حَدَّثَنِي الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ، قال : حدثنا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَتَبَ قَيْصَرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ : سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ ، فَأْتِنِي بِأَحَبِّ كَلِمَةٍ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالثَّانِي ، وَالثَّالِثِ ، وَالرَّابِعِ ، وَالْخَامِسِ ، وَبِأَكْرَمِ عِبَادِهِ عَلَيْهِ ، وَأَكْرَمِ إِمَائِهِ عَلَيْهِ ، وَبِأَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ فِيهِمُ الرُّوحُ لَمْ يَرْكُضُوا فِي رَحِمٍ ، وَبِقَبْرٍ يَسِيرُ بِصَاحِبِهِ ، وَبِمَكَانٍ لَمْ تُصِبْهُ الشَّمْسُ إِلَّا مَرَّةً ، وَبِالْمَجَرَّةِ ، مَا مَوْضِعُهَا مِنَ السَّمَاءِ ؟ وَبِقَوْسِ قُزَحَ ، وَمَا بَدْءُ أَمْرِهِ ؟ . فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَهُ قَالَ : اللَّهُمَّ الْعَنْهُ ، وَمَا يُدْرِينِي مَا هَذَا ! ؟ قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَيَّ يَسْأَلُنِي عَنْ ذَلِكَ ، فَقُلْتُ : أَمَّا أَحَبُّ كَلِمَةٍ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، لَا يُقْبَلُ عَمَلٌ إِلَّا بِهَا ، وَالثَّانِيَةُ التَّحِيَّةُ ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَصَلَاةُ الْخَلْقِ ، وَالثَّالِثَةُ الْحَمْدُ كَلِمَةُ الشُّكْرِ ، وَالرَّابِعَةُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَفَوَاتِحُ الصَّلَاةِ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ ، وَالْخَامِسَةُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، فَاكْتُبْ إِلَيْهِ بِذَلِكَ ، فَإِنَّهُمْ سَيَعْرِفُونَ . فَأَمَّا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَإِذَا قَالَهَا الْعَبْدُ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " أَخْلَصَ عَبْدِي " ، وَإِذَا قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، قَالَ : " عَبَدَنِي عَبْدِي " ، وَإِذَا قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، قَالَ : " شَكَرَنِي عَبْدِي " ، وَإِذَا قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، قَالَ : " صَدَقَ عَبْدِي أَنَا أَكْبَرُ " ، وَإِذَا قَالَ : لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، قَالَ : " أَلْقَى إِلَيَّ عَبْدِي السَّلَامَ " ، فَأَمَّا أَكْرَمُ عِبَادِهِ عَلَيْهِ فَآدَمُ الَّذِي خَلَقَهُ بِيَدِهِ ، وَعَلَّمَهُ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ، وَأَمَّا أَكْرَمُ إِمَائِهِ عَلَيْهِ فَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ، وَأَمَّا الْأَرْبَعَةُ الَّذِينَ فِيهِمُ الرُّوحُ لَمْ يَرْكُضُوا فِي رَحِمٍ ، فَآدَمُ ، وَحَوَّاءُ ، وَعَصَا مُوسَى حِينَ أَلْقَهَا وَكَانَتْ ثُعْبَانًا مُبِينًا ، وَالْكَبْشُ الَّذِي ذُبِحَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، وَأَمَّا مَكَانٌ لَمْ تُصِبْهُ الشَّمْسُ إِلَّا مَرَّةً فَالْبَحْرُ حِينَ انْفَلَقَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَأَمَّا الْقَبْرُ الَّذِي يَسِيرُ بِصَاحِبِهِ فَبَطْنُ الْحُوتِ الَّذِي كَانَ فِيهِ يُونُسُ ، وَأَمَّا الْمَجَرَّةُ فَبَابٌ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ ، وَأَمَّا قَوْسُ قُزَحَ فَأَمَانٌ مِنَ الْغَرَقِ بَعْدَ قَوْمِ نُوحٍ ، فَلَمَّا قَرَأَ قَيْصَرُ كِتَابَهُ قَالَ : وَأَيْمُ اللَّهِ مَا عَلِمْتُهَا وَمَا كُنْتُ أَعْلَمُهَا إِلَّا مِنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |