذِهِ الأُمَّةِ ، مَا يَلْقَى مِنْهُمْ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فِيهِمْ ، كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَطَاعَ اللَّهَ ؟ ! فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الإِسْلامِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، يَقْتُلُونَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ ، وَأَمَرَهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ ، يَا عُمَرُ ، تَرَكَ الْقَوْمُ الطَّرِيقَ ، وَرَكِبُوا الدَّوَابَّ ، وَلَبِسُوا اللَّيِّنَ مِنَ الثِّيَابِ ، وَخَدَمَتْهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ وَالرُّومِ ، يَتَزَيَّنُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ زِينَةَ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا ، وَتَتَبَرَّجُ النِّسَاءُ ، زِيُّهُمْ زِيُّ الْمُلُوكِ ، وَدِينُهُمْ دِينُ كِسْرَى هُرْمُزَ ، يَتَسَمَّنُونَ يَتَبَاهَوْنَ بِالْجَشَّاءِ وَاللِّبَاسِ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ ، عَلَيْهِمُ الْعَبَاءُ مُنْحَنِيَةٌ أَصْلابُهُمْ ، قَدْ ذَبَحُوا أَنْفُسَهُمْ مِنَ الْعَطَشِ ، فَإِذَا تَكَلَّمَ مِنْهُمْ مُتَكَلِّمٌ كُذِّبَ ، وَقِيلَ لَهُ : أَنْتَ قَرِينُ الشَّيْطَانِ ، وَرَأْسُ الضَّلالَةِ ، تُحَرِّمُ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ، وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ؟ ! تَأَوَّلُوا الْكِتَابَ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ ، وَاسْتَذَلُّوا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ ، وَاعْلَمْ ، يَا أُسَامَةُ ، أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ طَالَ حُزْنُهُ ، وَعَطَشُهُ ، وَجُوعُهُ فِي الدُّنْيَا ، الأَخْفِيَاءُ الأَبْرَارُ الَّذِينَ إِذَا شُهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا ، وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، يُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ ، وَيَخْتَفُونَ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ ، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الأَرْضِ ، وَتَحُفُّ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ ، نَعِمَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا ، وَتَنَعَّمُوا هُمْ بِالْجُوعِ وَالْعَطَشِ ، وَلَبِسَ النَّاسُ لَيِّنَ الثِّيَابِ ، وَلَبِسُوا هُمْ خَشِنَ الثِّيَابِ ، افْتَرَشَ النَّاسُ الْفُرُشَ ، وَافْتَرَشُوا الْجِبَاهَ وَالرُّكَبَ ، ضَحِكَ النَّاسُ وَبَكَوْا ، أَلا لَهُمُ الشَّرَفُ فِي الآخِرَةِ ، يَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ ، بِقَاعُ الأَرْضِ بِهِمْ رَحْبَةٌ ، وَالْجَبَّارُ عَنْهُمْ رَاضٍ ، ضَيَّعَ النَّاسُ فِعْلَ النَّبِيِّينَ وَأَخْلاقَهُمْ وَحَفِظُوهَا ، الرَّاغِبُ مَنْ رَغِبَ إِلَى اللَّهِ فِي مِثْلِ رَغْبَتِهِمُ ، الْخَاسِرُ مَنْ خَالَفَهُمْ ، تَبْكِي الأَرْضُ إِذَا فَقَدَتْهُمْ ، وَيَسْخَطُ اللَّهِ عَلَى بَلَدٍ لَيْسَ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، يَا أُسَامَةُ ، إِذَا رَأَيْتَهُمْ فِي قَرْيَةٍ فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لأَهْلِ تِلْكَ الْقَرْيَةِ ، لا يُعَذِّبُ اللَّهُ قَوْمًا هُمْ فِيهِمُ ، اتَّخِذْهُمْ لِنَفْسِكَ تَنْجُ بِهِمْ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ ، فَتَزِلَّ قَدَمُكَ فَتَهْوَى فِي النَّارِ ، حَرَّمُوا حَلالا أَحَلَّهُ اللَّهُ ، لَهُمْ طَلَبُ الْفَضْلِ فِي الآخِرَةِ ، تَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ عَنْ قُدْرَةٍ ، لَمْ يَتَكَالَبُوا عَلَى الدُّنْيَا تَكَالُبَ الْكِلابِ عَلَى الْجِيَفِ ، أَكَلُوا الْعَلَقَ ، وَلَبِسُوا الْخِرَقَ ، وَتَرَاهُمْ شُعْثًا غُبْرًا يُظَنُّ بِهِمْ دَاءٌ ، وَمَا بِهِمْ مِنْ دَاءٍ ، وَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّهُمْ قَدْ خُولِطُوا ، وَمَا خُولِطُوا ، وَلَكِنْ خَالَطَ الْقَوْمَ الْحُزْنُ فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُمْ قَدْ ذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ وَمَا ذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ ، وَلَكِنْ نَظَرُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى أَمْرٍ ذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا ، فَهُمْ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا يَمْشُونَ بِلا عُقُولٍ ، يَا أُسَامَةُ ، عَقِلُوا حِينَ ذَهَبَتْ عُقُولُ النَّاسِ ، لَهُمُ الشَّرَفُ فِي الأَرْضِ ، ( خط ) في كتاب الزهد ، وهو شبه لا شيء ، فإنه من رواية أبي جعفر محمد بن علي ، عن سعيد ، ومحمد بن علي لم يدرك سعيدا ، وفيه حيان البصري ، وهو ابن عبد الله أبو جبلة ، وفيه الوليد بن عبد الرحمن القرشي الحراني ليس بشيء ، ( تعقب ) بأن ابن عساكر أخرجه من طريق الخطيب ، ثم قال : ورويت هذه القصة عن محمد بن علي مرسلة ، وعن ابن عباس من وجه آخر بأطول من هذا فذكره بسنده ، ( قلت ) فيه عبادة بن يزيد الحميري ، وعنه أحمد بن يزيد الحميري لم أعرفهما ، والله تعالى أعلم .

الرواه :

الأسم الرتبة
سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.