أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الأَجَلُّ الْمُسْنِدُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ السّيديّ ، فِي كِتَابِهِ ، قَالَ : أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ أَبِي الْفَرَجِ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْبَغْدَادِيُّ ، قَالَ : نا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الأَسَدِيُّ ، قَالَ : نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ ، قَالَ : أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، قَالَ : نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُقْرِئَكَ الْقُرْآنَ ، أَوْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ، قَالَ : اللَّهُ سَمَّانِي لَكَ وَقَدْ ذُكِرْتُ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ " . صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْخَطَّابِ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ السَّدُوسِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ ، فَرَوَاهُ فِي التَّفْسِيرِ ، عَنْ أَبِي الْمُنَادِي ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ فِي صَحِيحِهِ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمُنَادِي فَسَمَّاهُ أَحْمَدُ ، قِيلَ : إِنَّهُ اشْتَبَهَ عَلَى الْبُخَارِيِّ فَجَعَلَ مُحَمَّدًا أَحْمَدَ ، وَقِيلَ : كَانَ لِمُحَمَّدٍ أَخٌ بِمِصْرَ اسْمُهُ أَحْمَدُ ، قَالَ الْخَطِيبُ : وَهَذَا الْقَوْلُ الأَخِيرُ عِنْدَنَا بَاطِلٌ لَيْسَ لأَبِي جَعْفَرٍ أَخٌ فِيمَا نَعْلَمُ ، وَلَعَلَّهُ اشْتَبَهَ عَلَى الْبُخَارِيِّ كَمَا قِيلَ ، أَوْ كَانَ يَرَى أَنَّ مُحَمَّدًا وَأَحْمَدَ شَيْءٌ وَاحِدٌ ، قُلْتُ : وَهُوَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْبَغْدَادِيُّ الْمَخْرَمِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمُنَادِي , وُلِدَ لِلنِّصْفِ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ ، وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ فِي السَّحَرِ وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِثَلاثٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَلَهُ إِذْ ذَاكَ مِائَةُ سَنَةٍ وَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَاثْنَا عَشَرَ يَوْمًا ، وَقِيلَ : إِنَّهُ صَامَ اثْنَيْنِ وَتِسْعِينَ رَمَضَانَ ، وَاثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا مِنَ الشَّهْرِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ . عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، وَاسْمُ أَبِي عَرُوبَةَ مِهْرَانُ ، وَاتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ ، عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي صَحِيحَيْهِمَا مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ ، وَمِنْ حَدِيثِ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى الأَزْدِيِّ ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْمَنَاقِبِ ، مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ ، وَفِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ مِنْ حَدِيثِ مَعْمَرٍ ، أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ قَتَادَةَ ، وَفِي لَفْظِ شُعْبَةَ : " إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ ، لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ، قَالَ : وَسَمَّانِي لَكَ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَبَكَى " . فَوَقَعَ إِلَيْنَا هَذَا الْحَدِيثُ مُوَافَقَةً عَالِيَةً كَأَنِّي رَوَيْتُهُ عَنْ أَبِي الْوَقْتِ السِّجْزِيِّ ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ بِهَرَاةَ ، وَوَفَاتُهُ بِبَغْدَادَ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْفَضْلُ وَالْمِنَّةُ ، وَهُوَ مِنَ الْمُوَافَقَاتِ الْعَوَالِي وَأَحَدُ الْحَدِيثَيْنِ اللَّذَيْنِ أَشَارَ إِلَيْهِمَا السِّلَفِيُّ وَكَانَ يَفْتَخِرُ بِهِمَا وَيَقُولُ : لَمْ يَقَعْ لِي مِنْ هَذَا النَّمَطِ إِلَّا هَذَا وَحَدِيثٌ آخَرُ فِيمَا أَعْلَمُ فِي الرِّحْلَةِ .